واشنطن- «القدس العربي»: يقيم الرئيس السابق دونالد ترامب عدداً من المبادرات والزيارات لقادة المجتمع العربي قبيل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مستغلاً استياء الجالية العربية من الإدارة الديمقراطية، لـ”سرقة” أكبر عدد ممكن من أصوات العرب والمسلمين في البلاد، وخاصة في ولاية ميشيغان.
وقد حصل ترامب بالفعل على إعلانات تأييد من بعض أبناء الجالية، ولكن التحذيرات من تحركاته “المضللة” بدأت تتصاعد حيث أصدر العشرات من قادة المجتمع في ولاية أريزونا المتأرجحة رسالة مفتوحة في وقت متأخر من يوم الخميس، ناشدوا فيها الناخبين المساعدة في هزيمة المرشح الجمهوري في انتخابات يوم الثلاثاء المقبل، عبر الإدلاء بأصواتهم لصالح نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، على الرغم من دور إدارة بايدن في العدوان الإبادي الإسرائيلي على غزة.
وجاء في الرسالة: “نحن نعلم أن العديد من أفراد مجتمعاتنا يقاومون التصويت لكامالا هاريس بسبب تواطؤ إدارة بايدن في الإبادة الجماعية. نحن نتفهم هذا الشعور (…) لقد شعر الكثيرون بيننا بذلك حتى وقت قريب جداً. فقد بعضنا أفراد عائلاتهم في غزة ولبنان. نحن نحترم أولئك الذين يشعرون أنهم ببساطة لا يستطيعون التصويت لعضو في الإدارة التي أرسلت القنابل التي ربما قتلت أحباءهم”.
وتتابع الرسالة: “ومع ذلك، وبينما ندرس الوضع بالكامل بعناية، نستنتج أن التصويت لكامالا هاريس، هو الخيار الأفضل للقضية الفلسطينية وجميع مجتمعاتنا”. كما ورد في الرسالة: “نحن نعلم أن البعض سيختلفون بشدة. نحن نطلب فقط أن تنظروا في قضيتنا بعقل وقلب مفتوحين، مع احترام حقيقة أننا نفعل ما نعتقد أنه صحيح في موقف مروع حيث لا تتوفر سوى خيارات معيبة”.
وقال قادة المجتمع العربي والمسلم في الرسالة: “نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وكل اليمين المتطرف في إسرائيل يريدون فوز ترامب ومنح إسرائيل حرية كاملة. لا يمكننا أن نعطيهم ما يريدونه”.
وأكد زعماء المجتمع أن تأييدهم لهاريس لا يمثل بأي حال من الأحوال تعبيراً عن دعم نهج إدارة بايدن تجاه حرب إسرائيل على غزة، والتي تضمنت تدفقاً ثابتاً للأسلحة، والغطاء الدبلوماسي على الساحة العالمية، في حين تواجه إسرائيل قضية إبادة جماعية في أعلى محكمة في الأمم المتحدة، ويواجه بعض قادتها أوامر اعتقال محتملة من المحكمة الجنائية الدولية.
وبدلاً من ذلك، قالوا إنه قرار عملي اتخذ في ضوء التهديد الخطير الذي يشكله ترامب على الفلسطينيين، والمهاجرين، والديمقراطية، والكوكب.
وبالرغم من فظاعة الهجوم الإسرائيلي على غزة حتى الآن، فإن الرسالة تؤكد أنه “حتى الإبادة الجماعية يمكن أن تصبح أسوأ بكثير”، مشيرة إلى تصريحات ترامب الأخيرة التي أعلن فيها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يقوم بعمل جيد”، وأعرب عن أسفه لأن الرئيس جو بايدن “يحاول منع (نتنياهو)” عندما “ربما كان ينبغي له أن يفعل العكس”.
وتستشهد الرسالة المفتوحة أيضاً بتقرير مفاده أن ميريام أديلسون، إحدى المانحين المليارديرات لترامب، تريد من الرئيس السابق السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية بالكامل مقابل دعمها المالي.
وكتب زعماء المجتمع في أريزونا: “يجب هزيمة ترامب، الطريقة الوحيدة لهزيمته هي انتخاب كامالا هارس”.
وبحسب متوسط استطلاعات الرأي التي أجراها موقع “فايف ثيرتي ايت”، فإن السباق الرئاسي في ولاية أريزونا متقارب للغاية، حيث يتقدم ترامب على هاريس بنحو نقطتين مئويتين. وكان الرئيس جو بايدن قد هزم ترامب بفارق ضئيل في الولاية في عام 2020.
ونظراً لمدى قرب المنافسة في أريزونا وغيرها من ساحات المعارك الحاسمة، حذر زعماء المجتمع في أريزونا من التصويت للمرشحين من أطراف ثالثة في تلك الولايات كوسيلة “لمعاقبة” هاريس والديمقراطيين الآخرين على تواطئهم في الإبادة الجماعية.
وتابع: “وبدلاً من ذلك، من خلال المساعدة في انتخاب كامالا هاريس، يمكننا أن نقول: على الرغم من كل شيء، لقد أعطيناك فرصة أخرى وساعدنا في وضعك في منصبك للدفاع عن الديمقراطية والتمسك بأعلى قيمنا الأمريكية (…): أنهي الإبادة الجماعية وأمني تقرير المصير الفلسطيني. سنقاتل كل يوم لإلزامك بذلك”.
وكتب زعماء المجتمع: “إذا فازت هاريس والديمقراطيون، فسوف نخوض هذه المعركة مع المزيد من الحلفاء بين الشعب الأمريكي والكونغرس والبيت الأبيض أكثر من أي وقت مضى”. “إذا لم يفوا بوعودهم، فسوف يكون لدينا تفويض ودعم جماهيري لمحاسبتهم من خلال كل أداة غير عنيفة من أدوات الديمقراطية، بما في ذلك الاحتجاجات والاستقالات والعصيان المدني وتحديات الانتخابات التمهيدية وحتى عدم التعاون الجماعي المحتمل. إنه مسار صعب، لكنه المسار الذي يوفر أكبر قدر من الأمل”.
وفي سياق متصل، حذر الصحافي البارز مهدي حسن، الذي تعرض مؤخراً لهجوم عنصري على شبكة “سي إن إن” من أن أنواع الأشخاص الذين يحرضون على العنف ضد مدافع عن حقوق الفلسطينيين على الهواء مباشرة عبر التلفزيون، قد يصبحون قريباً مسؤولين عن السياسة الخارجية الأمريكية إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال حسن، مؤسس شركة زيتيو، إنه لم يشعر طوال 25 عاماً من العمل في مجال الإعلام “بمثل هذه الصدمة” كما شعر عندما قال له ريان جيردوسكي – المعلق اليميني ومؤيد ترامب: “آمل ألا ينطلق جهاز النداء الخاص بك”، بعد أن أعرب حسن عن دعمه لحقوق الفلسطينيين.
وقال حسن في مقطع فيديو رداً على تصريحات جيردوسكي، التي أشارت إلى الهجوم الإسرائيلي في منتصف سبتمبر/أيلول على لبنان وسوريا، والذي أسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، “إنها تؤكد مدى جرأة هؤلاء الجمهوريين المؤيدين لترامب في عنصريتهم”
وبينما رحب بقرار شبكة “سي إن إن” بحظر جيردوسكي من الشبكة، حذر حسن من أن هؤلاء المتعصبين “سيزدادون جرأة أكثر من أي وقت مضى” إذا هزم ترامب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات، الأسبوع المقبل.
وقال: “إنهم لن يكتفوا بالحديث عن شخصيات عامة مثلي على شاشات التلفاز، بل سيقفون عند أبواب مدارس أطفالكم، وعند متجر البقالة الخاص بكم، وفي عربة مترو الأنفاق الخاصة بكم وهم يرددون نفس الكلام بفخر ودون خجل. كما سيتولون مسؤولية السياسة الخارجية الأمريكية، وتشجيع إسرائيل على شن المزيد من الهجمات باستخدام أجهزة الاتصال الهاتفي، بل وحتى المزيد من أعمال الإرهاب، وتشجيع ترامب و(المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي) فانس، على أن يصبحا أكثر عنصرية، وأكثر عنفاً في الداخل والخارج”.
ووصف حسن المنافسة التي ستجري، يوم الثلاثاء المقبل، بين ترامب وهاريس بأنها “الانتخابات الأكثر أهمية في حياتنا”، وقال إن “الإبادة الجماعية على ورقة الاقتراع”، منتقداً نائبة الرئيس الديمقراطية لرفضها النأي بنفسها عن دعم الرئيس جو بايدن الثابت للهجوم الإسرائيلي على غزة .
وأضاف حسن، مشيراً إلى طموحات ترامب الاستبدادية ودعمه المفتوح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أشاد به ترامب لأنه “يقوم بعمل جيد” في غزة: “لكن الفاشية بالإضافة إلى الإبادة الجماعية مدرجة على ورقة الاقتراع”، وفقاً لـ “رويترز”.
وقال حسن، يوم الأربعاء: “لست في مزاج يسمح لي بشرح موقفي للعنصريين والمتنمرين، ولكنني سأستمر في التحدث بصراحة، وسأستمر في العمل، وينبغي لكم أن تفعلوا الشيء نفسه”.
وأعربت الكاتبة والناشطة نعومي كلاين عن موافقتها على تحليل حسن للحالة المزرية، التي وصلت إليها السياسة الأمريكية وتحذيراته من أن الوضع قد يتدهور أكثر. وكتبت على وسائل التواصل الاجتماعي: “يزعم البعض أن الأمور لا يمكن أن تسوء. هذا ممكن بالتأكيد”.
وقالت: “انظروا إلى أي بلد حيث السجون مليئة بالسجناء السياسيين. لا عيب في التصويت ضد ما هو أسوأ من ذلك”، “الفاشيون ينتصرون عندما نفقد قدرتنا على التفكير الاستراتيجي”.
تقدير عقلاني من قاظة المجتنع العربي والمسلم! لكن من الصعب جداً تقدير الموقف بشكل قاطع.
Sorry, you have been blocked
ماهي الاسباب؟