تخوفات أمريكية من عدم القدرة على حشد تحالف عربي للدفاع عن إسرائيل أو التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين بعد اغتيال هنية

رائد صالحة
حجم الخط
4

واشنطن ـ «القدس العربي»: تشعر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقلق من أنه قد يكون من الصعب حشد التحالف الدولي والإقليمي نفسه من الدول التي دافعت عن كيان الاحتلال الإسرائيلي من الهجوم الإيراني السابق، لأن اغتيال هنية يأتي في سياق الحرب الإسرائيلية على غزة.

وجاء الهجوم السابق في نيسان/ابريل ردا على غارة جوية إسرائيلية على منشأة إيرانية في دمشق أسفرت عن مقتل جنرال إيراني كبير.
وساعدت عدة دول عربية، بما في ذلك الأردن والمملكة العربية السعودية، في إسقاط طائرات بدون طيار إيرانية وحوثية أو سمحت للولايات المتحدة وإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لاعتراض التهديدات.
وقال مسؤول أمريكي إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية بدأت تتلقى مؤشرات واضحة على أن إيران سترد، وفقاً لعدة مواقع وصحف أمريكية من بينها «أكسيوس» و«نيويورك تايمز».
وقال مسؤولان أمريكيان إن الأمر قد يستغرق من الإيرانيين والجماعات المتحالفة مع طهران بضعة أيام للتنسيق والتحضير لهجوم على إسرائيل.
وكشف مسؤول أمريكي آخر أن البنتاغون والقيادة المركزية الأمريكية يتخذان استعدادات مماثلة لتلك التي اتخذاها قبل الهجوم في نيسان/أبريل.
وأشار إلى أن الاستعدادات تشمل أصولا عسكرية أمريكية في الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان في إفادة للصحافيين إن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط لا يزال قائما.
وقال مسؤول أمريكي إن هناك اعترافًا داخل إدارة بايدن بأن هنية كان «رجلًا غير مرغوب فيه» ولكن في الوقت نفسه هناك قلق بالغ من أن هذا الاغتيال قد يؤدي أيضًا إلى تعطيل محادثات الرهائن ووقف إطلاق النار.
ويشعر مسؤولو إدارة بايدن أيضًا بالقلق من أن الاغتيال في طهران قد يجعل من الصعب للغاية تجنب الحرب الإقليمية.
وبعد أن أدت الغارة الإسرائيلية على بيروت إلى مقتل أحد كبار القادة العسكريين لحزب الله يوم الثلاثاء، شعر مسؤولو إدارة بايدن أنه حتى لو رد حزب الله، فسوف يحدث ذلك بطريقة لا تؤدي إلى حرب شاملة.
وقال كيربي في الأيام الأخيرة إن سيناريو الحرب بين إسرائيل وحزب الله «مبالغ فيه».
لكن مسؤولا أمريكيا قال إن اغتيال هنية خلق وضعا أكثر خطورة مع إمكانية أكبر للتصعيد، مضيفا أنه «حائر» من اغتيال إسرائيل لهنية في طهران وتوقيت ذلك.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن يؤدي مقتل المستشار العسكري الأعلى لحزب الله في بيروت، إلى جانب اغتيال هنية في طهران، إلى خلق ضغط حرج على إيران وحزب الله وجماعات متحالفة مع طهران للرد بطريقة أكثر قسوة مما خططوا له في الأصل.
وقال كيربي في الإيجاز الصحافي الذي عقده يوم الأربعاء إنه لا يوجد ما يشير إلى أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله باتت وشيكة.
وقال «من الواضح أننا نشعر بالقلق إزاء التصعيد، وهذا يعقد ما نحاول إنجازه وهو وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن».
وأضاف «عندما تكون لديك أحداث دراماتيكية، فهذا لا يجعل مهمة تحقيقها أسهل.»
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء، المواطنين الأمريكيين من السفر إلى لبنان «بسبب التوترات المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل».

إدارة بايدن «قلقة للغاية»

وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة جو بايدن «قلقة للغاية» من أن اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد يعرقل المفاوضات بشأن اتفاق احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة ويزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية. وبالنسبة لواشنطن، هناك أهمية استثنائية للتوصل لاتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في غزة الآن، وقد وضع البيت الأبيض هذا الأمر في قلب استراتيجيته الكاملة بشأن حرب غزة، حسبما ذكر موقع «أكسيوس».
وحسب ما ورد، يشارك الرئيس بايدن شخصيًا في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق ويرى فيه عاملًا رئيسيًا في تحديد إرثه.
وكان هنية هو المحاور الرئيسي مع الوسطاء القطريين والمصريين في المفاوضات حول الصفقة.
وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية الاغتيال قبل وقوعها ولم تكن متورطة فيها.
وأشارت الصحافة الأمريكية إلى تصريحات رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أعرب عن قلقه بشأن مستقبل الاتفاق.
وكتب على حسابه في موقع «إكس» أن «الاغتيالات السياسية واستمرار استهداف المدنيين في غزة أثناء استمرار المحادثات تدفعنا إلى التساؤل: كيف تنجح الوساطة عندما يقوم أحد الطرفين باغتيال المفاوض على الجانب الآخر؟ السلام يحتاج إلى شركاء جادين وموقف عالمي ضد الاستهتار بحياة الإنسان».
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يتوقعون تعليق المفاوضات في المدى القريب.
وبعد تصريحات آل ثاني بقليل، اتصل بلينكن برئيس الوزراء القطري و«أكد على أهمية مواصلة العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة» حسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان.
وعلى أي حال، استنفرت الإدارة الأمريكية للدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية المتوقعة، وأعلنت عن نشر قوات عسكرية جديدة في المنطقة، وسارع بايدن، الذي يتفاخر دائماً بأنه صهيوني، إلى مهاتفة بنيامين نتنياهو لتقديم كل الدعم، واستخدم البيت الأبيض كل القنوات الدبلوماسية لبعث رسالة تهدف إلى منع رد إيراني كبير على الجرائم الإسرائيلية، والأسوأ من ذلك كله، أن مسلسل الاغتيالات الإسرائيلية يتواصل كما التواطؤ الأمريكي مع الجرائم الإسرائيلية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ههه أظن أن العرب لن ينخدغوا هذه المرة بالغول الأمريكي يا انريكي مثلما حدث في حرب العراق يا رفاق 🤔😎😁🚀🐒🐖🐒🚩

  2. يقول فصل الخطاب:

    غباء بعض الحكام العرب الذين يطيعون عص البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي طاعة عمياء ستجر عليهم الويل والبلاء فسبحان المنتقم الجبار الذي سينتقم لدماء أطفال غزة العزة منهم جميعا شر انتقام ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🐖🚩

  3. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    أراجيف ومناورات حرب إضعاف معنويات ومواقف وتأخير أو تسريع قرارات وإرباك أخرى!

  4. يقول عامر عريم:

    حبذا لو مارست الدول العربية دبلوماسية فعالة لاقناع الولايات المتحدة الأمريكية بعدم عرقلة مجلس الأمن للامم المتحدة لانهاء الحرب الاسرائيلية على غزة وانسحاب اسراءيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

اشترك في قائمتنا البريدية