واشنطن-»القدس العربي»:
بينما تتسارع التحضيرات العسكرية الأمريكية لاحتمال شنّ هجوم على إيران، يعبّر معارضو الحرب عن خشيتهم من تكرار كارثي لتجربة غزو العراق عام 2003، حيث تُستحضر الأساليب نفسها وتُطلق الادعاءات ذاتها، بقيادة دعاة الحرب الذين دفعوا سابقًا نحو تدخل دموي مماثل.
ففي الوقت الذي يصوّر فيه مسؤولون وإعلاميون محسوبون على تيار التصعيد إيران كدولة أصبحت قاب قوسين من امتلاك سلاح نووي، تؤكد تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية وهيئة الطاقة الذرية الدولية أنه لا توجد أدلة تدعم هذا الادعاء. وتواجه كل من واشنطن وتل أبيب اتهامات بالسعي لتغيير النظام الإيراني تحت ذرائع أمنية لا أساس لها.
ويرى المراقبون في الحملة الراهنة استعادة لحملة التضليل التي سبقت اجتياح العراق، حين استُخدمت مزاعم أسلحة الدمار الشامل لتبرير الحرب. وعلّق الكاتب البريطاني أوين جونز بالقول: «دعاة المجازر الماضية عادوا اليوم يطالبون بمزيد من الدم، وكأن شيئًا لم يكن»، مضيفًا أن «الجنون الحقيقي هو ما نراه في مناصب السلطة اليوم».
وكتب الباحث السياسي الأمريكي ديفيد فاين أن الضربات الإسرائيلية المقترحة ضد إيران تمثل «نسخة عام 2025 من حرب العراق، لكن بنتائج قد تكون أكثر تدميرًا»، مشيرًا إلى أن الحملة ليست دفاعية ولا قانونية، بل هي تدخل هجومي يهدف لتغيير النظام، ويُروّج لها عبر الأكاذيب ذاتها التي مهّدت لغزو العراق.
ورغم تقارير استخبارية تنفي أن إيران تطور سلاحًا نوويًا، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن طهران «كانت قريبة جدًا من امتلاك القنبلة»، متجاهلًا شهادة مدير الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، التي أكدت أن لا برنامج نووي عسكري قائم لدى طهران. كما دعا ترامب إلى «استسلام غير مشروط» من جانب إيران، ما أثار ردًا غاضبًا من المرشد الإيراني علي خامنئي الذي قال إن «التهديدات لا تُخيف الإيرانيين، وإن أي تدخل أمريكي سيجلب دمارًا لا يمكن إصلاحه».
وفي الداخل الأمريكي، تتصاعد الضغوط السياسية والشعبية لوقف أي تحرك عسكري أحادي. فالعديد من أعضاء الكونغرس، بمن فيهم من الحزب الجمهوري، يعارضون الانخراط في حرب جديدة من دون موافقة تشريعية واضحة. وقد حذّر السيناتور بيرني ساندرز من الانجرار خلف حرب يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا: «ذلك سيكون خطأ كارثيًا»، مشددًا على أن الدستور لا يجيز استخدام القوة الهجومية من دون تفويض الكونغرس.
كما اعتبر السيناتور كريس ميرفي من جهته أن «ترامب لا يملك الصلاحية للقيام بعمل عسكري هجومي بدون الرجوع إلى الكونغرس»، مضيفًا أن الشعب الأمريكي لا يؤيد حربًا جديدة في الشرق الأوسط.
وفي السياق نفسه، حذرت نانسي أوكايل، مديرة مركز السياسات الدولية، من أن تكلفة الحرب لن يتحملها صناع القرار بل الجنود والمدنيون، مشيرة إلى أن هذه اللحظة قد تحدد مسار الولايات المتحدة لعقود قادمة، كما فعلت في فيتنام والعراق، داعية إلى استخلاص الدروس من التاريخ والدفع نحو حل دبلوماسي يجنّب الجميع كارثة جديدة.
وفي سياق متصل، حذّر الباحث والمحلل السياسي تريتا بارسي من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات مصممًا على خوض حرب اختيارية ضد إيران، في خطوة قد تكون لها تداعيات كارثية على جميع الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.
ويشير بارسي إلى أن سلوك ترامب خلال الأيام القليلة الماضية دمّر أي ثقة كانت لدى طهران في إمكانية التوصل إلى حل سلمي. إذ لا يمكن لإيران أن تتراجع عن موقفها التاريخي المتعلق بتخصيب اليورانيوم ما لم تكن على يقين بأن التراجع سينهي النزاع. وهذا اليقين، بحسب بارسي، غير موجود حاليًا، بل إن طهران تعتقد أن ترامب لن يوقف التصعيد بمجرد تحقيق هذا الهدف.
ويضيف أن فقدان طهران للثقة في قدرة ترامب على مقاومة الضغوط الإسرائيلية يجعلها غير مستعدة للاستسلام. فحتى لو تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، فإن إسرائيل ستتجه فورًا إلى المطالبة بتفكيك برنامج الصواريخ، وهو ما تعتبره إيران تهديدًا وجوديًا. وفي حال نُزعت عنها صواريخها وسلاحها الجوي وقدرتها الردعية، فإنها ستكون مكشوفة تمامًا أمام أي تهديد خارجي، وخصوصًا أمام إسرائيل التي قد تدفع لاحقًا نحو تغيير النظام في طهران أو تفكيكه بالكامل.
من هذا المنطلق، ترى طهران أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد المتاح، حتى إن كانت النتيجة خسارة مؤكدة. فالتكلفة العالية للحرب، من وجهة نظرها، قد تردع ترامب أو تدفعه إلى إنهائها سريعًا كما حصل في اليمن.
وإذا أصرّ ترامب على فرض الاستسلام الكامل خلال أي مفاوضات مستقبلية، فستكون النتيجة حربًا شاملة. وستدفع إيران والمنطقة ثمنًا باهظًا، لكن الولايات المتحدة أيضًا لن تنجو من التداعيات. فمن المتوقع أن تُقتل أعداد من الجنود الأمريكيين، وأن ترتفع أسعار النفط بشكل حاد، ما سينعكس على أسعار البنزين في الداخل الأمريكي، وخاصة في أشهر الصيف، إضافة إلى تفاقم التضخم.
ويخلص بارسي إلى أن هذه الحرب قد تطيح برئاسة ترامب، تمامًا كما أدت حرب العراق إلى انهيار رئاسة جورج بوش الابن. فإيران قد تخسر، لكن الولايات المتحدة ستخسر أيضًا. وربما تكون إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذه المغامرة العسكرية.
ورأى الباحث الأمريكي ديفيد فاين أن الحرب الجارية ضد إيران تمثل نسخة جديدة من غزو العراق عام 2003، لكن مع مخاطر وتداعيات قد تكون أكثر كارثية بكثير. ويقول فاين إن الحرب الحالية، مثل سابقتها، غير مبررة، وغير قانونية، وأحادية الجانب، وعدوانية، ويُراد منها – على الأرجح – تغيير النظام، وتُسوّق للجمهور على أساس أكاذيب تتعلق بأسلحة دمار شامل غير موجودة.
ويشبّه فاين خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم بخطاب إدارة جورج بوش ونائبه ديك تشيني عام 2003، حين لجأوا إلى التهويل وادعاء وجود تهديد وشيك من «سُحب نووية» عراقية. واليوم، يكرر نتنياهو السيناريو ذاته بالحديث عن «تهديد نووي إيراني»، رغم أن إيران لا تملك أي أسلحة نووية، وكانت منخرطة في مفاوضات لتجنب تطويرها.
ويشدد فاين على أن إسرائيل، إلى جانب الولايات المتحدة، هي الطرف الوحيد في هذه المعادلة الذي يمتلك أسلحة نووية، بينما لا تمتلك إيران شيئًا منها. ومع ذلك، فإن الإيرانيين اليوم هم وحدهم المهددون بوقوع «هولوكوست نووي».
وعلى الرغم من وعد دونالد ترامب في ليلة انتخابه بألا «يبدأ حروبًا» بل أن «ينهيها»، فإن الولايات المتحدة منخرطة بالفعل في الحرب، من خلال الدعم العسكري لإسرائيل، وتزويدها بالسلاح، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وفشل واشنطن في وقف الهجوم رغم معرفتها المسبقة به. بل إن ترامب وصف هجمات إسرائيل بـ»الممتازة»، وألمح لاحقًا إلى إمكانية تدخل الجيش الأمريكي، قائلًا في مقابلة مع شبكة ABC «المزيد قادم، والكثير منه».
ويرى فاين أن هذه الحرب تُنذر بانزلاق خطير نحو مواجهة إقليمية أو حتى عالمية. ومع كل يوم يمر، تزداد فرص تورط الجيش الأمريكي بشكل مباشر، وهو ما كان يأمله نتنياهو منذ سنوات. ويتساءل: كيف سيكون رد ترامب إذا ما أسفر صاروخ إيراني – حتى لو بطريق الخطأ – عن مقتل جنود أمريكيين في المنطقة؟
ويحذّر الكاتب من عواقب طويلة الأمد يصعب التنبؤ بها، مستذكرًا أن حرب بوش وتشيني بدأت بحملة «الصدمة والترويع» التي أسقطت نظام صدام حسين بسرعة، لكنها أفرزت لاحقًا حربًا أهلية عنيفة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويقدّر فاين أن عدد القتلى في العراق وحده قد بلغ 1.2 مليون شخص، فيما اضطر أكثر من 9 ملايين إلى الفرار من ديارهم، وتكبد الأمريكيون نحو 3 تريليونات دولار خلال عقدين من القتال في العراق وضد تنظيم الدولة في سوريا.
ويختم بالتساؤل: كم من الإيرانيين والإسرائيليين، وربما الأمريكيين قريبًا، يجب أن يُقتلوا قبل أن يوقف ترامب هذه الحرب العبثية؟ كم من أموال دافعي الضرائب ستُهدر بعد أن تم إنفاق مئات الملايين على الأقل حتى الآن؟ ويحذر من أن أحلام نتنياهو والمحافظين الجدد في رؤية القوات الأمريكية تسير نحو طهران قد تتحول إلى واقع مرير، إذا لم يُوقف ترامب الحرب التي طالما زعم أنه يعارضها.
هه ترامب المتصهين الأرعن المجنون الذي يريد أن يسرق أرض غزة العزة ويجعل منها منتجعا سياحيا له بامتياز فلا تجتاز لا يصغي إلا إلى النتن ياهو سفاح أطفال ونساء غزة العزة المطلوب من محكمة لاهاي بتهم الإبادة الجماعية للفلسطنيين في غزة هذي سنتين على التوالي بلا رحمة أو شفقة بالصواريخ القذرة الأمريكية والأوروبية التي تعربد سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸🇮🇷☹️☝️🔥🐒🚀