ثلاث قصائد من فلسطين

حجم الخط
2

شرفةٌ للقصيدة

هذهِ شرفةٌ للقصيدةِ أم فسحةٌ للخواءْ؟
زقاقُ العناقِ الضروريِّ أم شاطئٌ قاحلٌ
نتنادى على كلِّ أشباهنا فيهِ
أو نتصادى مع الغرباءْ؟
هنا عابراتُ يمِّسدنَ شعرهنَّ على رجعِ موجِ الغناءْ
وندامى يمرُّونَ في الريحِ
أو يحرثونَ مدى البحرِ بحثاً عن اللا حقيقةِ والما وراءْ
القصيدةُ لن تصلحَ الذكرياتِ وما أفسدَ الدهرُ
من عرباتِ الليالي وأخيلةِ الشعراءْ
القصيدةُ قبضُ هوىً أو هواءْ
أنامُ لأنسى.. وأنسى لأكتبَ نثرَ الحنينِ
وشِعراً على الماءِ
أو أتشافى سريعاً من الصيفِ والشوقِ
كيما أغنِّي كجون كيتسَ: يا ليتني نجمةٌ في سماءْ

٭ ٭ ٭

دربُ العطر والليمون

أتذكَّرُ الولدَ الخجولَ
ونسوةً يرقصنَ في بهوِ الخريفِ
ورغبةَ الإيقاعِ، والحنَّاءَ، والقمرَ النحيلَ
أصابعَ الزيتونِ، دربَ العطرِ والليمونِ يفضي
للشموسِ الخضرِ في ليلِ الجليلْ
أتذكَّرُ الأعراسَ.. خفقَ الهالِ في كلِّ الجهاتِ الستِّ
والعطرَ الفرنسيَّ الثقيلْ
والريحَ في القمصانِ أو طعمَ الغبارِ
وجلوةَ امرأةِ النهارِ
وبحَّةَ الحادي وماءَ الحزنِ في عينيهِ والوجعَ النبيلْ
أتذكَّرُ العمرَ الجميلْ
ينسابُ من قلبي
ومن عينينِ حالمتينِ في أقصى المرايا..
والحنينَ المستحيلْ
أتذكرُّ الوادي.. جراحَ العشبِ والناياتِ
أحلى أغنياتِ القمحِ
رائحةَ الأنوثةِ في هبوبِ الصيفِ
والسهرَ الشتائيَّ الطويلْ

٭ ٭ ٭

في شهر آبَ

في شهرِ آبَ يحطُّ عصفورانِ فوقَ يدي فلا أقوى على رفعِ الضبابْ
ماذا سأكتبُ والقصيدةُ من حياةِ الناسِ تهربُ؟
هل سأكذبُ في ابتساماتي على نفسي أنا الرجلُ المضرَّجُ بالعذابْ؟
الناسُ مرضى الوهمِ.. والزمنُ انتهازيُّ الإشارةِ والعبارةِ
كيفَ أفلتُ من شراكِ الاستعارةِ؟
أو أزوِّجُ قبلةً لفمٍ وغيماً للترابْ؟
ماتَ الوحيدُ مساءَ يومِ السبتِ لكن لم يجدْ في الأرضِ من أحدٍ ليعثرَ في الصباحِ عليهِ، كانَ على مدى عينيهِ سربُ كواكبٍ ومجرَّةٌ عمياءُ قاحلةٌ وفي يدهِ كتابْ
ماتَ الوحيدُ وظلَّ أسبوعاً يجوبُ الكونَ أو أبدَ الظلامِ
ولم يجدْ قمراً شفيفَ الماءِ أو شجراً خفيفَ النومِ…
أغفتْ قطَّةٌ تركيَّةٌ فوقَ البيانو
واستمرَّتْ في الغناءِ حبيبةٌ لحبيبها: عضَّتْ أصابعكَ الصغيرةُ كالفراشةِ ما على جسدي وريحِ الليلِ من وردِ الغيابْ
في القلبِ عاصفةٌ من الأحلامِ.. تحتَ دمي نوافيرُ انهمارِ الضوءِ فوقَ الظلِّ.. لا.. لا شيءَ تحتَ الشمسِ يا امرأةً من النعناعِ والحنَّاءِ أينَ اليومَ من عينيكِ أهربُ؟
يا سليلةَ شهرزادَ وعطرِ آبْ
الناسُ غرقى لعنةِ فيسبوكِ
أو بحثِ النساءِ عن السعادةِ والرجالِ عن السرابْ

شاعر فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ساهر العاني - العراق المنتهَك:

    شعر جميل وموزون ومتوازن ،، لكنه في حقيقة الأمر لم يخرج عن التأثير الدرويشي الطاغي

  2. يقول لبنى شعث - فلسطينية مغتربة:

    تحية عطرة للأخ الشاعر نمر السعدي على الرغم من انشدادي العاطفي اللافت إلى سياق العبارات الشعرية في قصائده المتميزة هذه إلا أني أشعر وكأنني أقرأ شعر المرحوم محمود درويش قلبا وقالبا وخاصة شعره في سبعينات وثمانينات القرن الماضي

اشترك في قائمتنا البريدية