تواصل الحرب في بريطانيا على “بي بي سي” ومطالب بالتحقيق في فيلم عن غزة وحذفه من “آي بليير”

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

قررت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إجراء تغيير في فيلم وثائقي عن الوضع الرهيب في غزة، بعد احتجاج من جماعات يهودية ومؤيدة لإسرائيل على الشخصية الرئيسية في الفيلم والرواي له “عبد الله”.

وعنوان الفيلم الذي عرض يوم الاثنين هو”غزة: كيف تنجو في محور حرب”، وقدم حكايات أطفال ومحاولتهم النجاة وسط الدمار والقصف والموت المحيط بهم، وكيف حاولوا التمسك بالأمل والفرحة وسط كل الرعب الذي خلقه الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وحاولت الجماعات المؤيدة لإسرائيل في بريطانيا ومعها الإعلام، التركيز على عبد الله (13 عاما) والذي كان يتحدث بلغة إنكليزية فصيحة.

وقالوا إن “بي بي سي” خدعت المشاهدين عندما لم تكشف عن هوية الرواي عبد الله اليازوري الحقيقية، وهي أن والده عمل مع حكومة حماس في غزة. ودعت هذه الجماعات “بي بي سي” إلى حذف الفيلم من خدمة “آي بليير” التي تتيح مشاهدة برامجها لوقت طويل، بناء على أن والد عبد الله هو أيمن اليازوري، الذي عمل نائبا لوزير الزراعة في حكومة حماس التي أدارت القطاع قبل الحرب.

وبررت الهيئة أنها لم تعرف عن علاقة الراوي بالعائلة إلا بعد بث الفيلم يوم الاثنين على قناة “بي بي سي2”. ولهذا قررت أن تضيف نصا إلى الفيلم وجاء فيه: “راوي الفيلم عبد الله البالغ من العمر 13 عاما، عمل والده كنائب لوزير الزراعة في الحكومة التي أدارتها حماس في عزة”.

وكان فريق التحرير متحكما بالتصوير مع عبد الله. وجاء القرار بعدما كشف عن العلاقة باحث في معاداة السامية، اسمه ديفيد كولير، يوم الثلاثاء ونشر في صحيفة “جويش كرونيكل”.

وقالت وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي، إنها ستبحث الفيلم الوثائقي مع بي بي سي: “لقد شاهدته ليلة أمس، وهو أمر سأبحثه معهم، وبخاصة الطريقة التي تحققوا وتعاونوا فيها مع الأشخاص الذين ظهروا في البرنامج”، حسبما قالت لإذاعة أل بي سي يوم الخميس. وأضافت: “هذه الأمور صعبة، وعلي الاعتراف بأن بي بي سي تمارس الحذر أكثر من أي محطة أخرى، وقد هوجموا باعتبارهم مؤيدين لغزة وهوجموا باعتبارهم معادين لغزة”.

وتقول صحيفة “الغارديان” في تقرير أعدته دونا فيرغسون، إن مجموعة من 45 صحافيا يهوديا وعاملين في الإعلام بمن فيهم موظف سابق في بي بي سي، وقّعوا على رسالة أرسلت إلى مدير بي بي سي، تيم ديفي، طالبوا فيها بحذف الفيلم من خدمة أي بليير، وتساءلوا إن كان الفيلم قد خرق قواعد البث بحسب ما تقررها مؤسسة الرقابة على الإعلام “أوفكوم”.

وضمت قائمة الموقّعين مديرة بي بي سي السابقة روث ديتسش، والممثلة تريسي- أن أوبرمان، ونيل بلير، وداني كوهين، المسؤول السابق في بي بي سي، والموظفة السابقة في أي تي في، كلوديا روزينكرانتز.

وجاء في الرسالة: “نظرا لخطورة هذه المخاوف، يجب على بي بي سي تأجيل إعادة بث البرنامج على الفور، وإزالة البرنامج من “أي بليير” وحذف أي مقاطع من البرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتم إجراء تحقيق مستقل ونشر نتائجه بشفافية كاملة لدافعي رسوم رخصة التلفزيون”.

وأضافوا: “هل تستطيع هيئة بي بي سي أن تؤكد أنها ستتخذ هذا الإجراء؟”.

وتم إرسال نسخة من الرسالة إلى مسؤولة المحتوى في الهيئة، شارلوت مور وإلى مسؤولة الأخبار ديبورا تيرنيس، وسألت إن كان بي بي سي تعرف أن عبد الله “الراوي والمساهم الرئيسي للفيلم الوثائقي” هو “نجل  زعيم بارز في حماس، الجماعة المصنفة كإرهابية”.

وتتساءل الرسالة: “إذا كانت بي بي سي على علم بأن عبد الله اليازوري هو ابن زعيم إرهابي، فلماذا لم يتم الكشف عن ذلك للجمهور أثناء البرنامج؟ وإذا لم تكن بي بي سي على علم بأن عبد الله اليازوري هو ابن زعيم إرهابي، فما هي عمليات التحقق الجادة التي أجريت ولماذا فشلت؟”.

كما تساءل الموقعون عما إذا كان والدا عبد الله قد وقّعا على إذن يسمح له بالظهور، وما إذا كان أي من أعضاء حماس قد حصل على أموال مقابل الفيلم وما إذا كان الفيلم يتطلب إذنا من حماس. كما أثاروا مخاوف بشأن العناية الواجبة وإخبار المشاهدين.

وفي بيانها قالت بي بي سي: “لقد وعدنا مشاهدينا بالالتزام بأعلى معايير الشفافية، لذا فمن الصواب أن نضيف بعض التفاصيل الإضافية إلى الفيلم قبل إعادة بثه نتيجة لهذه المعلومات الجديدة. ونحن نعتذر عن حذف هذه التفاصيل من الفيلم الأصلي”.

وجاء في البيان أن بي بي سي التزمت بكل معايير إنتاج الفيلم الوثائقي، و”لكن لم يتم إبلاغنا بهذه المعلومات من قبل المنتجين المستقلين عندما قررنا بث النسخة النهائية من الفيلم”.

وأنتجت الفيلم شركة “هويو فيلمز” للأفلام الوثائقية، والتي أنتجت سابقا فيلم “أوكرانيا: العدو في الغابة” لصالح “بي بي سي” وصور الحرب على أوكرانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    إنها حرب صليبية صهيونية قذرة بامتياز تشنها عصابة الحلف الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي يعيث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🌪️🐂🐒🌪️

اشترك في قائمتنا البريدية