تل أبيب تحت صدمة “الهدهد” وصواريخ حزب الله المضادة للطائرات تجبرها على الانسحاب

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت- “القدس العربي”: بقيت إسرائيل تحت صدمة “الهدهد” التي كشفت قاعدة “رامات دافيد” الجوية والتي تمثل عموداً فقرياً للجيش الإسرائيلي في الهجوم والدفاع. وقد مثّل هذا المتغير تطوراً نوعياً في قدرات حزب الله المعلوماتية والعملياتية على الردع والرد والتعطيل لأهم سلاح في جيش الاحتلال، وليس فقط القدرة على استهداف المستوطنات والقواعد العسكرية والمنشآت الصناعية.

وقد واصل حزب الله الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل الآمنة وخصوصاً الاعتداء الذي طال بلدة ‏كفرحمام، فاستهدف بحسب بيان “مبنى يستخدمه جنود ‏العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة”، كما استهدف “مباني يستخدمها جنود العدو في شتولا والتجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا ما أدى إلى تدميرها، إضافة إلى مهاجمة موقع حانيتا بقذائف المدفعية”.

وأعلن الحزب “أن مجاهدي ‏‏‌‏المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي أطلقوا صواريخ مضادة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود‏ اللبنانية مع فلسطين المحتلة”.

وأشار في بيان آخر إلى أنه “بعد ‏مراقبة ومتابعة لحركة العدو في موقع المالكية، وعند رصد دخول آليات عسكرية إلى الموقع ‏استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأصابوها ‏إصابة مباشرة”.‏

الاعتداءات الإسرائيلية

من جهته، أعلن جيش الاحتلال “أن الدفاعات الجوية اعترضت مسيّرتين أطلقتا من لبنان إحداهما قبالة شواطئ نهاريا. وكتب المتحدث أفيخاي أدرعي عبر “اكس”: “طائرات حربية أغارت خلال ساعات الليلة الماضية على بنى لحزب الله في العديسة وميس الجبل وشيحين. كما تم استهداف مبان عسكرية لحزب الله في منطقة الخيام”.

إلى ذلك، أغارت مسيّرة على محيط جبانة بلدة رب ثلاثين، متسببة بسقوط شهيد وعدد من الجرحى. وقد نعى حزب الله “الشهيد المجاهد عبدالله محمد فقيه “عابس” مواليد عام 2000 من بلدة رب ثلاثين”.

ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه على اطراف بلدة كفرشوبا، وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف البلدة لمنع عناصر الدفاع المدني من إخماد الحريق الذي أشعله القصف على المنطقة. وتعرضت منطقة النقعة عند أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي، مما أدى إلى اندلاع حرائق في المنطقة. وطال القصف المدفعي والفوسفوري المتقطع أطراف حانين والأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل وسجل اندلاع حرائق عدة فيما كانت النيران مشتعلة في الاحراج والمنازل في مستعمرة المنارة قبالة البلدة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية “إن الجيش أبلغ القيادة السياسية اكتمال الاستعدادات لمناورة برية كبيرة في لبنان”، ولفتت إلى “أن الجيش يستعد قبل المناورة البرية في لبنان لتنفيذ عمليات جوية قوية”. وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي من الحدود مع لبنان “مستعدون للحرب، سنواجه “العدو” وستكون هناك مفاجآت”.

“الوفاء للمقاومة”

في المواقف، دانت كتلة “الوفاء للمقاومة” في اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد “سياسة الإدارة الأمريكية الداعمة للإرهاب والتي تشكل مصدر خطر دائم على العدالة والقيم الإنسانية والحقوقية للشعوب رغم كل ما تدعيه نفاقاً وكذباً حول حماية ما تسميه الديموقراطية وحقوق الإنسان”، كما دانت “إستخدام منبر الكونغرس الأمريكي كمنصة لرعاية ودعم الإرهاب الصهيوني والدعاية لسياساته الإجرامية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني من أجل ترحيله واحتلال أرضه في غزة والعمل على استيطانها عنوة وبالقوة من قبل الصهاينة المستوطنين”.

وشددت الكتلة في بيانها على “أن الأكاذيب المتلبسة الأمريكية والصهيونية لم تخدع ولن تخدع شعوبنا المناهضة للاحتلال والهيمنة والطامحة للتحرر والاستقرار، بل ستشكل دوماً محفز مواجهة دائمة ومقاومة لا تهدأ ضد المحتلين والطغاة”، مشيرة إلى “أن كل جرائم الإبادة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق غزة وأهلها، فضلاً عن العنف والتدمير المفرطين اللذين استخدمهما ضد الناس والأبنية على اختلاف استخداماتها، لم تمكنه من تحقيق ما يحلم به من سحق لإرادة المقاومة والقضاء على بنيتها وقطع الطريق أمام مواصلة نهجها. ورغم مضي عشرة أشهر تقريباً على العدوان الاسرائيلي الوحشي، فإن أي بصيص لانتصار لم يستطع العدو الصهيوني أن ينجزه أو يدعيه، في حين باتت القضية الفلسطينية هي القضية ذات الاهتمام المتقدم لدى مختلف الشعوب والدول وبات الكيان الصهيوني يمثل صورة النموذج المنبوذ والمدان في العالم, فيما يتأكد للجميع أن مواصلة الصهاينة لحربهم العدوانية على غزة، لن تحقق إلا المزيد من مخاطر التوسع والتهديد للأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأضافت الكتلة ” إن لبنان بما يتهدده من مخاطر وأضرار جراء استمرار العدوان على غزة والضفة وبقية الأراضي الفلسطينية معني بمواصلة جهوزيته وتضامنه مع المعتدى عليهم من شعبنا في فلسطين، وذلك بهدف الضغط من أجل وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنية التي هي في عين استهداف العدو الصهيوني. وإن الرهانات المعقودة على التوصل إلى صيغة مقبولة لوقف الحرب وإنهاء العدوان على غزة، ينبغي أن تبقى واقعية من دون مبالغات”.

ووجهت الكتلة تحية “للوقفة الأخوية الجهادية المسؤولة التي يقفها كل الإخوة المجاهدين في محور المقاومة ولا سيما تلك التي يقفها الشعب اليمني العربي الأصيل وقادته الشجعان”. وأدانت “العدوان الصهيوني على اليمن ومنشآته المدنية”، ورأت فيه “هروباً إلى الأمام وتوغلاً في مأزق العدوان الفاشل”، مجددة “وقوفها وتضامنها مع الشعب اليمني الحر والشريف”.

سعيد عند الجميل

في المقابل، وفي إطار المساعي لتوحيد جهود المعارضة، زار رئيس “لقاء سيدة الجبل” فارس سعيد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا حيث تم التأكيد على خطورة الواقع الحالي. واعتبر الجميل “أن الأولوية هي لإنقاذ لبنان”، مبدياً “تخوفه من التطورات في المنطقة والاحتمالات بأن تتدهور الأمور خارج السيطرة فيدفع لبنان واللبنانيون وأهل الجنوب وكل المناطق اللبنانية الثمن مرة جديدة لمغامرة لا تهدف سوى لخدمة مصالح إيران في المنطقة”. ورأى “أن المعركة لبنانية وطنية عابرة للمناطق والطوائف وان إيهام الناس بأن ما نعيشه هو مشكلة طائفية هو ما يريده حزب الله الذي يسعى إلى تقسيم اللبنانيين ليرتاح ويكون الأقوى”، مؤكداً “ان اجتماع اللبنانيين على فكرة السيادة واستعادة القرار هو الأمر الوحيد الذي يقيم توازناً مع حزب الله وينقذ لبنان”، مذكّراً “ان معركة الاستقلال الأولى لم تحصل لو لم يجتمع اللبنانيون وكذلك الاستقلال الثاني في 14 آذار/مارس، والأمر مماثل في الاستقلال الثالث على أن نعود فور انتهاء تحرير القرار إلى التعددية السياسية وإلى الهموم الأخرى من تطوير النظام السياسي والآليات الدستورية إلى الأمور الاقتصادية والتطور والازدهار وغيرها”.

بدوره، قال سعيد “تشرفت باللقاء بعد مدة طويلة وأمام خطورة الأوضاع التي يعاني منها لبنان والمنطقة وخاصة بعد متابعة الأحداث الأخيرة وكلام نتانياهو والموقع الخطير للبنان الذي وضع البلد في عين العاصفة في المنطقة”. وأضاف: “لمست وعياً كبيراً لدى رئيس الكتائب حول خطورة الوضع وأن الأولوية الأولى اليوم هي انقاذ لبنان”، لافتاً إلى “ان حزب الله يريد أن يؤمن مصلحة إيران في المنطقة، ومن عليه تأمين مصلحة لبنان هم المؤتمنون عليه كالنائب الجميّل. وهؤلاء عليهم تحديد المصلحة اللبنانية وأهمها إنقاذ لبنان من عين العاصفة والمغامرات المقبلة ورفع يد إيران”.

تراجع السياحة

في تداعيات المواجهات الجنوبية، اعتبر رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر أن “ما تنشره الوسائل الإعلامية كافة في لبنان والعالم عن احتمال حصول هجوم وشيك على لبنان وضربة لمطار بيروت إضافة للأخبار السلبية التي تتناقلها مواقع التواصل الإجتماعي، هي بمثابة حرب إعلامية أدّت إلى إبعاد السياح عن لبنان”. وأوضح في بيان “كما القطاع السياحي كذلك الشعب اللبناني وضعا كل إمكانياتهما المتوفرة وقررا تحدّي ظروف الحرب والموت والدمار ونظّما حفلات في كل القرى والمناطق والمؤسسات، لكن لغاية الآن النتائج في القطاع السياحي غير مرضية وهي سلبية نسبة لما كان متوقعاً”، مشيراً في هذا الإطار، إلى “أن الحركة الإيجابية التي يشهدها مطار بيروت الدولي لم تترجم في القطاع السياحي”. وكشف “أن الأرقام أظهرت أن مداخيل المؤسسات المطعمية تراجعت 40% مقارنة مع العام الماضي، أما مداخيل الفنادق فسجلت تراجعاً وصل إلى 60%”، مشيراً إلى “أن هذه الأرقام هي المعدل الوسطي لتشغيل هذين القطاعين في مختلف المناطق اللبنانية، وليس في منطقة محددة، حيث يمكن أن تكون النسبة أقل أو أكبر، بحسب كل منطقة”. وأكد الأشقر “أن زبائن المطاعم اليوم هم من اللبنانيين الذين يمارسون السياحة الداخلية وبعض العراقيين الذين يأتون بأعداد أكثر من غيرهم، لا سيما بعدما انخفضت نسبة مجيء الأردنيين إلى لبنان بسبب التحذيرات الموجهة من حكومتهم بعدم المجيء إلى لبنان، وكذلك المصريين بسبب الكابيتال كونترول في بلادهم، علماً أن كل بلاد الغرب نصحت رعاياها بعدم المجيء إلى لبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ليت أحرار حزب الله اللبناني يفعلونها ويدكون تل أبيب يا حبيب ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🐖🚀

اشترك في قائمتنا البريدية