تقرير حقوقي يرصد معاناة النازحين الجدد من خان يونس.. والاحتلال يواصل المجازر رغم قرار لاهاي- (فيديوهات وصور)

حجم الخط
1

غزة- “القدس العربي”: لا تزال سلطات الاحتلال تواصل ارتكاب المجازر الدامية ضد سكان قطاع غزة، في سياق حربها التي تقترب من دخول شهرها الخامس، وذلك رغم قرار محكمة العدل الدولية، القاضي بوقف ارتكاب المجازر ضد المدنيين.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وبعد صدور قرار محكمة العدل الدولية، الذي ألزم إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع ارتكاب “جريمة الإبادة الجماعية” ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وثّق مواصلة الجيش الإسرائيلي بذات الوتيرة قتل المدنيين وتهجيرهم قسرًا وتجويعهم.

مجازر بعد قرار المحكمة

وأشار الأورومتوسطي إلى أنه وثق قتل الجيش الإسرائيلي لمئات الفلسطينيين غالبيتهم من المدنيين، إضافة إلى أكثر من 643 إصابة، منذ صدور قرار المحكمة.

 وأكد أن إسرائيل تواصل تجاهل قرار المحكمة الأعلى في العالم، وانتهاك التزاماتها الدولية، بما في ذلك قواعد ومبادئ القانون الدولي، بإصرارها على الاستمرار في ارتكاب انتهاكات جسيمة ترقى لـ “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، بما في ذلك الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وأكد المرصد استمرار التصريحات الإسرائيلية التي تعكس النوايا لاستمرار ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأن “محكمة العدل الدولية لم تتخذ قرارًا بوقف الحرب، ونحن نواصل العمل بحسب مصالحنا”، فيما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش: “ستشكل حكومة عسكرية في غزة، وستكون مسؤولة عن القضايا المدنية”.

جنود الاحتلال الإسرائيلي أجبروا بعض النازحين على ترديد هتافات جماعية مناهضة لفصائل فلسطينية للسماح لهم بالمرور

وحسب المرصد، فإنه إلى جانب عمليات القصف الإسرائيلي التي لا تتوقف، بما فيها تدمير منازل سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل النازحين قسرًا بعد ترويعهم، واستجابتهم لأوامر إخلاء إسرائيلية غير قانونية، فإن إسرائيل تواصل هجومها على ما تبقى من النظام الصحي في غزة.

وأشار إلى استمرار حصار قوات الاحتلال للمستشفيات التي بقيت تعمل جزئيًّا في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتستهدفها بشكل مباشر، حيث يقترب كل من “مستشفى ناصر” الحكومي و”مستشفى الأمل” التابع للهلال الأحمر من التوقف التام نتيجة الحصار والاستهداف المتكرر.

وأكد المرصد أن خزانات المياه في مجمع ناصر الطبي تعرضت للتلف والأعطال نتيجة الشظايا ونيران المسيرات الإسرائيلية، دون توفر إمكانية فعلية لإصلاح أي من الأضرار نتيجة الحصار والاستهداف.

وقال، في تقرير جديد له: “إلى جانب ذلك، فقد بدأ العد التنازلي لإطفاء المولدات في المجمع الطبي خلال ثلاثة أيام، فيما نفد مخزون الأوكسجين الخاص بـ “مستشفى الأمل” بسبب حصار الجيش الإسرائيلي للمستشفى، مع استمرار استهدافه ومحيطه”.

والجدير ذكره أن محكمة العدل الدولية أصدرت، الجمعة، قرارًا ملزمًا لإسرائيل باتخاذ عدد من التدابير المؤقتة والعاجلة لمنع ارتكاب جميع أفعال الإبادة الجماعية، في معرض نظرها في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لانتهاكها التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، خلال تنفيذها لعملياتها العسكرية التي تشنّها ضد قطاع غزة وسكانه الفلسطينيين،  منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.

 ومن بين تلك التدابير، طالبت المحكمة إسرائيل باتخاذ تدابير فورية وفعّالة لتوفير الخدمات الأساسية الملحة وتقديم المساعدة الإنسانية بشكل عاجل للتصدي للظروف السيئة التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، وكذلك اتخاذ تدابير فعّالة لمنع تدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بادعاءات أفعال ذات علاقة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

وقد أكد الأورومتوسطي أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تلتزم بتنفيذ أي من هذه التدابير، حيث استمرت بعمليات القتل العمد واستهداف المدنيين على نحو واسع ودون ضرورة عسكرية أو تناسب في عشرات الحالات، كما استمرت في عملية التدمير المنهجي وواسع النطاق للأعيان المدنية، بما في ذلك المنازل والتجمعات السكنية والأحياء، ومناطق معينة شهدت جرائم مروعة لها، وهو ما يأتي في إطار تدمير الأدلة على اقتراف جريمة الإبادة الجماعية.

مقابر جماعية

وأشار المرصد الأورومتوسطي أنه خلال اليومين الماضيين دُفن المزيد من القتلى والأموات في ساحة “مستشفى ناصر” في خان يونس لتعذر نقلهم إلى المقبرة التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، مؤكدًا توثيقه ما لا يقل عن أربعة مواقع دفن جماعية وعشوائية أخرى في ساحات ومدارس وشوارع خان يونس.

 وقال الأورومتوسطي: “إن إسرائيل ما تزال تتعمد عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عام، ووضع قيود أكثر تشددًا على دخولها إلى شمال وادي غزة خاصة، حيث تتفاقم حالة المجاعة بعد 114 يومًا من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.

 وأشار كذلك إلى أن المستوطنين عرقلوا، خلال الأيام الماضية، إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم شرقي رفح، بموافقة من الشرطة الإسرائيلية، بناءً على تعليمات من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، ومن شأن ذلك أن يزيد من عمق وتدهور الأزمة الإنسانية في القطاع.

وأكد أن عدد شاحنات المساعدات تراجع إلى 87 شاحنة فقط، خلال اليومين الماضيين، مقارنة بالأيام السابقة، التي كانت تشهد ما معدله 100 شاحنة يوميًّا، وهو الذي كانت توجه له انتقادات لأنه لا يلبي سوى أقل من 10% من احتياجات السكان؛ ما يعكس الإصرار الإسرائيلي على انتهاك قرار محكمة العدل الدولية.

كذلك أوضح أن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم في شارع صلاح الدين جنوبي غزة لانتظار الشاحنات التي تحمل المساعدات، حيث سجل المزيد من القتلى والعديد من الإصابات في صفوف المدنيين.

طفل يبكي شقيقته الشهيدة في ثلاجة الموتى- تصوير القدس العربي

كما أصيب عشرات النازحين في مراكز إيواء مقامة في مدرسة في حي الأمل بعد اشتعال النيران في الخيام جراء القصف الإسرائيلي، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يمنع الإسعافات وطواقم الإنقاذ من الوصول للمكان.

ووثّق الأورومتوسطي المعاناة الشديدة لآلاف السكان خلال نزوحهم القسري من مخيم خان يونس للاجئين ومناطق عدة أخرى في المحافظة إلى المناطق الساحلية الغربية منها، وسط أجواء ماطرة وباردة وإجراءات ترويع وتنكيل إسرائيلية، ودون توفر أي مأوى بديل أو آمن يفي بالحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.

 وقد أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في عدد جديد من مناطق خان يونس، بمساحة إجمالية بأكثر من أربعة كيلومترات مربعة، ونشر هذه الأوامر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم الانقطاع المستمر للكهرباء والاتصالات وخدمات الإنترنت في القطاع.

 ويقدر عدد سكان المناطق المستهدفة بحوالي 90 ألف نسمة، بالإضافة إلى أكثر من 400 ألف نازح داخليًا يبحثون عن مأوى في 24 مدرسة ومركز إيواء، منها ثلاثة مستشفيات هي مجمع ناصر (475 سريرًا)، ومشفى الأمل (100 سرير)، والمستشفى الأردني (50 سريرًا)، وهو ما يمثل حوالي 20 بالمائة من المستشفيات المتبقية التي تعمل جزئيًا في جميع أنحاء قطاع غزة، إلى جانب ثلاث عيادات صحية.

وفي أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف على خان يونس والمنطقة الوسطى من قطاع غزة، في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية الجديدة، انتقل آلاف جدد من النازحين قسراً إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

وقد استمر جيش الاحتلال، حسب توثيق المرصد، في تدمير مربعات سكنية كاملة، مع تعذّر حصر دقيق لهذا التدمير، إلى جانب تدمير جميع المباني بعمق يتراوح بين 1000 – 1500 متر من السياج الحدودي شرق قطاع غزة، بهدف إقامة منطقة عازلة تقتطع أكثر من 15% من مساحة قطاع غزة.

تهجير قسري

ورصد فريق الأورومتوسطي إقامة قوات الجيش الإسرائيلي نقطة تفتيش أمنية على شارع البحر، غربي مخيم خان يونس جنوبي القطاع، بعد أن أغلقت جميع الشوارع الفرعية التي كان يسلكها السكان، خلال الأيام الماضية، للنزوح من المخيم.

ويجبر السكان على ترك أمتعتهم وكل ممتلكاتهم والمرور الفردي، وفي حين يُسمح بمرور النساء والأطفال، يُجبر الذكور من سن 15 عامًا فما فوق على رفع بطاقات الهوية وفحصهم عبر بصمة العين بكاميرات مخصصة لذلك.

نساء أجبرن على مغادرة الحاجز وحدهن، بعد اعتقال الزوج أو الأب، وتقطّعت السبل بهن، ولم يعد لديهن من يساعدهن وأطفالهن

وبناءً على ذلك، يسمح بمرور بعضهم، في حين يجري اعتقال واحتجاز آخرين بعد إجبارهم على التعري وحجزهم في ساحة مفتوحة وممتلئة بمياه الأمطار.

وبحسب إفادات جمعها الأورومتوسطي من نازحين، فإن جنود الجيش الإسرائيلي أجبروا بعضهم على ترديد هتافات جماعية مناهضة لفصائل فلسطينية للسماح لهم بالمرور دون استهداف.

كما ذكر المرصد أنه تلقى العديد من الإفادات من نساء أجبرن على مغادرة الحاجز وحدهن، بعد اعتقال أو احتجاز الزوج أو الأب، وتقطّعت السبل بهن، ولم يعد لديهن من يساعدهن وأطفالهن.

وتتوجه الغالبية من النازحين الذين يتمكّنون من المرور عبر الحاجز إلى رفح، التي باتت ملجأ لأكثر من 1.3 مليون نسمة، ويضطرون للوقوف في العراء بانتظار من يساعدهم، وسط ظروف إنسانية بالغة السوء. فيما تبقى أعداد أخرى في المنطقة الساحلية ومواصي خان يونس، أو تتوجه إلى دير البلح وسط القطاع.

ويقدر إجمالي عدد النازحين في قطاع غزة بنحو مليوني شخص، وقد نزح الكثير منهم عدة مرات، مع اضطرار العائلات إلى التنقل مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان، فيما يلجأ بعضها إلى العيش في العراء، وعلى الأرض، حيث تتدفق مياه الصرف الصحي.

ونبّه الأورومتوسطي إلى أن التوسيع الحاصل في نطاق التهجير القسري من خان يونس يتزامن مع تصعيد خطير في هجمات جيش الاحتلال على المدينة، بما في ذلك تصعيد تدمير مربعات سكنية بأكملها، وحصار مستشفيات ومؤسسات بداخلها عشرات آلاف النازحين يتعرضون للاستهداف المباشر.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه التطورات تتطلب من المجتمع الدولي الإسراع في اتخاذ قرار تنفيذي ملزم لقرار محكمة العدل الدولية، والعمل على وقف إطلاق نار فوري، وضمان حماية المدنيين وعودتهم إلى منازلهم، وتكثيف العمل من قبل المؤسسات الدولية والأممية لمراقبة ورصد وتوثيق انتهاكات إسرائيل لقرار المحكمة، والإبلاغ عن تلك الانتهاكات ونشرها على أوسع نطاق، حتى يتسنّى لجمهورية جنوب أفريقيا والدول الداعمة للدعوى تقديم تقرير مفصل ومدعم بالأدلة حول الانتهاكات الجسيمة واسعة النطاق التي ما تزال تُرتكب ضد المدنيين.

وشدّد على أن قرار محكمة العدل الصادر بشأن وجود “شك معقول” بأن إسرائيل تنتهك التزاماتها المترتبة على عاتقها كدولة طرف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية، والممارسات الحاصلة على الأرض “يتطلب ضغطًا دوليًّا حاسمًا وفوريًّا بكافة الأشكال لوقف الجرائم المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، وحمايتهم من خطر الإبادة الجماعية”.

قنابل إنارة أطلقها الاحتلال في خان يونس- تصوير القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    إجرام صهيوني جبان غادر ظالم حاقد بغطاء أمريكي وغربي ظالم حاقد سارق لأرض فلسطين 😏☝️🔥🐒🚀🐒🚀🐒🚀🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية