تداعيات العقوبات الأمريكية “غير المفاجئة” للفياض وأبو فدكّ: استهداف أمريكي محتمل لمقار “الحشد” والكاظمي في موقف المتفرج

مشرق ريسان
حجم الخط
4

لا نيّة لإقالة القائد العام للقوات المسلحة وواشنطن تقرّ باستمرار التهديد الإيراني للعراق

بغداد-“القدس العربي”: جاءت العقوبات الأمريكية الأخيرة، التي طالت رئيس “هيئة الحشد الشعبي” فالح الفياض، ورئيس “أركان الحشد” المعروف بـ”أبو فدك” متوقعة من قبل “قادة الحشد” وفيما انتقدوا موقف رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، “الخجول” من تلك العقوبات، رجّحت تحليلات سياسية تعرض مقار “الحشد” إلى ضربات أمريكية في المرحلة المقبلة.

وفي التاسع من كانون الثاني/يناير الجاري، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي على قائمة عقوباتها، قبل أن تُصدر قراراً مماثلاً (في 13 كانون الثاني/يناير الجاري) بحق رئيس أركان “الحشد” عبد العزيز المحمداوي، الملقبّ بـ”الخال” أو “أبو فدكّ”.

وعن مدى تأثيرات القرارات الأمريكية الأخيرة، واحتمالية تصعيدها في المرحلة المقبلة، يقول الخبير الاستراتيجي العراقي، علي فضل الله، لـ”القدس العربي” إن “العقوبات الأمريكية تجاه شخصيات رسمية تابعة لهيئة الحشد الشعبي، تتناغم مع الاستراتيجية الأمريكية التي تكنّ العداء لهذه المؤسسة التي وقفت عقبة أمام مخططاتها الخبيثة في المنطقة وتحديداً في العراق” معتبراً إن العقوبات بحق الفياض (رئيس هيئة الحشد) وعبد العزيز المحمداوي (رئيس أركان الحشد) المعروف بـ”الخال أبو فدك” بأنها “غير مستغربة”.

وأشار إلى إن “الغريب في الأمر هو صمت الحكومة العراقية (تجاه العقوبات) الذي لم يرتق إلى مستوى التحدي والانتهاك السافر من قبل الجانب الأمريكي، المتمثل بتواجد القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، وفرض الجانب الأمريكي عقوبات على شخصيات رسمية كانت سبباً في تحقيق النصر على أكبر تنظيم إرهابي عرفه التاريخ – الحديث في الأقل- وهو تنظيم داعش”.

واستغرب فضل الله من العقوبات الأمريكية الأخيرة بكونها جاءت بحق شخصيات “تنتمي للحكومة العراقية، وخاضعة للمعايير الدستورية والقانونية العراقية” لافتاً إلى “القانون المشرّع في البرلمان في أواخر عام 2016 والذي أقرّ بتشكيل (هيئة الحشد الشعبي) المرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة”.

وزاد: “كان الأولى بالجانب الأمريكي احترام القوانين والدستور العراقي” منوهاً بأن الغرض من العقوبات واضح، بكون إن “هيئة الحشد جاءت خارج تصميم الإدارة الأمريكية التي أشرفت على إنشاء المؤسسة الأمنية العراقية بالكامل” في إشارة إلى ما بعد عام 2003.

واعتبر موقف رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بشأن العقوبات، بأنه “ضعيف وركيك وهش” عازياً ذلك إلى “أصل صفقة وجود الكاظمي على رأس الحكومة العراقية، وهي صفقة أمريكية بامتياز. فلا غرابة في أن نرى ضعفا في ردّة الفعل العراقية باتجاه القرارات الأمريكية الخارقة للسيادة العراقية. القائد العام وكأنه متفرج وراضٍ على هذه القرارات التي تنتهك سيادة العراق ولا تضع حرمة للدولة العراقية، على اعتبار إن الجانب الأمريكي ضيف على الأراضي العراقية، ومن المفترض أن يحترم القوانين والمعايير الدستورية للبلد”.

لا تفكير بالانقلاب على الكاظمي

“أغلب قادة الحشد الشعبي ينظرون إلى الجانب الأمريكي على إنه عدو يعبث بأمن العراق، وبالتالي ليس من الغريب إصداره مثل هكذا قرارات (عقوبات الخزانة الأمريكية)”. والحديث لفضل الله.

وعن تطورات الموقف الأمريكي تجاه قادة “الحشد” أشار إلى إن “ردود الجانب الأمريكي ستكون غير طبيعية وغير متزنة، بهدف العبث بأمن العراق وسيادته” لافتاً إلى إن “القرارات الأمريكية لم تكن مفاجئة لقيادات الحشد، بل إنها تتوقع أكثر من ذلك. قد يصل الأمر إلى حدّ الاستهداف العسكري المباشر لمقار وشخوص الحشد، كما حصل في السابق عندما استُهدفت معسكرات الحشد الشعبي وقادة النصر (في إشارة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس)”.

وأضاف: “قادة الحشد لا يفكرون بالانقلاب على القيادة العامة للقوات المسلحة (متمثلة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي)” عازياً السبب في ذلك إلى إن الكاظمي بصفته القائد العام للقوات المسلحة “هو جزء من سيادة العراق، وقادة الحشد يُكنوّن كل الاحترام لهذه الشخصية المعنوية، التي تمثّل رمزية العراق الأمنية. فلا تفكير بالانقلاب على الكاظمي”.

ورهن فضل الله بقاء الكاظمي على سدّة الحكم في العراق من عدمه بـ”الطبقة السياسية، باعتبارها صاحبة الاختصاص، وتحديداً البرلمان بكونه يمتلك الصلاحيات الدستورية في موضوع الاستجواب والإقالة” لكنه أكد  في الوقت عينه إن إقالة الكاظمي “بعيدة عن تفكير قادة الحشد. هم ينظرون باهتمام إلى هذا الموضوع، لأن القائد العام هو جزء رئيسي من المنظومة الأمنية العراقية، و(إقالته) لها ارتدادات سلبية في ظل الظروف التي يعيشها العراق”.

وصنَفت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، الأربعاء الماضي، الأمين العام السابق لكتائب “حزب الله” العراقية، ورئيس أركان “الحشد الشعبي” عبد العزيز المحمداوي، الملقب أبو فدك، بأنه “إرهابي عالمي”.

واتهمت وزارة الخارجية الأمريكية المحمداوي، “بالعمل مع الحرس الثوري الإيراني – فيلق القدس لإعادة تشكيل مؤسسات أمن الدولة العراقية الرسمية بعيداً عن هدفها الحقيقي المتمثل في الدفاع عن الدولة العراقية وقتال داعش، لدعم أنشطة إيران الخبيثة بدلاً من ذلك، بما في ذلك الدفاع عن نظام الأسد في سوريا”.

وجاء في مذكرة الخارجية الأمريكية أن “تصنيف اليوم (حينها) يسعى إلى حرمان المحمداوي من الموارد اللازمة للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية” بحسب شبكة CNN الأمريكية.

وأضافت المذكرة أنه “تم حظر جميع ممتلكاته ومصالحه الموجودة في الولايات المتحدة، والتي تأتي فيما بعد داخل الولايات المتحدة، أو فيما بعد تقع في حيازة أو سيطرة أشخاص أمريكيين، وتم منع الأشخاص الأمريكيين عمومًا من المشاركة في أي معاملات معه”.

وشملت قائمة العقوبات الجديدة 16 كيانا لها صلات بقيادة الجمهورية الإسلامية، ومواطنين إيرانيين اثنين.

وأوضحت الخزانة، أن “قائمة العقوبات أدرجت فيها منظمتان إيرانيتان يسيطر عليهما المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، وعدد من فروعهما”.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفين منوتشين، إن المنظمتين “تمكنان النخبة الإيرانية من الاستمرار في الحفاظ على نظام الملكية الفاسد لقطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني”.

وفي الموازاة، ذكر إعلام “الحشد” تعليقاً على العقوبات الأمريكية، قائلاً: “نبارك إلى القائد الشجاع ابوفدك المحمداوي إدراجه على قائمة أمريكا السوداء التي استهدفت قادة النصر وما تزال تستهدف كل القيادات التي ساهمت بالقضاء على الإرهاب العالمي”.  حسب بيان صدر حينها.

كما أكد الناطق العسكري باسم “عصائب أهل الحق” جواد الطليباوي، الخميس الماضي، أن “الحشد الذي هزم الإرهاب لن يأبه لصانعي الإرهاب ولعقوباتهم البائسة”.

وقال القيادي في الفصيل “الشيعي” المسلح، الذي يتزعمه قيس الخزعلي، في “تدوينة” له، تعليقاً على العقوبات الأمريكية المفروضة على “أبو فدك” إنه “إذا كانت إدارة الشر الأمريكية تعتقد أن إدراج رئيس هيئة الحشد ورئيس أركانه الحاج (أبو فدك) على لائحة عقوباتها هو أمر سيضعف الحشد فهي واهمة، لأن حشدنا يزداد قوة كلما قامت أمريكا ولقيطتها إسرائيل باستهدافه”.

وأضاف: “الحشد الذي هزم الإرهاب لن يأبه لصانعي الإرهاب ولعقوباتهم البائسة”.

أمريكياً، عدّ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ان إيران لا تزال تشكل تهديدا على العراق، داعيا رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى الاستمرار في دفعها.

جاء ذلك في تغريدة لبومبيو، على “تويتر” الخميس الماضي، ذكر فيها: “قابلت لأول مرة مصطفى الكاظمي عندما انضممت إلى الإدارة الأمريكية”.

وأضاف: “‏لقد عملنا معه لاستعادة سيادة العراق وحمايته، و‏حققنا تقدما جيدا خاصة فيما يتعلق بسحق تنظيم داعش”.

وتابع: “لكن إيران لا تزال تشكل تهديدا، ويجب أن تستمر في دفعها”.

وأرفق “تغريدته” بصورة جمعته مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال زيارة الأخير لواشنطن في 20 آب/ أغسطس 2020 التي كانت لغرض استكمال المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    قد تكون هناك ضربة أمريكية خلال ساعات قبل تنحي ترامب؟
    وقد تكون الضربة صهيونية عن طريق سوريا لعدم إحراج ترامب؟
    هناك صواريخ أطلقتها إيران تقلق الجميع!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول احمد:

    هذولا. مايسمونهم. الحشد هم. اصلا دمروا العراق. لانهم ليس عراقيين. وجميعهم. من التبعية الفارسية. ليس العرب. ولا. يربطهم. بشيء. اسمه عرب. انما. مجموعة من. الإيرانيين. مربوطين بلخمنئي لا تصدقوا. هذولا. في يوم. من الايام. يحررون فلسطين المحتلة. هذا. كذب

  3. يقول علي حسين أبو طالب / السويد:

    بل في موقف المتواطئ انه الكاظمي .

  4. يقول Moha:

    إلى جهنم وبئس المصير ماخربو العراق هؤلاء الجهلة المجرمين كم قتلوا ودمرو وخربوا؟ومازالوا يبتزون الشعب

اشترك في قائمتنا البريدية