دمشق – «القدس العربي» : قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إن العملية العسكرية التي تخطط تركيا تنفيذها في سوريا قد تبدأ في أي لحظة، بينما أعلنت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» وفق بيان رسمي، أن قوات النظام السوري «على أتم الاستعداد» لمواجهة الجيش التركي شمال سوريا. تزامناً، أفاد مصدر سوري أمس بمقتل 21 شخصاً جراء مواجهات مسلحة بين مجموعة موالية للقوات السورية ومجموعات محلية في محافظة السويداء جنوب سوريا.
مقتل جنديين تركيين
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس مقتل اثنين من جنودها في هجوم شنه مسلحون أكراد شمالي سوريا. وأفاد بيان صادر عن الوزارة بأن جنديين أصيبا بجروح بالغة جراء هجوم شنه مسلحون على نقطة عسكرية. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن الوزارة أن الجنديين فارقا الحياة رغم محاولات إنقاذهما. وتسيطر قوات تركية وأخرى مدعومة منها على مناطق بشمال سوريا بعد عمليات عسكرية لإبعاد المسلحين الأكراد الذين كانوا سيطروا في وقت سابق على مناطق حدودية سورية متاخمة لتركيا.
مقتل اثنين من الجنود الأتراك في الشمال… وحصيلة اشتباكات الجنوب 21 قتيلاً
كما أعلنت وزارة الدفاع التركية، تحييد 25 تصنفهم إرهابيين من تنظيم «بي كي كي/ واي بي جي» شمالي سوريا. وقالت الوزارة في بيان، الأربعاء، إن «دماء شهدائنا لم ولن تذهب هدرًا». وأشارت إلى أن «قوات الكوماندوس البطلة حيّدت 25 من «الإرهابيين» من بي كي كي/ واي بي جي في منطقتي عمليتي درع الفرات ونبع السلام، بطلقات تصدٍّ وعقاب». وشدد البيان على أن تركيا ستواصل «دفن الإرهابيين في الخنادق التي قاموا بحفرها». ويمثل «واي بي جي-YPG»، الذراع السوري لتنظيم «بي كي كي-PKK» الذي ينشط في دول أخرى في المنطقة بينها العراق وإيران.
وشدد قالن، على أن منظور بلاده تجاه الملف السوري يقوم على مواصلة المفاوضات وفقًا للقرارات الأممية، واستكمال إجراءات اللجنة المعنية بصياغة الدستور، مضيفاً «لكن التطورات الميدانية جاءت في الاتجاه المعاكس تمامًا مع الأسف». ولفت إلى أن تركيا توفر الأمن لنحو 4 ملايين شخص في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، وفي الوقت نفسه تواصل كفاحها ضد الإرهاب.
وقال: «لهذا السبب، قال رئيسنا (رجب طيب أردوغان) إن عملية عسكرية جديدة يمكن أن تبدأ في أي لحظة، تركيا ليست بحاجة للحصول على إذن من أحد لتنفيذ هذه العملية، وليست مجبرة أيضًا على تحديد موعد معين في هذا الصدد». وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قال من جانبه الأربعاء، إن «الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعودهما بإخراج الإرهابيين من المنطقة، وهذا يدل على عدم إخلاصهما في محاربة الإرهاب».
وذكر الوزير التركي، وفق وكالة الأناضول، أن بلاده أجرت سابقًا محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة، مضيفاً: «سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام (السوري) في هذا الصدد». وتابع: «من الحق الطبيعي للنظام (السوري) أن يزيل التنظيم «الإرهابي» من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين».
وأعلنت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» وفق بيان رسمي أمس، أن قوات النظام السوري «على أتم الاستعداد» لمواجهة الجيش التركي، كما نقلت وكالة النظام الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري، أن جيش النظام السوري على «أتم الاستعداد للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل النظام التركي على أراضي الجمهورية العربية السورية.»
وقال المصدر العسكري الذي لم تسمه الوكالة: «مع تزايد حدة الاستفزازات التي يمارسها النظام التركي على الأراضي السورية خلال اليومين الماضيين والاعتداءات على مناطق مختلفة وعددٍ من مواقع قواتنا المسلحة نؤكد أن جيشنا الباسل جاهز للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل هذا النظام وتنظيماته الإرهابية».
تحرير الأسرى في السويداء
وفي الجنوب، أعلن مصدر مقرب من حركة رجال الكرامة في محافظة السويداء سيطرة فصائل محلية مسلحة في السويداء أمس على مقرات (حركة قوات الفجر) الموالية للقوات الحكومية السورية وتحرير الأسرى الستة المخطوفين لديها، مشيراً إلى إلقاء القبض على متزعم (حركة قوات الفجر) راجي فلحوط المقرب من القوات الحكومية السورية في مقره الرئيسي في بلدة عتيل على أطراف مدينة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن الساعات الماضية شهدت أعنف المواجهات حيث قتل في حصيلة أولية 12 من عناصر قوات الفجر وتسعة من عناصر المجموعات المحلية، لافتاً إلى أن عدد الجرحى من الجانبين يتجاوز 30 شخصًا. وأكد المصدر أن « آلافًا من أبناء السويداء كانوا يتجمعون وسط المدينة محتفلين بالقضاء على عناصر قوات الفجر والقبض على متزعمها راجي فلحوط الذي اختطف العشرات من أبناء السويداء ودرعا وقتل العديد منهم».
وبدأت الأزمة في مدينة السويداء منذ أربعة أيام عقب قيام مجموعة حركة قوات الفجر باعتقال ستة أشخاص من عائلة الطويل وهم من بلدة شهباء وقام أبناء البلدة باحتجاز أربعة ضباط من الجيش السوري والقوات الأمنية وقطع طريق دمشق السويداء الذي لا يزال مغلقا وتطور الأمو إلى مواجهات مسلحة. ويعتبر راجي فلحوط متزعم (حركة قوات الفجر) أبرز قادة المجموعات المسلحة الموالية للقوات الحكومية السورية في المحافظة والتي تشهد عدداً كبيراً لمجموعات المسلحة الموالية والمعارضة للقوات الحكومية السورية والتي بدأت بالظهور منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر آذار / مارس 2011. وتعتبر محافظة السويداء من المحافظات التي لم تخرج عن سيطرة القوات الحكومية السورية رغم وجود مجموعات مسلحة معارضة للحكومة السورية وأبرزها حركة رجال الكرامة .