بيروت – «القدس العربي»: رغبة منه بدعم قيم الانفتاح والتعددية وحرية التعبير، أعاد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري وممثل المنظمة الدولية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ليفون أميرجانيان إطلاق نشرة أخبار «تلفزيون لبنان» باللغة الفرنسية التي توقفت منذ عام 2001.
وشدد الوزير المكاري في مؤتمر صحافي مشترك خصص لإعادة إطلاق النشرة الإخبارية الفرنسية في استوديوهات «تلفزيون لبنان» تلة الخياط في الثالث والعشرين من كانون الثاني/يناير الحالي بحضور شخصيات دبلوماسية وإعلامية «على أهمية الفرنكوفونية في وسائل إعلام القطاع العام»، مؤكداً «أن اللغة الفرنسية ليست مجرد لغة، إنها ثقافة وتاريخ وتراث مشترك، وتتيح لنا في إطار هذه الأخبار الفرصة لنقل صوت لبناني قوي ومميز إلى الساحة الدولية مع البقاء مخلصين لجذورنا وثقافتنا وهويتنا. إلا أن هذا الحلم لم يكن ليتحقق من دون شركاء نتشارك معهم الرؤية نفسها والقيم نفسها. لذا، بالنيابة عن فريق تلفزيون لبنان بأكمله والجمهور اللبناني الناطق بالفرنسية، أود أن أعرب عن خالص امتناني للمنظمة الدولية للفرنكوفونية وممثلها في بيروت، السيد ليفون أميرجانيان، على دعمهم الثابت. وثقتهم التي سمحت لنا بتحقيق هذا الحلم. شكرًا أيضًا لفريق REPMO على تعاونهم الذي لا يقدر بثمن في نجاح هذا المشروع، ولوكالة الصحافة الفرنسية والأجندة الثقافية».
وإذ رحب مكاري بالحضور في استوديوهات «تلفزيون لبنان» أول قناة تلفزيونية في الشرق الأوسط، والشاهدة الوحيدة على العصر الذهبي للبنان ومهرجان بعلبك الأول عام 1956 وفي بيت الفنانين اللبنانيين الكبار، فيروز، زكي ناصيف، وديع الصافي والإخوة رحباني، أعلن أنه « لشرف كبير وفخر كبير أن نلتقي اليوم، غداة فصل جديد من تاريخ لبنان، للاحتفال بإعادة إطلاق أخبارنا التلفزيونية باللغة الفرنسية، بعد مرور 24 عاماً على توقف برامج القناة 9 التي يرتبط اسمها بعملاق الإعلام الفرنكوفوني جان كلود بولس».
وأضاف «لطالما كانت وزارة الإعلام ومؤسساتها الإعلامية مفعمة بالامتنان للدعم اللامتناهي من شركائها الفرنكوفونيين، وفي مقدمتهم السفارة الفرنسية، لمشاريعهم سواء على مستوى دعم الإذاعة اللبنانية، وتلفزيون لبنان، والوكالة الوطنية للاعلام ولمشروع رقمنة والحفاظ على الأرشيف السمعي والبصري».
أما ممثل المنظمة الفرنكوفونية اميرجانيان فثمن دور الإعلاميين في نقل القيم الأساسية للفرنكفونية، وقال: «منذ افتتاح مكتبنا في بيروت، بدا لنا من الضروري النظر بقطاع الإعلام الفرنكوفوني، في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها كل المؤسسات بما في ذلك وسائل الإعلام». ولفت إلى «ان عدد الناطقين بالفرنسية يستمر بالنمو في شكل ملحوظ، ومن المتوقع أن يصل إلى 600 مليون نسمة في حلول عام 2050. ويُعد الترويج للغة الفرنسية وتعزيزها أمرًا ضروريًا لتوطيد الروابط بين الدول والحكومات الناطقة بالفرنسية والسماح لسكانها من الاستفادة الكاملة من العولمة التي تتميز بالحركة الثقافية العابرة للحدود وبالتحديات التعليمية العالمية». وتحدثت المستشارة الفرنكوفونية للوزير المكاري إليسار نداف عن ظروف توقف النشرة باللغة الفرنسية وعن الأمل والالتزام بعودتها.