تونس – «القدس العربي»: واصل رئيس الهيئة السياسية لحزب الأمل، أحمد نجيب الشابي، مشاوراته مع بقية الأطراف في المعارضة لتشكيل جبهة الخلاص الوطني، فيما وجّه الرئيس قيس سعيّد انتقادات حادة لقادة المعارضة الذين شبههم بـ”الأوس والخزرج” الساعين لتشكل حكومة إنقاذ وطني، مشيراً إلى أن من يسعى لتشكيل حكومة موازية عليه مغادرة البلاد.
والتقى الشابي عدداً من قادة الحزب الجمهوري (الذي أسسه الشابي سابقه قبل مغادرته) وناقش معهم مبادرته السياسية لتشكيل جبهة خلاص وطني، و”تم تبادل الرأي حول شروط إنجاح هذه المبادرة، واتفق الطرفان على الإبقاء على التشاور والتنسيق مفتوحاً”، وفق بلاغ للحزب الجمهوري.
كما ناقش مع وفد من حراك “توانسة من أجل الدّيمقراطيّة”، أبرزهم الوزير السابق عبد اللطيف المكّي والنائبان السابقان آمال عزّوز وسمير ديلو “توحيد الكفاح الميداني وإعداد برنامج الإنقاذ والدّفع إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني دون توان ولا إقصاء. وقد تمّ تجديد التّرحيب بهذه المبادرة واستعدادهم للعمل على إنجاح كلّ التّحرّكات الميدانيّة والمبادرات السّياسيّة الرّامية إلى استعادة الشّرعيّة الدّستوريّة ومواجهة الحكم الفردي”، وفق ما أكد الشابي على صفحته في موقع فيسبوك.
علّق النائب في البرلمان المُنحلّ، الصافي سعيد، على مبادرة جبهة الخلاص، بالقول: “لو كنت رئيساً للجمهورية لكلّفت أحمد نجيب الشابي بتشكيل حكومة جديدة تقود تونس نحو مخرج”.
وأضاف في تصريح إذاعي: “رئيس الجمهورية رفض كل المبادرات التي قُدمت له. وكل من يقترح مبادرة يقع اتهامه بالعمالة وتتم شيطنته”. ويقترح الشابي في مبادرته تكوين جبهة خلاص وطني تنتهي بحكومة إنقاذ وطني وانتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها.
وكانت حركة النهضة أشادت في وقت سابق بمبادرة الشابي، وأكدت دعمها لـ”كل توجّه يوحّد جهود التصدي للانقلاب ويقدم بدائل وحلولاً لإخراج البلاد من أزماتها المتعددة”.
كما تبنّى رئيس البرلمان المنحلّ، راشد الغنوشي، مبادرة الشابي التي اعتبر أنها ستسهم في “الخروج بتونس من أزمتها المركّبة والمتراكمة”.
وتحت عنوان “تشكيل حكومة انقاذ مطلب وطني”، كتب رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة: “تونس تهددها مخاطر الإفلاس والمجاعة، وإذا لم نتحمل مسؤولياتنا في ذلك، فسنغرق جميعاً. حكومة جديدة ببرنامج إنقاذ اقتصادي وبتدخلات سريعة لتلافي بعض المنزلقات في ثلاثة مستويات رئيسية: بداية، استعادة التوازنات المالية من خلال اتخاذ إجراءات إصلاحية وتعديل الميزان التجاري وتعبئة الموارد الداخلية والخارجية”. وأضاف: “وإنعاش الحركة الاقتصادية برفع المكبلات الإدارية وتحسين المقدرة الشرائية ودعم التصدير وتسهيل خطوط تمويل للمؤسسات. والسيطرة على التضخّم بدعم الإنتاج الوطني وتنظيم عمليات الاستيراد والتشجيع على استجلاب العملة الصعبة. على أن تحظى هذه الحكومة بدعم واسع سياسي واجتماعي وشعبي حتى تتفرغ لمهامها الرئيسية، وتكون قادرة على اتخاذ الإجراءات الشجاعة الكفيلة بإخراجنا من الأزمة”.
وكتب النائب السابق محمد القوماني: “بيان 9 أفريل (نيسان) للأستاذ الشابي من أجل جبهة الخلاص الوطني لم يكن مفاجئاً في مضمونه، بل جاء مكثّفاً لمعان ومقترحات يجري الحديث بشأنها منذ مدة غير قصيرة، ويبدو حولها توافق عريض. وهذه إحدى نقاط قوة المبادرة التي تكسبها حظوظاً للنجاح، فهي مبادرة محكومة برهانات وطنية وغير منحازة لأيّ طرف ولا تقصي أحداً، فضلاً عن أنّها أُعدّت على نار هادئة كما يقال، واستغرقت الوقت اللازم لها”.
وأضاف على موقع فيسبوك: “كما تأتي المبادرة في اللحظة السياسية المناسبة بعد وضوح المشهد السياسي الوطني وتعاظم المخاطر الجمّة التي لم تعد قابلة للمزيد، وتأكّد التغيير الذي دقّت ساعته. وهذا عنصر إضافي لصالح المبادرة التي تلبي حاجة ملحّة في الواقع وتملأ فراغاً واضحاً في الساحة، بما يعطيها حظوظاً أكبر للنجاح. ويبقى صاحب المبادرة الأستاذ أحمد نجيب الشابي، نقطة قوة وضمانة للمبادرة بما يعطيها مصداقية ومقبولية وفرصاً إضافية للنجاح”.
وشن الرئيس قيس سعيد هجوماً جديداً على المعارضة، مشيراً إلى أن “هناك من يعتكفون في الشقق لا في المساجد، ويتحدثون عن إنقاذ تونس، في حين أن تونس تريد إنقاذ نفسها منهم”، في إشارة إلى مبادرة الشابي.
وقال خلال مشاركته مأدبة إفطار للحرس الوطني مساء الأربعاء: “من الأفضل لهم أن يعتكفوا في المساجد أو في بيوتهم خلال العشر الأواخر من رمضان”.
وتابع بقوله: “كانوا خصماء الدهر كالأوس والخزرج، وصاروا اليوم حلفاء، لكن ذاكرة التونسيين ليست قصيرة”.
وأشار إلى أن “من أراد أن يزرع بذور الفتنة، ومن أراد أن يعلن حكومة موازية أو برلماناً في المنفي، فليلتحق بالمنفى وينسى البرلمان”.
سعيد أمامه حلول منطقية تعيد إلى تونس مكانتها بين الدول والمنظمات الدولية. لقد فقدت تونس كثيرا من قيمتها وخف وزنها في السنوات الثلاث لحكم سعيد. الشابي يمده بعصا النجاة فان لم يمسك بها فسوف يهوى في بئر سحيق. الحل هو أن يكلف الشابي بتشكيل حكومة انقاذ ويتراجع عن مراسيمه اللاقيمة لها. وسوف تتحرك تونس بإذن الله الى الامام بدل تراجعها المستمر خلال السنوات الماضية ويكون سعيد قد اسدى اجل الخدمات الى تونس وشعبها.