طرابلس ـ «القدس العربي»: أعلنت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، مساء الجمعة، مشاركتها في اجتماع تشاوري على مدى ثلاثة أيام عقدته منظمة “ويلتون بارك”، التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، في إطار الجهود المتواصلة لحشد دعم الدول الأعضاء لعملية سياسية بقيادة ليبية، وبتيسير من الأمم المتحدة.
وبعدما أوضحت خوري أنها تلقت دعوة من المملكة المتحدة للمشاركة في الاجتماع التشاوري قالت في منشور على حسابها في منصبة إكس من المشجع أن ألمس الدعم الدولي لجهود الأمم المتحدة لوضع ليبيا على مسار مستدام نحو الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وقد عقدت منظمة “ويلتون بارك” هذا الاجتماع من أجل مناقشة الوضع الراهن في ليبيا، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو، وعدد من الباحثين والنشطاء.
وتزامن انعقاد هذه الفعالية مع مساعٍ تقودها القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أجل حشد الدعم لجهودها الرامية لإطلاق مبادرة جديدة تأمل من خلالها إقناع الأطراف والمؤسسات السياسية الليبية بدعم العملية التي تجري برعاية الأمم المتحدة.
وتعليقًا على ذلك، أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي “أن أي جهود دولية تغيب عنها المؤسسات الليبية المنبثقة عن الاتفاق السياسي تُفرغ النتائج من شرعيتها وإمكانية تنفيذها”، مرحبًا بكل مبادرة جادة في إطار الثوابت المحددة بقرار مجلس الأمن التي تعزز الشفافية والتوافق، وتمهد الطريق نحو الاستحقاق الانتخابي عام 2025.
جاء ذلك في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة إكس، مساء السبت، تعليقًا على اجتماع دعت إليه منظمة “ويلتون بارك” التابعة لوزارة الخارجية البريطانية بشأن ليبيا، وشارك فيه عدد من الدبلوماسيين الغربيين، وعُقد في العاصمة لندن خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال المنفي إن ما جاء بقرار مجلس الأمن، وعلى رأسها تحديد مرجعية الاتفاق السياسي وخريطة الطريق، والدعوة إلى معالجة القرارات الأحادية الصادرة، واستكمال القوانين الانتخابية (6+6) بالتوافق بين المؤسسات المعنية على المواد القليلة المتبقية أو استفتاء الشعب عليها، يمثل الإطار الفعال للمرحلة المقبلة.
وقد شارك في الاجتماع عدد من السفراء الدوليين، و بينهم السفير البريطاني مارتن لونغدن، الذي وصف المناقشات بأنها “قيمة” وأنها ركزت على سبل دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بشكل أفضل، معربًا عن تفاؤل بإمكانية تحقيق تقدم ملموس عبر التعاون الدولي.
كما أعرب السفير الفرنسي، مصطفى مهراج، عن دعم فرنسا الكامل لجهود الأمم المتحدة والمبعوثة الخاصة ستيفاني خوري، مؤكدًا التزام بلاده بالوصول إلى حل شامل للأزمة الليبية.
وكشف سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، أبرز محاور النقاش التي تركز عليها الاجتماع التشاوري الذي دعت إليه منظمة وليتون بارك التابعة لوزارة الخارجية والتنمية البريطانية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى أنها عكست الزخم المتزايد لدعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا.
وأكد، عبر حسابه على منصة إكس السبت، أن لدى الاتحاد الأوروبي مصلحة استراتيجية في أن تكون ليبيا مستقرة وموحدة ومزدهرة، حيث يمكن لجميع المواطنين تحقيق إمكاناتهم وتطلعاتهم الكاملة.
كما أكد أورلاندو أن الاتحاد الأوروبي أسهم بشكل إيجابي في اجتماع “ويلتون بارك”، الذي عقد خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر الجاري، ودفع إلى اتباع نهج دولي بناء ومنسق في ليبيا”، وذلك باعتباره شريكًا رئيسيًا في القطاعات السياسية والاقتصادية والأمنية. وأوضح السفير الأوروبي أبرز محاور النقاش في اجتماع “ويلتون بارك”، مبينًا أنها تركزت حول العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى توزيع الثروة الوطنية في ليبيا.
وقال أورلاندو، إن المناقشات عكست الزخم المتزايد والتفاؤل المشترك لدعم الجهود المتجددة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لقيادة عملية سياسية فعالة بقيادة ليبية.
وأضاف: “برز شعور بالإلحاح بشأن الحاجة إلى التوافق على توزيع شفاف وعادل للثروة الوطنية، لحماية الأسر والأجيال القادمة”.
وفي السياق، ندد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، مصباح دومة، بتدخل المجتمع الدولي في ليبيا، ومساعي القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، معتبرًا أن الأول يبني المشاريع بعيدًا عن الليبيين، بينما تسعى الثانية إلى البقاء في منصبها، وضمان استمرار الأزمة السياسية في ليبيا.
وقال، في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة إكس مساء السبت، إن النجاح له قواعد وآليات إلا أن المجتمع الدولي يغفلها عن الوضع في ليبيا منذ العام 2011، ولا يزال إلى الآن يبني المشاريع بعيدًا عن الليبيين، ويتدخل وفق مصالحه وليس مصلحة ليبيا، وفق تصريح نشره الناطق باسم مجلس النواب، عبدالله بليحق، عبر صفحته على فيسبوك.
أعرب دومة عن أسفه بشأن ما تقوم به القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، معتبرًا أن ما تقوم به يهدف إلى البقاء في منصبها، وخلق واقع جديد لاستمرار الأزمة الليبية، وليس حلها.
وتساءل دومة لماذا لم يجر الاستفتاء على الدستور أو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ ومن أفشل انتخابات العام 2021؟!، وذلك على الرغم من جاهزية قانون الاستفتاء على الدستور، وإحالته إلى المفوضية الوطنية العُليا للانتخابات منذ العام 2018 وقوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مؤكدًا أنه “ليس الشعب الليبي الذي أقبل على الانتخابات، وسجل أكثر من 2.8 مليون من الليبيين في العام 2021”.
واختتم دومة تصريحه بالقول إن المجتمع الدولي يدير الأزمة الليبية.