تكلم في المهد صبيا

لا أذكر أنني صرخت كالبشر الضعفاء
بل تكلمت في المهد صبيا ككل الأنبياء الذين
لم يحالفهم الحظ مع وحي السماء
على يميني ملاك صغير يدون في مذكرته اسمي، قدري، لغتي، وحتى
أخطائي التي لم أرتكبها بعد
وعلى يساري أنظر إلى وجه فأبتسم
لا أدري أين رأيته؟

في الجزء الفارغ مني يراقب الله أصابعي العشرة
فينفخ فيها فتشتعل بالضياء
لكن لا أذكر أنني لمحت امرأة ترقص
أو رجلا يرفع كفيه شاكرا كما كانت تفعل
نجمة على يساري عادة
في الهناك أنصت إلى صراخ الأحياء المتعبين أدرك أنني
على الأرض حيث
يتوسد الأغلب الزجاجات الفارغة
والأغلب يعبث بالأرواح فيحولها إلى حساء ساخن
للدببة في الجزء الأبيض من الأرض
الباردة
هكذا كانت تصلني الأخبار عبر أثير الحبل السري كما يجيء
الهواء والماء وبعض
الأوبئة
أنسى العالم وما أراه
يعود الجمع أدراجهم باردي الملامح كالموت الذي
يزاحم الحروب
الكثيرة
غير عابئين بصراخ الشوارع الموبوءة بالنأمات الحزينة
غير مكترثين بظلال عند الممر
مذبوحة
في الليل اختلط الموت بالحياة في الممرات
أنا وهي المهمشان
الوحيدان نعقد أحلافا ضد جواسيس الغد
وضد دخان الحرائق والصداقة
الزائفة
لا تستسلم للوجع
لا أستسلم للدمع
نسهر معا حالمين تحت ضوء شارد
هي بالسند
وأنا بالقصيده

٭ شاعر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سليمان محمد تهراست:

    شكرا للعظماء في القدس العربي

اشترك في قائمتنا البريدية