ترامب وإيلون ماسك وجورجيا ميلوني في قلب حملة ظالمة ضد الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ـ (تدوينات)

حجم الخط
32

الجزائر- “القدس العربي”:

دخلت شخصيات وصحف عالمية ومسؤولون سياسيون كبار في الغرب، حملة غير مسبوقة تستهدف الملاكمة الجزائرية إيمان خليف من خلال التشكيك في هويتها الجنسية عبر اتهامها بأنها “رجل”، والمطالبة باستبعادها من منافسات الأولمبياد الجارية حاليا في العاصمة الفرنسية باريس.

وازدادت الحملة على إيمان خليف، بعد أن فازت بجدارة في نزالها الأول ضد الإيطالية أنجيلا كاريني، والذي أنهته في 46 ثانية فقط يوم الخميس ضمن فئة وزن أقل من 66 كيلوغرام، وهو ما لم يتجرعه الإيطاليون بدءا بمنافستها التي رفضت بعيدا عن الأخلاق الرياضية مصافحتها وحاولت أن تظهر نفسها في صورة الضحية التي واجهت “لكمات رجل”، ووجدت في ذلك مساندة من أكبر الشخصيات السياسية في بلادها والعالم.

واقتحم الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب بانتهازية، الجدل برسالة على منصته “تروث سوشيال”، وعد فيها بأنه “سيستبعد الرجال من منافسات النساء” إذا تم انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، مرفقا كلامه بمقطع فيديو للنزال بين إيمان خليف وأنجيلا كاريني.

من جانبها، كتبت رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في تعليق لها على منصة إكس، مدافعة عن مواطنتها التي انهزمت في الحلبة أمام أنظار العالم كله: “أعلم أنكِ لن تستسلمي، يا أنجيلا، وأعلم أنكِ في يوم من الأيام ستفوزين بالجهد والعرق بما تستحقين”، مرفقةً صورة للملاكمة كاريني مع عبارة: “في منافسة عادلة يوما”، وهو ما كان كافيا لإظهار انخراطها في حملة التشكيك ضد الجزائرية، شأنها في ذلك شأن مواطنها الوزير المتطرف ماتيو سالفيني الذي كتب هو الآخر على  نفس المنصة “يضرب بشدة، هذا ليس صحيحًا”، مستخدمًا الضمير المذكر عمدًا، في إشارة إلى اتهام إيمان خليف بأنها متحولة جنسيًا.

وأضاف: “أحسنتِ يا أنجيلا، فعلتِ ما يجب! رياضيتنا اضطرت للاستسلام أمام إيمان خليف، قبل أن تنهار بالبكاء بعد كل هذه التضحيات التي ذهبت هباءً”، واصفًا المشهد بأنه “مضاد للألعاب الأولمبية”. وتابع الزعيم اليميني المتطرف يقول: “عار على هؤلاء البيروقراطيين الذين سمحوا بمباراة لم تكن على قدم المساواة. الجميع في إيطاليا والعالم لاحظوا ذلك”.

وتحولت مواقع التواصل بينها “إكس” إلى منصة هجوم على البطلة الجزائرية، بدءا بمالكها الملياردير إيلون ماسك الذي ترك كل شيء وتفرغ للتعليق على إيمان خليف والتفاعل مع كل ما ينشر حول الادعاء بأنها رجل. وكتب ماسك عدة تعليقات بصيغة التشكيك في الهوية الجنسية للجزائرية. وفي تغريدة للمصرفي جون ليفير الذي كتب تعليقًا على مقطع فيديو للنزال: “كامالا هاريس تدعم هذه”، ردّ ماسك الداعم لترامب “هل هذا صحيح أم دعوها تنفي ذلك؟”. وعاد ماسك ليعلق على ما كتبته السباحة الأمريكية رايلي جاينز: “الرجال ليس لديهم مكان في الرياضة النسائية”، قائلا: “بالتأكيد!”.

وانضمت الروائية البريطانية الشهيرة جوان رولينغ، مؤلفة سلسلة “هاري بوتر” للجدل وكتبت على حسابها على “أكس”: “ابتسامة رجل يعلم أنه محمي من مؤسسة رياضية كارهة للنساء، يستغل إحباط امرأة قام بضربها على رأسها وحطم طموحها مدى الحياة”. وقامت الجيوسياسية الأسترالية فيلينا ثاكاروفا بتوجيه نفس الاتهامات، حيث وصفت إيمان خليف بأنها “رجل بيولوجي جزائري”. وغردت على “إكس”: “الرجل البيولوجي الجزائري إيمان خليف هزم الإيطالية أنجيلا كاريني بعد 45 ثانية فقط في تصفيات الملاكمة للوزن 66 كغم في الألعاب الأولمبية. يا له من عار! ماذا عن حقوق الرياضيات البيولوجيات؟ أين كل النسويات؟”.

وعلى الجانب المقابل، صنعت هذه الهجمة غير المسبوقة هبّة وطنية في الجزائر دعما للملاكمة، كما تجندت الجالية الجزائرية في فرنسا لدعم البطلة، حيث تشير آخر الأصداء إلى أن نزالها المقبل سيكون في قاعة مغلقة بعد نفاذ التذاكر.

واستغرب كثيرون إقحام الجزائر في المسائل الجندرية التي غرق فيها الغرب بجعل الانتقال بين الأنثى والذكر ممكنا، وهو ما لا يمكن تصوره في الجزائر وباقي الدول الإسلامية. واعتبر البعض بناء على ذلك، الادعاء بأن إيمان خليف متحولة جنسيا مثيرا للسخرية.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تهاطلت الرسائل الداعمة للملاكمة من نجوم المنتخب الجزائري. مثل عدلان قديورة الذي نشر قائلاً: “إيمان خليف هي فخرنا الجزائري. إنها ملاكمة ممتازة، ويجب عليكم التحقق قبل نشر معلومات خاطئة. شكرًا”، وذلك ردًا على منشور لإيلون ماسك.

وقدم إسماعيل بن ناصر بدوره دعما قويا لمواطنته التي “تتعرض لموجة كراهية غير مبررة”، قائلاً إن “مشاركتها في الألعاب الأولمبية هي ببساطة نتيجة لموهبتها وعملها الجاد”. وأضاف: “نحن نؤمن بك لرفع علم الجزائر عاليًا”.

وتداول الجزائريون آلاف الرسائل الداعمة اعتبروا فيها أن “حملة التحرش جعلتها أقوى”، وهو ما استقبلته إيمان خليف بفرح كبير، حيث غردت قبل مواجهتها المرتقبة ضد الهنغارية آنا لوكا هاموري يوم السبت 3 آب/أغسطس: “أشكر الشعب الجزائري. هذا هو النصر الأول، وآمل في تحقيق النصر الثاني لضمان الميدالية. بعد ذلك، أتمنى الحصول على الميدالية الذهبية”.

وتحظى خليف بدعم قوي من السلطات الجزائرية، فقد غرّد وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن حماد: “إيمان خليف هي ابنتنا، أختنا وبطلتنا. إيمان خليف خط أحمر لا يجب تجاوزه. أدين بشدة الحملة الإعلامية التي استهدفتها. إلى الأمام يا إيمان، كل الجزائر خلفك”.

وكانت إيمان خليف قد استبعدت من بطولة العالم من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA) في عام 2023 بسبب “مستويات عالية من هرمون التستوستيرون”، مثل الملاكمة التايوانية لين يو-تينغ، وهو ما تم تداركه في الأولمبياد، حيث أكدت اللجنة الاولمبية أهليتها للمشاركة، مؤكدة التزامها بجميع القواعد الطبية المعمول بها التي وضعتها وحدة الملاكمة في باريس 2024.

 وقد أعربت اللجنة الأولمبية الدولية، أمس، في بيان لها نددت فبه بالمعلومات المضللة وعبرت عن حزنها لما سمته “الإساءات” التي تتعرض لها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، مؤكدة أن إقصائها في وقت سابق من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة كان “قرارا تعسفيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول mohammed dabash:

    مثلما ان هناك بعض الاعمال لا تناسب النساء او الاناث العمل فيها هناك ايضا العاب رياضيه لا تناسب الاناث. بصلراحه لو لم اقرأ الموضوع و اكتفيت بالنظر الي صورة المتسابقتين في حلبة الملاكمه لما عرفت انها ملاكمه نسائيه

  2. يقول ايمان:

    كلهم عنصريون لكن القطيع ليته يعرف ويتعلم من هذا التوحش

  3. يقول سعيد:

    نعم قهرنا فرنسا و الحلف الاطلسي و حررنا الجزائر 🇩🇿 شبرا شبرا بالحديد والنار و الدم وكل حبة رمل مسقية بدماء الشهداء و على العهد سائرون وكل من تعدى حدوده سننسفه . هل لديكم مانع لا نامت أعين الجبناء والمطبعين

    1. يقول إبراهيم:

      الجهة الوحيدة المقهورة في هذه القصة هي الشعوب…لا حلف اطلسي ولا فرنسا ولا هم يحزنون…

    2. يقول ابن المغيرة:

      السلام عليكم هل تقصد الشعوب العربية ام المغربية?

  4. يقول عبدالحق عبدالجبار:

    اسألوا جنود الاحتلال الفرنسي عن حراير الجزائر …. الوطن الذي انجب جميلة ابوحريد ينجب الملايين
    الجزائر ولاده

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية