ترامب يغيّر قواعد الاشتباك مع إيران.. خمس قضايا ترسم سيناريوهات المرحلة القادمة

رائد صالحة
حجم الخط
1

واشنطن- “القدس العربي”: أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنّ ضربة عسكرية ضد إيران، في خطوة مفاجئة من شأنها أن تعيد رسم ملامح الصراع في الشرق الأوسط وتترك أثرًا بالغًا على مستقبله السياسي. ورغم تأكيد الإدارة الأمريكية أن هدفها ليس الانزلاق إلى حرب شاملة، بل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، إلا أن تداعيات الضربة بدت منذ اللحظة الأولى مفتوحة على احتمالات تصعيد خطير.

وأعرب مسؤولون في الإدارة، الأحد، عن أملهم في أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات، لكن التطورات على الأرض أشارت إلى ردّ أكثر تشددًا، مع إعلان وسائل إعلام رسمية أن البرلمان الإيراني أقرّ مشروع قانون لإغلاق مضيق هرمز، في خطوة تهدد باضطراب كبير في أسواق الطاقة العالمية، وخاصة في الولايات المتحدة. ورغم أن القرار النهائي يبقى بيد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، فإن مجرد التلويح بهذا الخيار كفيل بإثارة قلق دولي واسع.

ووحّد معظم الجمهوريين مواقفهم خلف ترامب بعد تنفيذ الضربة، متجاهلين الانقسامات السابقة داخل تيار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، الذي لطالما عبّر عن تحفظه تجاه التورط في نزاعات الشرق الأوسط. وسبق أن عبّرت شخصيات مؤثرة مثل مارغوري تايلور غرين وتاكر كارلسون وستيف بانون، عن رفضها لأي تدخل عسكري أوسع، إلا أن البيت الأبيض سارع إلى التأكيد على أن الضربة موجّهة للمنشآت النووية الإيرانية، وليست إعلان حرب على الدولة الإيرانية، وفقا لصحيفة “ذا هيل”.

وروّج ترامب في منشور له على منصة “تروث سوشال” لما سمّاه “وحدة عظيمة” داخل الحزب الجمهوري، داعيًا إلى تحويل التركيز نحو إقرار أجندته الاقتصادية في الكونغرس. لكن استمرار هذا التماسك سيكون مرهونًا بما قد تقدم عليه طهران في الأيام المقبلة.

وفتح الديمقراطيون النار على الرئيس فور إعلان الهجوم، حيث وصفه السناتور بيرني ساندرز بأنه غير دستوري، فيما اعتبرته النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز فعلًا يستوجب العزل، رغم تردد الحزب في العودة إلى هذا المسار بعد محاولتين فاشلتين في الولاية السابقة. وذكّر معارضو ترامب بقانون سلطات الحرب، معتبرين أن الضربة تجاوزت الصلاحيات الممنوحة للرئيس دون تفويض من الكونغرس.

ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى التصويت الفوري على تفويض الضربة، مؤكدًا أنه سيصوت لصالحها، رغم انتقاداته السابقة لإدارة ترامب. أما السيناتور جون فيترمان، ففاجأ الجميع بإعادة نشر تصريح ترامب مؤيدًا الهجوم. هذا التباين في المواقف كشف عن انقسام متزايد داخل الحزب الديمقراطي بين جناحين، أحدهما تقدمي يرفض التصعيد، وآخر معتدل يخشى الظهور بمظهر المتساهل تجاه إيران.

وتحوّلت الأنظار سريعًا نحو سؤال جوهري: هل تخلّى ترامب عن عقيدته المناهضة للحروب؟ طوال سنوات، بنى الرئيس سمعته على انتقاد الحروب في العراق وأفغانستان، وعلى وعوده بعدم الزجّ بالقوات الأمريكية في نزاعات خارجية. لكن الضربة ضد إيران، التي شملت استخدام واحدة من أعتى القنابل غير النووية في الترسانة الأمريكية، توحي بتغير محتمل في النهج، حتى لو بدا مدفوعًا بظروف آنية لا بتحول استراتيجي عميق.

وقال محللون أمريكيون إن الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/ حزيران الجاري مهد الطريق أمام التصعيد، بعدما أثبت نجاحًا عسكريًا كبيرًا في اختراق الدفاعات الإيرانية. وبينما كانت واشنطن في البداية متحفظة، إلا أن نجاح إسرائيل في فرض السيطرة على الأجواء ربما شجع ترامب على التحرك. كما أن انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا واهتزاز موقف حلفاء إيران مثل حزب الله وحماس، سهّل الموقف الأمريكي.

وكشفت دائرة المقربين من ترامب عن حضور قوي للتيار المتشدد، مع وجود أسماء مثل ليندسي غراهام، وماركو روبيو، وجيه دي فانس إلى جانبه لحظة إعلان الضربة، إضافة إلى وزير الدفاع  بيت هيغسث. كما انضمّ إلى قائمة المؤيدين غير المتوقعين كل من جون بولتون وميتش ماكونيل، المعروفين بانتقاداتهم السابقة للرئيس. هذا التماسك داخل دائرة صنع القرار، مقابل غياب الأصوات المعارضة، عزز الانطباع بأن قرارات ترامب تُصاغ في نطاق ضيّق، بعيدًا عن التوازنات التقليدية.

وقد سلّط تقرير موسّع نشرته صحيفة “ذا هيل” الضوء على الطابع الشخصي الذي يطغى على خيارات ترامب في ولايته الثانية، وعلى قدرته على اتخاذ قرارات مفصلية دون مقاومة تذكر من داخل إدارته، وهو ما قد يكون عاملًا حاسمًا في مسار الأزمة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه ترامب المتصهين الأرعن المجنون الذي يريد أن يسرق أرض غزة العزة ويجعل منها منتجعا سياحيا له بامتياز يصغي إلى عصابة تل أبيب يا حبيب التي تعبث بالعالم الصامت على جرائمها ضد أطفال ونساء غزة العزة هذي سنتين على التوالي يا غوالي وهم يتعرضون لإبادة حقيقية من عصابة الشر الصهيو أمريكية الغربية الحاقدة الغادرة الجبانة التي تعيث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸🇮🇷☹️☝️🔥🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية