تونس – «القدس العربي»: دعت تونس لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، كما أعربت عن رفضها لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ سكان القطاع.
وألقى طارق الأدب، المندوب الدائم لتونس لدى الأمم المتحدة، بياناً خلال اجتماع الجمعية العامة الأممية، أشاد فيه بـ”مواقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إزاء الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتّلة وجهوده المتواصلة ودعواته المتكرّرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ومنع التهجير القسري للفلسطينيين”، وفق بيان نشرته البعثة الدائمة لتونس لدى الأمم المتحدة.
ودعا الأدب، الذي تترأس بلاده حالياً المجموعة العربية في الأمم المتحدة، في بيان الأربعاء، إلى “وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة توفير الحماية للفلسطينيين وتسريع دخول وإيصال المساعدات الإنسانية دون إعاقة إلى القطاع”.
كما أعرب عن رفض المجموعة العربية القاطع لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضدّ سكان قطاع غزة وفي باقي الأرض الفلسطينية المحتلة، ولأيّة محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم. وشدّد على “دعم المجموعة العربية للعمل متعدّد الأطراف وللنهج الإصلاحي لمنظمة الأمم المتّحدة الذي يهدف لمزيد من تفعيل دورها وإضفاء مزيد من النجاعة على أدائها”.
وأعرب عن “التقدير لمواقف الأمين العام وجهوده لدعم السلم والأمن الدوليين في العالم ودفع مسارات تحقيق التنمية المستدامة وإيجاد حلول ناجعة للأزمات القائمة وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات الماثلة لاسيّما تأثيرات التغيّرات المناخية وتمويل التنمية وأوضاع اللاجئين والمهجّرين قسريا ودعم حقوق الإنسان وتوفير المساعدات الإنسانية، ومكافحة الفقر، وجسر الهوّة الرقمية، وإصلاح المنظومة المالية الدولية وعدم ترك أي أحد يتخلف عن الركب”.
وكتب المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة: “بعد برهة من الزمن، قد تكون أياماً أو أسابيع دون أن تصل إلى أشهر، يكون الكبار وصناع التاريخ قد أعلنوا انتصار 7 أكتوبر (تشرين الأول) ناجزاً دون أن يتمكن العدو من إزالة آثاره. وسيكون نصر المقاومة وحدها لا شريك لها إلا أهلها ودماء شهدائها وعظمة عقول مقاتليها وعبقرية مهندسيها على أرض غزة هاشم ورفاق الإسناد وشركاء الدم في المحور/ الجبهة/ الساحات، منذ تشكله في تسعينيات قرن مضى نواة عهد مسؤول ذات شتاء في مرج الزهور بين القادة المنفيين والقادة المسندين”.
وأضاف: “حين تنتصر غزة بعد برهة من زمن، سيكون ذلك إطلاقاً للمعركة الكبيرة في تفاوض الناس والعالمين من أجل بناء عالم جديد بقيادة مقاومة أرض الرباط، تنجز منذ عقود حربها مع الفراعنة والشياطين بهدي القرآن، أول نصوص الديكولونيالية وتحرير الإنسان من ربقة العجل السامري (…) وستبدأ معركة التفاوض الكوني بقيادة جبهة تحرير الإنسان من إقليمها، القاعدة غزة وعواصمها الرديفة من صنعاء إلى بيروت وبغداد ودمشق، من أجل ترتيب العالم في مواجهة كهنة السامري وقتلة الأنبياء، لتكون هذه الأمة وسطاً شاهداً وشهيداً على العالمين”.
وتابع بالقول: “حين تنتصر غزة وتبدأ رحلة الأحرار في معركة ترتيب العالم، ولن نكون فيها نحن ما لم نكفر عن أربعة أشهر قضيناها في تيه الخذلان من فرط ما ترسخ فينا عقوداً من “إسرائيليات” مسيلمة اليمامة وسجاحها، وما لم نبادر سريعاً بكل أطيافنا لكتابة نصوص الخجل والتوبة عن تحريف الكلم عن مواضعه منذ سنين، وما لم نكتب نصوصنا الكبيرة لنلحق بالقافلة قبل أن نكتب من أعرابها المخلفين أو نكون من كتبة أحاديث الإفك”.
وكتب المؤرخ عدنان منصر: “ربحت فلسطين اليمن، وربحت إسرائيل الإمارات. من كان يتوقع أن تربح فلسطين الإمارات مثلاً؟ لا أحد. لأن الناس لا يخطئون في مثل هذا القياس. ربحت فلسطين اليمن، واليمن في شبه الجزيرة كل شيء. هناك أشياء لا تعوضها ناطحات سحاب ولا أموال ولا سلاح، وهذه الأشياء تسمى تاريخاً وحضارة. الحضارة ليست ناطحات سحاب، هي تجذر في البيئة وقدرة على خلق ثقافة قادرة بذاتها على الاستمرار في الزمن. وأعتقد أن من سيربح بذلك في النهاية هي فلسطين وقضيتها وشعبها. هذه ليست خسارة، هذا على المستوى البعيد مكسب كبير”.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، تسبب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال.