غزة “القدس العربي”: وسط الجهود التي يبذلها الوسيط المصري، لإنهاء اعتقال الأسير خليل عواودة، وفقا لتفاهمات وقف إطلاق النار الأخيرة، طرأ تدهور خطير على الحالة الصحية لهذا الأسير المضرب عن الطعام منذ 151 يوما، بما يهدد حياته، فيما أظهرت سلطات الاحتلال الأسير بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وهو يمشي على قدميه وبصحة جيدة، قبل تمديد اعتقاله، كرسالة طمأنة جديدة لتنظيمه في الخارج.
وأكدت “جمعية أطباء بلا حدود”، أن عواودة يواجه وضعا خطيرا، وربما يؤدي ذلك إلى احتمال تعرضه لتلف دماغي وضرر في الجهاز العصبي.
وقدمت طلبا عاجلا للمحكمة الإسرائيلية، بضرورة نقله إلى مستشفى مدني.
وفي السياق، قال نادي الأسير، إن الوضع الصحي لعواودة حرج، وحذر من تعرضه لـ”الوفاة المفاجئة”، لافتا إلى أنه لا يزال محتجزا رغم ذلك في “عيادة سجن الرملة”.
وقال إن جلسة محاكمة عسكرية عقدت له الأربعاء في “سجن عوفر”، لاستكمال المداولات في قضيته، وأكد نادي الأسير أنه حتى اللحظة لم تصدر المحكمة قرارا بشأن الاستئناف المقدم ضد قرار تثبيت اعتقاله الإداري.
وقبل وصول الأسير عواودة لهذه الحالة، كان يعاني من أوجاع حادة في المفاصل، وآلام في الرأس، ودُوار قوي، وعدم وضوح في الرؤية، ولا يستطيع المشي، ويتنقل على كرسي متحرك.
وكانت إدارة سجون الاحتلال تنقله بشكل متكرر إلى المستشفيات المدنية، بدعوى إجراء فحوصات طبية له، لكن في كل مرة تتم إعادته دون إجرائها، بذريعة أنه لم يصل إلى مرحلة الخطورة.
وكان الأسير عواودة المعتقل إداريا، ورد اسمه في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في قطاع غزة ليل الأحد الماضي، بعد موجة تصعيد عسكرية استمرت ثلاثة أيام، حين طالبت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق سراحه.
وفي ذلك الاتفاق ورد نص على أن يجري نقله بإشراف الوسيط المصري إلى مشفى مدني لعلاجه، حيث يرقد في “عيادة سجن الرملة” التي تفتقر للمقومات الطبية، ومن ثم إطلاق سراحه من المشفى إلى منزله، وكذلك عمل الوسيط المصري على إطلاق سراح الأسير بسام السعدي، القيادي في الجهاد الإسلامي، الذي اعتقل الأسبوع الماضي، وأدى اعتقاله العنيف إلى بداية التوتر الذي استبق التصعيد.
ورغم دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ ليل الأحد، إلا أن سلطات السجون لم تنقل عواودة إلى مشفى مدني، على غرار أسرى سابقين خاضوا إضرابات طويلة، وأصيبوا بحالات إعياء شديدة.
ومن المقرر حسب الترتيبات والوعود التي قدمها الوسيط المصري، أن يحضر وفد أمني كبير إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، من أجل العمل على تطبيق التفاهمات، وفي مقدمتها إطلاق سراح عواودة.
وحسب الاتفاق سيصار إلى إطلاق سراح عواودة بشكل عاجل، فيما لم تحدد مدة لإطلاق سراح السعدي.
وفي السياق، عُرض الأسير بسام السعدي صباح الخميس على محكمة “سجن عوفر”، حيث قامت المحكمة العسكرية بتمديد اعتقاله لمدة ستة أيام.
وظهر السعدي في فيديو قصير وهو مكبل اليدين وحراس السجن من حوله، وكان يسير على قدميه، دون أن تظهر عليه أي علامات إصابة. وبدا المشهد كأن الاحتلال يريد من خلاله إرسال رسائل جديدة لحركة الجهاد الإسلامي، بأن السعدي بحالة جيدة.
وفي الشريط المصور ظهر صوت لأحد الإسرائيليين ويعتقد أنه صحافي، يتحدث بالعربية إلى بسام ويسأله “أنت بتعرف شو صار في الأسبوع الأخير علشان اعتقالك”، غير أن المقطع القصير لم يظهر فيه إن كان السعدي رد على السؤال، أم منع من قبل السجانين.
وفي المحكمة، قالت محامية السعدي، إنه تعرض للضرب والاعتداء الهمجي خلال اعتقاله، معتبرة أن ما تعرض له من سلوك يفرض على المحكمة قانونيا العمل للإفراج عنه.
وعقب تمديد اعتقاله، نقلت تقارير عبرية عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، زعمه بأن السعدي يقف خلف إعادة تشكيل خلايا الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بشكل عام ومنطقة جنين بشكل خاص.
وكان منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، أعلن الأربعاء، أنه أرسل فريقًا زار السعدي في “سجن عوفر”، في إطار متابعة التزامات الأمم المتحدة بالحفاظ على الهدوء في غزة.