تركيا: عام التحولات الكبيرة في الملفات الداخلية والخارجية

بادية حسن
حجم الخط
0

تحولات كبيرة في المشهد السياسي التركي وتطورات يمكن أن تقود إلى متغير قادر على قلب الأمور لصالح اردوغان، الذي يسعى إلى إصلاح نظامه الاقتصادي المتهالك.

شهد عام 2024 تحولات كبيرة في السياسة الداخلية والخارجية التركية، لعب فيها الرئيس التركي دورا محوريا لقلب أحداث إقليمية كبيرة لصالح البلاد التي تئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة باتت تهدد استقرار واستمرار الحزب الحاكم الذي يقود البلاد منذ أكثر من عقدين.
فبينما واجهت تركيا تغييبا متعمدا في لعب دور أساسي في حل أزمات المنطقة، نظرا لموقف الرئيس التركي من حرب غزة، ورفضه إدانة هجمات السابع من اكتوبر ووصف حماس بالمنظمة الإرهابية واصراره على وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمجرم حرب، ما دفع واشنطن إلى استثناء تركيا من أي تحرك دولي يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة أو التوسط في أي صفقة تقود إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، بل وتعمد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن استثناء تركيا من زيارته التي قام بها إلى المنطقة منذ اندلاع حرب غزة.
وقال الباحث والمحلل السياسي طه عودة أوغلو لـ«القدس العربي» إن الموقف التركي منذ السابع من أكتوبر وحتى اللحظة موقف داعم ومساند للشعب والقضية الفلسطينية. شهد الموقف في بداية المطاف نوعا من الضبابية نظرا للرفض الإسرائيلي لأي مساع تركية بالوساطة والحوار، وتأثير ملف الانتخابات الداخلية المحلية التركية، ولكن فور انتهاء الانتخابات أختلف المشهد وطبيعة المواقف التركية الحاسمة تجاه غزة وفلسطين.
ونجح اردوغان في قلب المعادلة، بلعب دور أساسي في التحركات التي قادت إلى إسقاط نظام بشار الأسد من خلال تحرك المعارضة السورية الموالية لتركيا، واستقبال قيادات حماس التي طلب منها مغادرة قطر ليعيد تركيا إلى دور الوساطة والتأثير المباشر وتجبر وزير الخارجية الأمريكي على زيارة العاصمة التركية أنقرة ولقاء الرئيس اردوغان لتنسيق المواقف والتحرك وفقا لأجندة الحلفاء.
وأوضح الباحث والمحلل السياسي طه عودة أوغلو لـ «القدس العربي» بأن العلاقات التركية الأمريكية لطالما شهدت حالات من الشد والجذب وصفحات مختلفة بين ملفات انضمام السويد إلى الناتو وملف F16 والوساطة في الملف الفلسطيني، ولكن نحن أمام صفحة جديدة من العلاقات بين أنقرة وواشنطن خاصة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض وهناك عناوين عريضة بانتظار الطرفين على رأسها غزة وسوريا وملف النفوذ الإيراني في المنطقة.
أما المحلل السياسي فراس رضوان أوغلو فأكد لـ«القدس العربي» على أن الدور التركي في الملفات الإقليمية دور حاضر وبارز ولا يمكن أخفاءه وهي الأقوى عسكريا وسياسيا، دور تركيا فاعل مع الولايات المتحدة ومع أوروبا.

انتخابات البلديات

داخليا فشل الحزب الحاكم في الفوز في انتخابات البلديات، ليخسر كبريات المدن لصالح حزب المعارضة الرئيسي (حزب الشعب الجمهوري)، لكن تحولا في الأحداث بدء يتسلل إلى أروقة المؤسسة الحاكمة يتعلق بامكانية فتح صفحة جديدة مع المعارضة الكردية التي تخوض حربا دموية مع السلطة منذ اكثر من أربعة عقود، بعد اقتراح قدمه حليف اردوغان في الحكم دولت بهجلي زعيم الحركة القومية بإطلاق سراح عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعارض والمعتقل في السجون التركية منذ عام 1999 مقابل إلقاء التنظيم لسلاحه.
وواصل المحلل السياسي فراس رضوان أوغلو لـ«القدس العربي» قوله إن هذا العام حمل العديد من التناقضات لتركيا، وأن الهجوم على أحد أهم شركات الصناعات الدفاعية في أنقرة هو خرق أمني هز الحكومة بشكل كبير، ولكن النصر الأخير لتركيا ودعم المعارضة السورية وإسقاط نظام الأسد محى وغطى على جميع المشاكل والأزمات الداخلية من أزمات الملف السوري، الاقتصاد، الأمن الداخلي والعديد من الملفات الأخرى.
وعند الحديث حول الصورة الأكبر قال لصحيفة «القدس العربي» الباحث والمحلل السياسي طه عودة أوغلو أن عام 2024 كان عاما داخليا صعبا على تركيا خاصة مع خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية والتضخم، ولكن استطاع اردوغان بوضع بعض الإجراءات الحاسمة التي حسنت من نظرة الشعب للحزب خاصة مع مساعي الحكومة لوضع خطط في مواجهة الأزمة الاقتصادية.
تحولات كبيرة في المشهد السياسي التركي وتطورات يمكن أن تقود إلى متغير قادر على قلب الأمور لصالح اردوغان، الذي يسعى إلى إصلاح نظامه الاقتصادي المتهالك، في ظل استمرار الخسائر التي تلحق بالعملة الوطنية وارتفاع نسب التضخم، الأمر الذي يهدد بشكل كبير استقرار البلاد.
وفيما يلي قراءة لابرز الأحداث التي عاشتها تركيا داخليا وخارجيا خلال 2024:
شباط/فبراير، اردوغان يزور القاهرة ويلتقي الرئيس السيسي.
نيسان/أبريل، هنية يزور تركيا ويلتقي اردوغان.
ايار/مايو، واشنطن تلغي زيارة اردوغان للبيت الأبيض.
ايار/مايو، في تصعيد جديد تركيا تعلن عن وقف تعاملاتها التجارية مع إسرائيل ووزارة التجارة التركية تعلن أنها أوقفت تعاملات التصدير والاستيراد مع إسرائيل، بما يشمل كافة المنتجات. وأضافت أن «الإجراءات الجديدة سيتم تطبيقها بشكل صارم وحاسم إلى أن تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع».
تموز/يوليو، اردوغان يوجّه دعوة لبشار الأسد لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تموز/يوليو، هبوط جديد في قيمة العملة التركية بأكثر من 11 في المئة أمام الدولار منذ بداية العام.
تموز/يوليو، وزير الدفاع السعودي يزور تركيا لتوقيع مذكرات تفاهم مع شركات الصناعات العسكرية الجوية التركية.
تموز/يوليو، تركيا تغلق حدودها مع سوريا بعد اندلاع أعمال عنف في البلدين.
تموز/يوليو، اردوغان وبوتين يجتمعان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية قبيل سفر اردوغان إلى واشنطن لحضور قمة زعماء حلف الناتو.
ايلول/سبتمبر الرئيس المصري السيسي يزور تركيا.
ايلول/سبتمبر اردوغان يدعو الأسد الممنوع من دخول أمريكا إلى لقاء في نيويورك.
تشرين الأول/اكتوبر، عائلة الزعيم الكردي عبدالله أوجلان تزوره في سجنه للمرة الأولى منذ 43 شهرا.
تشرين الأول/اكتوبر، اردوغان يلوح ولأول مرة بامكانية حدوث مواجهة بين تركيا وإسرائيل.
تشرين الأول/اكتوبر، دولت بهجلي، حليف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وزعيم حزب الحركة القومية اليميني، قال إنه قد يُسمح لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، بالتحدث أمام البرلمان التركي مع احتمال إطلاق سراحه إذا أعلن تفكيك جماعته المسلحة.
تشرين الثاني/نوفمبر، أنباء عن انتقال قيادات من حركة حماس إلى تركيا بعد ان طلبت قطر منهم مغادرة الدوحة بسبب تعثر مفاوضات إطلاق سراح الرهائن في غزة.
كانون الأول/ديسمبر، وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن يزور تركيا بعد احجامه عن زيارتها منذ اندلاع الحرب في غزة بسبب مواقف تركيا المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل.
كانون الأول/ديسمبر، رئيس المخابرات الوطنية التركية إبراهيم كالين يزور دمشق للقاء أحمد الشرع كأول مسؤول أجنبي يزور البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
كانون الأول/ديسمبر، اردوغان يشارك في قمة منظمة مجموعة الثمانية في القاهرة حول سوريا ما بعد الأسد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية