تحت سريري حقل من الأعشاب

حجم الخط
0

طفل يشبهك
سأكون الماضي لكي استقبل ضحكتك القادمة من الأعالي. لقد خُيل إلي أن بلادا منخفضة كالتي أقيم فيها لن تصلها السعادة إلا متأخرة، أو حين يسقط المطر. ها أنت من جوف غيمة تلوحين إلي، أنا الجالس في شرفة زجاجية تحرص على أن تخفيني. ضحكتك تشق مثل عشبة خضراء شتائي لتضع على ركبتي طفلا يشبهك.

الرهينة

جرس من الماشية، ضمني إلى رائحته.
هناك كنيسة تقع إلى جوار المرعى. هناك حانة لا يرتادها إلا الشعراء الضجرون. هناك معمل خياطة تحج إليه المراهقات النضرات. هناك طفل لا يزال يحلم بملك عار لم يولد بعد. هناك فتية يضحكون لأن لغتي القادمة من الشرق الأوسط كانت بالنسبة لهم أشبه بالألغاز. هناك مسيح يومئ لي بأن أتقدمه من غير أن أجرؤ على وضع قدمي على آثار قدميه. أنا الرهينة. وما من جرس يشير إلي.

عصافير الجارة

كما لو أن الصحون قد فرغت وبقيت الكأس ممتلئة بالنبيذ. كآبتي تصنع مطعمها.
سأقول لجارتي ‘حديقتي تغزوها عصافيرك’، سأقول لحارس البناية ‘شخيرك يطرد أحلامي’ سأقول لكتابي ‘سطورك طويلة، قصرها من فضلك’ غير أن حلمي في أن أكون وحيدا لا يزال يسبقني إلى السرير. هناك حيث تغزو عصافير الجارة أحلام الحارس التي تصر على أن تكتب سطورا طويلة في كتابي.

طفل في هيأة لص

إنه الضيف الذي لا يريدك أبا له.
ضيف العائلة الذي ابتسمت له الشياه وصعدت من أجله الديكة على سياج الجيران. قال’ تركت غيمتين على الرصيف الآخر من الشتاء. كنت تمنيت لو أني اصطحبتهما معي’ كان كمن يرسم في الهواء صورة يستخرجها من الألم. كان طفلا في هيأة لص حين يشم رائحة الحصان، قبل أن يراه. ‘ألك أب؟’ لم أسأله قبل أن يختفي. معه اختفى الحصان.

قبل أن تُكتب القصيدة

‘ستكون القصيدة صعبة’
‘ليتك كتبتها قبل أن تراها’
‘كان الوقت ضيقا’
‘أضيق مما هو الآن؟’
‘حسنا. كانت القصيدة واسعة’
‘أكثر سعة من أن تُكتب؟’
‘بل لكي لا تُكتب’
‘تركتك كما لو أنك لم تكن’
‘بل تركتني لأكونها’
كانا يجلسان في الطريق، فيما كانت الفراشات تهذي من حولهما.

معجزة خلقها

للمرة الأخيرة سأقول ‘أحبك’
لن يرددها أحد. يمد الصباح يديه ليمسح قطرات الندى من على صفحة الورقة. يبتل أصبعي بالحبر، أزرق مثل شراع. الغيمة على حبل الغسيل فيما يجمع الجدول مياهه على صخرة لينزلق عليها مطمئنا. طائرتي الورقية تشتبك بالغيمة. رأيتك من تحت. كان معي الله. رآك هو الآخر وأعجب بك. لم أقل له ‘كان خلقها معجزة’ قال لي ‘لا يزال خلقها نقطة ضعفي’.

بلاد لا ماض لها

.
يمد الحصان رأسه ليأكل. اسمع ضحكته. ‘ايها الحوذي ابعد حصانك’ يضحك هو الآخر. هذه بلاد مجنونة. بلاد لا ماض لها. بلاد تأخذ الحوذي بجريرة حصانه. ينغمس سكانها في الشعر ليرثوا قيامتها. ‘سنغادر معا’ يقول لي الحوذي تاركا حصانه يلتهم ما تبقى من الأعشاب تحت سريري.

خواتمها

‘لا يزال في إمكاننا أن نكتب الشعر’ تضحك الملائكة وهي تلقي بالنايات إلى النار. صرنا نتدفأ بالموسيقى. سأحرك أصابعي لأدوزن الخواتم الذهبية في مجرة عينيك. ‘صفني لكي يليق بي صراخك’ أيتها البجعة لكي لا أخونك. أيتها الجمرة ولا يزال شيء من حريقك على باطن كفي.
نقي صرختي من الكلمات لتكتمل قصيدتي.

بعد المرآة

أنا يدك وأنت المحراث.
أسبقني إلى الحقل. أنا سنتك وذاك رخائي يبتسم بين حاجبيك.
بعد المرآة يقع نهار، سأقفز بين ضفتيه لكي ترى خطواتي وهي تسيل.
قبل جرس الكنيسة بقبلتين سنمد أيدينا لتلتقي. أهذا ما حلمنا به؟
سنكون جسرا، تعذبنا خطوات الماشين عليه.
سنكون خشبة الخلاص بمسمار يلمع بالشهوة. لقد خرجت فتيات القرية من النوافذ. لأرواحهن رائحة الياسمين، ولفجرهن طعم البارود. اسبقني لأصل إليك. أنا يد البراءة التي تحرث اشتياقي إليك.

بائعة النعناع

عند باب توما تركت حصاني نائما.
تعرف بائعة النعناع أنني قد وقعت في غرامها. غير أنها كانت تنظر إلى حصاني أكثر مما كانت تنظر إلي. بعد سنتين اعترفت أنها كانت تخشى أن يكون الحصان جائعا فيضطر إلى أن يمد رأسه إلى نعناعها. يومها تذكرت أنني كلما التهمت باقة من ذلك النعناع كان شيء من بائعته يتسلل إلى روحي. لقد التهمها قبل أن يلتهم حصاني نعناعها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية