تعلموا الديمقراطية من هنود امريكا اللاتينية

حجم الخط
0

تعلموا الديمقراطية من هنود امريكا اللاتينية

تعلموا الديمقراطية من هنود امريكا اللاتينية من يستهين بقيمة الانسان، ويستهتر بمصائر شعوب بأكملها، ومن يتفنن بصنع اسلحة الدمار الشامل لاجل مد مصالحه، ومن يستغل ضعف الاخرين لاذلالهم بجشع بربري، ومن هو علي استعداد لقتل الملايين في سبيل علو شأنه وشأن سطوته هكذا نوع من الانظمة ليست فقط غير ديمقراطية، وانما لا تصنف بشريا ايضا، وعليه ليس من حق امريكا التبجح بالديمقراطية وهي احد اسباب فشلها في انحاء المعمورة، وكأنها الرسول الدجــــال الذي يعد بما لا يملك.النظام النيابي ليس بدعة امريكية، فمنذ اخبار المدينة الفاضلة وجمهورية افلاطون في حضارة الاغريق القديمة واخبار مسلات القوانين السومرية والبابلية الاقدم، كانت التجربة الانسانية تنزع نحو دولة القانون وتبحث عن الاسلوب الانسب لتمثيل سكان الدول ومواطنيها، فكان التمثيل النيابي اختراعا اغريقيا مع سبق الاصرار والترصد وحتي في تسميته المتداولة حاليا ديمقراطية حكم الشعب، اي حكم الاكثرية النيابية لهذا الشعب، وكانت نواميس كل هذه المحاولات والممارسات البحث عن العدالة في الحكم وفي اتخاذ القرار الذي يعم الدولة والمجتمع، وعندما تنحرف هذه الاشكال عن هذا الهدف اي العدل فانها تصبح قالبا ميتا لا يفي بالغرض الذي انشأ من اجله ويجري تعديله وتغييره لما يخدم قضية العدل في الحكم وبالتالي العدل في تنمية الانتاج لصالح العدل في التوزيع، وهذه معضلة مازال البشر يناضلون لحلها بما يناسب مبدأ العدل المنشود. وما يدلل علي ذلك الثورات العظيمة التي اغنت التجارب الانسانية بعظمة عطائها النظري والتطبيقي في وقتها، الثورة الجليلة في انكلترا والثورة الفرنسية والثورة الامريكية والثورة البلشفية في روسيا.ان سيادة القطب الاحتكاري الامريكي وانفراده في التحكم بمصائر شعوب العالم جعل منه العدو الاول لتطلعات هذه الشعوب نحو مجتمعات نامية باتجاه ديمقراطي عادل، وما حدث في امريكا اللاتينية من ادوار معيقة لشعوبها وتطلعاتها لهو خير دليل علي ذلك، فهذه انقلابات جمهوريات الموز وهذه العلاقات المشبوهة مع مافيات المخدرات في دول القارة، وهذه السياسة الامريكية المتعالية التي تتعامل مع بلدان القارة الغنية علي انها حديقة خلفية لها، واعتقد ان التاريخ القريب كان حافلا بالتدخلات السافرة في شؤون الارجنتين والبرازيل، وشيلي التي شهدت واحدا من اكثر الانقلابات دموية باشراف ال سي اي ايه حيث اغتيل فيه سلفادور الليندي الرئيس المنتخب بشكل حر وحقيقي وذبحت الديمقراطية من اجل مصالح احتكارات النحاس الامريكية، اما نيكاراغوا فالتأمر بات اكثر من علني علي الحكومة الساندينية الشرعية بدعم امريكي كامل للمتمردين فيها، التدخل السري والعلني يشبه الطاعون في قارة الثورة التي لن تموت القارة التي تتنفس ريح خوزيه مارتي وجيفارا وفيدل كاسترو قارة ولادة بحكمتها الهندية الحمراء بعذريتها وبريتها ونقائها الذي لن يولوثه سماسرة العم سام وتجار البشر وحروبهم الغبية، لن تموت في ارواحهم كرامة الانسان. لنبحث عن الراية المفقودة:راية شافيز وراية ايفوموراليس وراية الباحثين عن العدل لشعوبهم والعدل في شعوبهم، عن راية علي وعمر بن الخطاب وابوذر الغفاري عن راية الحسين الحقيقية، انها كثيرة جدا لنبحث عنها ولنتعلم منها. فهل يتعلم الامعات والتبع في مشهدنا السياسي المنصبون علي شعبنا من هذه المشاهد درسا. جمال محمد تقيرسالة علي البريد الكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية