تفاعل في الجزائر مع اغتيال العاروري وأحزاب تصفه بالعمل الإرهابي وتحذر من توسيع دائرة الحرب

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

نددت أحزاب جزائرية، من توجهات أيديولوجية مختلفة، بعملية اغتيال القيادي البارز في المقاومة الفلسطينية صالح العاروري، واصفة هذا ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي بالعمل الإرهابي الذي يعتدي على سيادة دولة عربية.

وذكرت حركة مجتمع السلم في بيان لها أنها “تلقت نبأ ‏استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد صالح العاروري بقصف غادر وجبان على أرض لبنان الشقيق، فهنيئا له الشهادة”. وقالت إن “عزاءنا أنه شارك في هندسة ملحمة طوفان الأقصى التي أذلت العدو وأثخنت فيه، وإنه خير ختام لمسيرة نضال وجهاد هذا القائد الكبير”.

وأبرزت الحركة ذات التوجه الإسلامي أن هذه العملية الجبانة تمثل اعتداء صارخا على سيادة الدولة اللبنانية، وحذرت من أن اغتيال العاروري من شأنه توسيع دائرة الحرب خارج حدود قطاع غزة. واعتبرت أن هذا الاستهداف يعكس فشل الاحتلال في تحقيق أي إنجاز أمام الصمود الأسطوري لشعب ‎غزة، ويبحث عنه خارج حدود فلسطين باغتيال قادة المقاومة.

وفي اعتقاد حركة مجتمع السلم، فإن هذه العملية لن تثني من عزيمة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج التي ستبقى حسبها منخرطة في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، واغتيال قادتها لن يؤثر على مشروعها الجهادي، بل سيزيدها قوة وإيمانا بحقها في مواصلة الجهاد ضد العدو الصهيوني وحلفائه وداعميه، وفق البيان.

أما حزب العمال ذو التوجه اليساري، فوصف ما حدث في بيروت بالعملية الإرهابية الجبانة. وقال الحزب إن “الكيان الصهيوني بهذا العمل يؤكد نيّته في توسيع حربه الهمجيّة البربرية على قطاع غزة والضفة الغربية إلى كل المنطقة بدءاً بلبنا الذي يتعرّض جنوبه منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة لقصف متواصل مُخلّفاً شهداء ودماراً كبيراً”.

وأبرز الحزب أن تنفيذ “العملية الإرهابية” في بيروت يأتي في سياق “تعميم إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وتدمير ما تبقّى من بنى تحتية”، مشيرا إلى أن “الكيان يغتال يومياً مئات الأطفال والنساء والمسنّين والمرضى ومئات الجرحى في عمليات متفرقة في غزة، ويقوم بتصفيات جسدية وتأكّد أن جنوده يقومون بسرقة أعضاء شهداء بينما يتعرّض 85% من الغزّاويين النازحين قسرياً للقصف والبرد والجوع والعطش وانعدام وسائل العلاج وكل مقومات الحياة كون الأنظمة العربية المجاورة المُطبّعة مع الكيان لا تفتح المعابر مع غزة إلاّ بأمر منه”.

وتابع بيان الحزب الذي تقوده لويزة حنون بالقول: “إذ بلغت الوحشية الذروة في غزة، ويتّفق كل أحرار العالم أنّه لم يسبق في العصر الحديث أن تصرّف نظام بهذه الهمجية متحدّياً العالم كله كونه يستمدّ طغيانه واحتقاره للشعوب المناصرة للشعب الفلسطيني من دعم الإدارة الأمريكية وحلفائها وأذنابها العرب، شكّلت عملية اغتيال صالح العاروري ورفاقه الإرهابية، دون شك، نقطة تحوّل داخل صفوف الشعب الفلسطيني الذي انفجر غضبه في كل أماكن وجوده مناديا لرصّ الصفوف والردّ على هذه الجريمة الوحشية ولدى كل شعوب المنطقة، التي تدرك أن هذا التصعيد يستهدف تكاملها”.

لكن حزب العمال يرى أن “الكيان الصهيوني لن يتمكّن من هزم وكسر روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، إنما وعلى عكس ذلك هو يقرّب نهاية وجوده ككيان غاصب في فلسطين، وبدل الشهيد صالح العاروري ورفاقه سينهض عشرات آلاف المقاومين الفلسطينيين ليواصلوا ويكثّفوا الكفاح ضدّ المحتل حتى النصر”.

وفي نفس السياق، قدم رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة التعازي لـ”رئيس حركة حماس إسماعيل هنية ورفاقه المقاومين، برحيل الشهيد صالح العاروري، وفق ما نشرته حركة حماس الفلسطينية”.

واعتبر بن قرينة الذي يشارك حزبه في الحكومة أن “عملية الاغتيال تعبير واضح عن جبن الآلة الإجرامية الصهيونية التي تنهزم في ساحات غزة، فتسعى لاغتيال القادة خارج فلسطين، مشددا على أن دماء الشهداء وقود ثورة الشعوب، وستكون تحولا في مسار قضيتنا الفلسطينية”.

من جانبه، اعتبر منتدى كوالالمبور الفكر والحضارة الذي يقوده السياسي الجزائر عبد الرزاق مقري أن” استشهاد القائد الفلسطيني الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس مكرمة منحها الله لهذا البطل المجاهد على درب شهداء جيل التأسيس في الحركة على رأسهم الشيخ أحمد ياسين وعلى درب المجاهدين في كل الأمم الذين كافحوا من أجل تحرير بلدانهم”.

وذكر المنتدى في بيان له أن “هذا الاغتيال لقائد كبير يمثل شخصية إجماع لدى الفصائل الفلسطينية لن يزيد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته إلا مزيدا من الثبات والعزم على المقاومة وهزيمة الاحتلال ضمن معركة طوفان الأقصى الجارية”.

وأضاف المنتدى أن عملية الاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي على أرض لبنان تمثل عملا إرهابيا لتغطية فشله في غزة وانتهاكا خطيرا لسيادة هذا البلد العربي وتصرف دولة مارقة مستخفة بالقانون الدولي ومهددة للسلم والأمن الدوليين يتطلب موفقا صارما من الدول العربية والإسلامية تضامنا مع لبنان، ومن كل الدول والمنظمات الدولية لوضع حد للصلف الإسرائيلي في الساحة الدولية ووقف إجرامه المتواصل.

وتناولت عدة صفحات على مواقع التواصل نبأ اغتيال العاروري مع آلاف التعليقات من الجزائريين الذين استنكروا هذا العمل وأعادوا نشر تصريحات الراحل بتأثر خاصة حديثه عن استعداده للشهادة من أجل تحرير فلسطين ومقدساتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية