لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقال رأي لشيرا إيفرون من “منبر السياسة الإسرائيلية” قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكمل زيارة له للولايات المتحدة وعاد منتصرا، فقد منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس فقط شرف أول زعيم أجنبي يلتقيه بعد دخوله البيت الأبيض ولكن أيضا الجائزة الكبرى لاستمرار تحالفه الهش وبالضرورة شريان حياة ينقذ حكومته التي عانت من أزمة بعد الأخرى بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي الوقت الذي لم تتضح فيه نتائج زيارته في القضايا المهمة مثل الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار والتهديد النووي الإيراني والدعم العسكري الأمريكي لإسرائيلي، إلا أن الأمر الواضح جدا من الزيارة هي أنه رجع ومعه هدية لا تقدر بثمن: إطالة عمر حكومته.
في الوقت الذي لم تتضح فيه نتائج زيارة نتنياهو في القضايا المهمة مثل الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار، إلا أن الأمر الواضح جدا من الزيارة هي أنه رجع ومعه هدية لا تقدر بثمن: إطالة عمر حكومته
ففي الأيام التي سبقت زيارته، انتشرت التعليقات في أوساط اليسار والمخاوف في أوساط اليمين المتطرف أن ترامب سيضغط على نتنياهو لمواصلة الصفقة حتى المرحة الثانية والتي تعني الإعلان عن نهاية الحرب. وتوقع آخرون من محاولة ترامب الضغط وبشكل كبير على نتنياهو لكي يتمتم موافقا على منظور دولة فلسطينية، كوسيلة لدعم خطط الرئيس الأمريكي دفع عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل. وبدلا من كل هذا وضع الرئيس خطة لم يحلم بها أو لن يتجرأ نتنياهو على وضعها، وهي تهجير جماعي لفلسطينيي غزة تتبعه سيطرة أمريكية كاملة على القطاع وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وفي الوقت الذي حاول فيه مساعدوه تخفيف صدمة تصريحاته إلا أن الرئيس ضاعف من خطته والتأكيد عليها. فمن خلال تقديم فكرة تتوافق بشكل وثيق مع أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف، طرح الرئيس حلا لمشكلتين سياسيتين لنتنياهو.
إحداها، أن الاقتراح لاقى ترحيبا حماسيا من قبل اثنين من الساسة اليمينيين المتطرفين الذين كانوا يهددون بانهيار حكومة نتنياهو الائتلافية: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أصر على أنه سيستقيل إذا أنهت إسرائيل الحرب في غزة بشروط لا يوافق عليها، وإيتمار بن غفير، الذي استقال من منصب وزير الأمن القومي الشهر الماضي احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الآن يحضر للعودة من جديد إلى الحكومة. وقال ترامب في نفس المؤتمر الصحافي إنه سيتخذ قراره المتعلق بدعمه لضم الضفة الغربية في خلال شهر، ملوحا بهدية محتملة لليمين المتطرف وبحضور ضيفه.
ويواجه نتنياهو ضغوطا للموافقة على تمرير الميزانية بنهاية آذار/مارس، والفشل في هذا يعني انتخابات جديدة لن يفوز فيها على الأرجح. وهنا أيضا، يعطي اقتراح ترامب نتنياهو دفعة قوية. فقد حظي بشعبية فورية بين الإسرائيليين، وحصل على 72% من التأييد في استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الإعلان الصادم. وهذا ليس مفاجئا. ذلك أن جاذبية الخطة المدعومة من الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تزيل حماس من غزة وتقضي بشكل مرتب على المخاوف الأمنية الإسرائيلية فيما يتصل بالأراضي الفلسطينية، تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للسكان الذين أصيبوا بصدمة نفسية واستنفدتهم الحرب وتحولوا بشكل كبير إلى اليمين.
وترى الكاتبة أن الجدل الذي أثير حول رؤية ترامب لمستقبل غزة، طغى على القضية الأكثر إلحاحا، وهي مصير الأسرى ووقف إطلاق النار الذي وصل إلى نصف المرحلة الأولى. ومن المفترض أن تشهد المرحلة الثانية الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة وتبادل الأسرى المتبقين مقابل عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم عدد من المعتقلين البارزين.
الجدل الذي أثير حول رؤية ترامب لمستقبل غزة، طغى على القضية الأكثر إلحاحا، وهي مصير الأسرى ووقف إطلاق النار الذي وصل إلى نصف المرحلة الأولى
ويعني الانتقال إلى هذه المرحلة فعليا نهاية الحرب وانسحاب اليمين المتطرف من حكومة نتنياهو. ويقال إن الأخير دفع باتجاه تمديد المرحلة الأولى.
وربما يؤدي كسب الوقت إلى إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى وتخفيف بعض المعاناة على الجانب الفلسطيني، وهي إنجازات مهمة في حد ذاتها. ومع ذلك، فبدون نهاية حقيقية للحرب، لن تطلق حماس سراح جميع الأسرى، وربما الأمريكيون منهم، وستستمر المعارك والمعاناة دون نهاية في الأفق.
وتعلق الكاتبة أن ترامب اشترى مزيدا من الوقت لنتنياهو، بحيث يستطيع الضغط على اليمين المتطرف المطالب بالعودة للحرب بعد المرحلة الأولى، وإخبارهم بأن خطة ترامب ستساعد إسرائيل في حل ليس فقط مشكلة حماس، بل والمشكلة الفلسطينية بالكامل، وأن تعريض هذا للخطر من خلال عملية عسكرية جديدة قد يخرب فرصة لا تتوفر إلا في جيل.
كما وتقدم الخطة وبشكل غير متوقع، شريان حياة لحماس، لكي تعزز قبضتها على غزة. ذلك أن الوهم المتمثل في تطهير غزة من سكانها وبشكل دائم غزة، مهما كان ممكنا أم غير ممكن، لا يزيل الضغوط على إسرائيل للتعامل مع رؤية قابلة للتطبيق للمنطقة فحسب، بل إنه يزيد أيضا من المخاطر حول ما إذا كانت غزة نفسها ستظل فلسطينية. وهذا من شأنه أن يمنح حماس الوقت والمساحة لإعادة البناء، وتعزيز صورتها كمدافعة عن الفلسطينيين وإعادة تأكيد سيطرتها الفعلية على المنطقة.
وفي هذا السيناريو، فإن اندلاع حرب أخرى أمر مؤكد تقريبا، مما يجعل ستة عشر شهرا من إراقة الدماء مجرد جولة أخرى من القتال.
وتقول إن تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” ليست خطة جدية، وغير منطقية من الناحية السياسية، وترفضها عدة دول والدول العربية، وبخاصة فيما يتعلق بمن سيمولها، وما هي الدول التي ستوافق على نقل الفلسطينيين إليها، والأهم من كل هذا، هل يريد الفلسطينيون المغادرة.
وتعلق أن هذه فرصة للفلسطينيين والقادة لتقديم مقترح مضاد موحد وعملي يستجيب لأهداف ترامب مع إضعاف حماس وتقديم الكرامة للفلسطينيين وتوفير الأمن الدائم لإسرائيل. وتقول إن السياسة الخارجية لترامب عادة ما تكون ديناميكية ومزعجة، ومن المؤكد أنها ستتحول أكثر في الأسابيع المقبلة. وينبغي لأولئك الذين يعارضون رؤية الرئيس لغزة أن يغتنموا الفرصة لإقناعه برؤية مختلفة يمكن أن تساعد في تحقيق أهدافه الخاصة: إعادة الأسرى وإنهاء الحروب والقمة العربية الطارئة بمصر في 27 شباط/فبراير هي فرصة لتقديم مثل هذا الاقتراح.
وتحذر الكاتبة إسرائيل من الوقوع في وهم أفكار غير واقعية، حتى لو جاءت من الرئيس الأمريكي. فالتاريخ الإسرائيلي حافل بالتداعيات الكارثية المترتبة على ذلك، بدءا من محاولتها الفاشلة لتغيير النظام في لبنان في ثمانينيات القرن العشرين إلى الغرور الذي ساد قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حين امتنعت حماس عن العمل العسكري. وتقول إن نتنياهو سياسي ماهر، وربما تكون حكومته، بعد أشهر من الترنح من أزمة إلى أزمة، في أقوى موقف لها منذ هجوم حماس.
وفي الوقت الذي تعرض فيه أعداء إسرائيل لضربات لكنهم لم يموتوا أو ينتهوا، ويواجه الائتلاف الحكومي انقسامات داخلية بشأن القضايا الداخلية والمسألة الملحة المتعلقة بمصير الأسرى المتبقين ووقف إطلاق النار نفسه. وعلاوة على ذلك، فإن مجرد الحديث عن طرد الفلسطينيين من غزة خلق غضبا بين شركاء إسرائيل العرب ويهدد بمزيد من التدهور في الضفة الغربية المتوترة. ولا بد أن تعترف أي رؤية عظيمة لنتنياهو بحدود الممكن والأخلاقي، ويجب عليه تذكر أن هذا الصراع ليس صراعا يمكن حله بالمال أو ببساطة لأن الدول القوية تطالب بحله. وإلا فإن إسرائيل سوف تهدر وقتا حرجا في قصر الأحلام، وهو القصر الذي لن يؤدي إلا إلى دفع التقدم الحقيقي بعيدا.
ههه و كيف يهدي معتوه البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي شيئا لا يملكه أصلا وفصلا 😎☝️😁☂️🌊