ترامب على «طائرة يوم القيامة»!

حجم الخط
14

أعلنت وسائل إعلام أمريكية، أمس الخميس، أن ما يسمى «طائرة يوم القيامة» (بوينغ 747 معدلة عسكريا) والتي تعتبر المركز العملياتي الجوّي القومي، ومفتاح الهرمية العسكرية للرئيس ووزير الدفاع وقادة الأركان، هبطت في قاعدة جوية في واشنطن. رفع ذلك سقف التكهنات حول دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط الحرب التي تشنّها إسرائيل على إيران، مع ازدياد التقارير عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقترب من الأمر بهجمات على منشآت إيران النووية.
قبل شهر من ذلك تصدّرت الأنباء قضية إهداء إمارة قطر طائرة بوينغ 747 ـ 8 إلى ترامب لاستخدامها كطائرة رئاسية. تم إعلان ذلك خلال زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي إلى منطقة الخليج العربي حيث أعلن عن توقيع صفقات بمئات مليارات الدولارات وصفها «البيت الأبيض» حينها بأنها «الأكبر في التاريخ».
أظهرت زيارة ترامب للخليج العربي الأهمية الخاصة للمنطقة العربية في المعادلات الدولية، وبيّنت دور دول الخليج السياسي في المنطقة، ووفّر ذلك مجالا لسماع واشنطن لآراء هذه الدول وقادتها، وخصوصا فيما يخصّ الأزمات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها المقتلة الإبادية الإسرائيلية المتواصلة في غزة، مما يحيل بالضرورة إلى الدفع نحو إيجاد تسوية سياسية للقضية الفلسطينية.
أظهرت الزيارة منهاج ترامب في التفكير عبر الصفقات، وكان «فن الصفقة»، كما يقول عنوان كتابه المعروف، حاضرا منذ انتخابه في ما يخصّ مجالات السياسة الأمريكية كافّة، وهو ما يفسّر اختيار ترامب لأصدقاء قدماء له من الوسط المالي والتجاري والعقاري، كما فعل مع إيلون ماسك، صاحب شركات «تسلا» و«سبيس إكس» وموقع «إكس»، للإشراف على الأداء الحكومي بمجمله (قبل أن يختلفا) ومثل ستيف ويتكوف، الذي عيّنه مبعوثا خاصا لحلّ أشد القضايا خطورة في العالم، من الصراع الروسي ـ الأوكراني، إلى المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» (وهو ما حصل في اختيار توماس باراك أيضا للإشراف على الوضع السوري المعقّد بعد لقاء ترامب التاريخي مع الرئيس الجديد أحمد الشرع).
يفسّر مسعى إنجاز الصفقات هذا، إلى حد كبير، تصريحات ترامب المتكررة أثناء الانتخابات الرئاسية حول «إنهاء الحروب»، ومراهنته الكبيرة على الحصول على ما يريد عبر الصفقات وليس عبر الحروب الباهظة التكاليف، كما يفسّر المسار الذي خاضته الإدارة الأمريكية، منذ استدعائه لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في نيسان/ ابريل الماضي إلى «البيت الأبيض» لإبلاغه أنه قرر التفاوض مع إيران.
أنهى هجوم إسرائيل في 13 حزيران/يونيو الماضي على إيران، عمليا، جهود الإدارة الأمريكية فيما يخصّ الوصول الى اتفاق مع إيران، فأنجز بذلك ما كان نتنياهو يحرّض عليه منذ قرابة ثلاثة عقود، وطويت، في عواصف الحرب هذه أيضا آمال الفلسطينيين بوقف، ولو مؤقت، للمقتلة الرهيبة ضدهم، ويبدو الطريق الآن مفتوحا لتورّط أمريكا في الصراع المندلع، وهو ما يفتح الطريق أيضا على احتمالات خطيرة على منطقة الخليج والعرب، كما يؤدي، لو طال الصراع، إلى تصدّعات عالمية كبيرة.
بإطلاقه العدوان على إيران تمكن نتنياهو من شد ترامب من الطائرة الرئاسية المنطلقة لإنجاز الصفقات، والتفاوض على تسويات تنهي الحروب، إلى «طائرة القيامة» التي تتورّط فيها أمريكا في حروب عبثية مدمّرة، كما حصل في أفغانستان والعراق، وهي حروب ستؤدي إلى أسوأ بكثير من النتائج التي أدت إليها حروب بداية القرن، وبدلا من «جعل أمريكا عظيمة مجددا»، فعلى الأغلب أن ترامب، إذا دخل الحرب فعلا ضد إيران، سينتهي، إلى عكس هذا الشعار.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول طارق:

    لا اعتقد اطلاقا ان النووي هو سبب الانقلاب على ايران و تطوره الى حرب. اكثر الظن انه نتيجة رفض ايران الجازم لمطلب اجراء تعديلات على النظام. و دليله انتقال المطالبة من التنازل عن النووي الى دعوة صريحة لتغييره . الضمانات الضمنية او الموعودة التي حازها النظام الايراني من تحالفه مع امريكا و اسرائيل في ملفات سياسية و عسكرية تستهدف العرب لم تشفع له مع قرار تعديله لاسباب موضوعية اهمها انتفاء الحاجة اليه بعد انخراط العرب التام و بشكل غير مسبوق في خدمة تفاصيل تفاصيل مشروعه لهم و للمنطقة. النووي مجرد مطية لاستبدال النظام و من هنا حرصهم على التذكير بان الحرب ليست ضد الشعب الايراني.

  2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تتمة رجاء
    .
    الامور العلمية هي تنطبق على الطبيعة وبالتالي تنطبق على ايران واسرائيل وكل دولة لها طموحات نووية.
    .
    لذلك نجد الغرب وبدهاء شديد يريد ان يضع يده على كل شيئ فيه تخصيب الاورانيوم
    للشرق الاوسط برمته عدى اسرائيل طبعا .. بمقترحه انشاء كوسورسيوم للتخصيب في المنطقة
    وخارج ايران .. تراقبه الدول العضمى شخصيا.
    .
    صراحة هذا سيمنع السباق النووي في المنطقة.. من اجل السلام.. وعدم التهور..
    لكنه يضمن حصرية اسرائيل في التخصيب العالي..
    .
    هكذا هي وضعية الشرق الاوسط ..
    .
    لكنني اظن ان قوة السلام ستغلب في نهاية المطاف .. في المنطقة.. بما فيها اسرائيل..
    .
    فالطبيعة مسالمة في الاساس.. وعدواينتها لا تستمر.. وان استمرت تموت الطبيعة.
    .
    واسرائيل ستموت ان استمرت في عدوانيتها تلقائيا..
    .
    وعدوانية تصدير الثورة للعالم ايضا ستحكم على ايران بالموت التلقائي.
    .
    والتاريخ يؤكذ هذا.

  3. يقول ابو عمر:

    وهل هناك عاصم من الله يوم القيامة .لا عاصم الا الله…

  4. يقول alaa:

    نعم–الحكام الخائفين علي عروشهم ويظنون ان دفعهم البلايين لترامب يحميهم–وهو طبعا خطيئة كبري ونري انه ضحك عليهم واخد المال وضرب به ايران ناهيك عن تسليح الصهاينه ليقتلوا اطفالنا وشعبنا –واقول للحكام ولن ترضي عنكم اليهود ولا النصري ابدا

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية