ثلثا فلسطينيي الداخل في الجامعات الإسرائيلية طالبات ونسبة الطلاق بين اليهود والعرب شبه متساوية

حجم الخط
0

الناصرة ـ “القدس العربي”: كشف تقرير لمركز أبحاث إسرائيلي يعنى بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية، عن تحولات ومعطيات خطيرة تتعلق بحياة العرب واليهود والزيادة الطبيعية لديهم، منوها لارتفاعها في ظل استشراء كورونا خلال العامين الأخيرين. والتقرير صادر عن مركز “طاوب”، وهو يقدم صورة عن إسرائيل بكل مجالات الحياة في كل سنة، ويرصد تحولات مهمة فيها في مجال السكان، والصحة والعمل والرفاه والتربية والتعليم وغيرها.
ويشير التقرير المطوّل لتسجيل حالات وفاة متزايدة خلال جولات انتشار وباء كورونا لدى الفئات العمرية المتقدمة خلال عام 2020 ولدى الفئات العمرية الأكثر شبابية في عام 2021 .
وحسب تقرير مركز “طاوب”، فقد كان عدد حالات الوفاة في إسرائيل جراء كورونا عام 2021 أكبر بـ 73 % من عدد حالات الوفاة في عام 2020 رغم حملات التطعيم المتتالية. أما في العام الحالي فقد ارتفع عدد حالات وفاة الشباب مقابل انخفاض عددها لدى أبناء الفئة العمرية 75 سنة فما فوق، بحيث يتساوى عدد الموتى في هذا العام لدى هذه الفئة.
وحسب التقرير وبشكل عام مات في إسرائيل في أول شهرين من العام الحالي 1930 شخصا مقابل 2400 في الفترة ذاتها في عام 2021 . وربما بسبب التطعيم المتوفر مبكرّا فقد كانت نسبة الموتى لدى الإسرائيليين جراء كورونا أقل من النسب التي كشف عنها في دول العالم طيلة فترة تفشي الجائحة.
وطبقا لتقرير “طاوب” فقد ارتفعت نسبة الزيادة الطبيعية لدى النساء اليهوديات في إسرائيل خلال فترة كورونا في العامين المنصرمين وكبح عملية تراجعها لدى النساء العربيات مقارنة مع سنوات ما قبل الجائحة.
ويشير التقرير الى أن معدل ولادات المرأة اليهودية في إسرائيل هو ضعف الولادات لدى النساء في دول “التنمية والتعاون “(دول “أو أي سي دي”) وهذا من مفاعيل الجائحة.

الهجرة اليهودية

وشهد عام 2021 ارتفاعا في تعداد المهاجرين اليهود من العالم إلى فلسطين، لا سيما من أوكرانيا وفرنسا: في عام 2021 هاجر للبلاد 26000 يهودي من العالم من بينهم أكبر عدد من المهاجرين الأمريكيين منذ عام 1973 بينما في عام 2020 تراجعت أعداد المهاجرين اليهود من العالم للبلاد في ظل استشراء جائحة كورونا، خاصة من جهة يهود روسيا وأوكرانيا، أما الحرب بينهما في مطلع العام الحالي فمن شأنها أن تجددّ هجرة اليهود.
وحسب هذا التقرير الإسرائيلي السنوي فإن العنف المتصاعد داخل المجتمع العربي في إسرائيل مصدره عدة عوامل منها ديمغرافية واقتصادية كزيادة عدد الشباب ممن لا يتعلمون ولا يعملون، وبالتالي حالة الانقطاع الاجتماعي عن بيئتهم. ويرى تقرير مركز “طاوب” أيضا أن ازدياد الهوة في الثقافة بين الرجال والنساء لصالحهن، وفقدان التوازن بين “سوق الزواج” هي مؤشرات مقلقة من شأنها أن تشارك في استمرار ظاهرة العنف المستشري في الشارع العربي داخل أراضي 48.
ويشير “طاوب” إلى ما تؤّكده مراكز أبحاث أخرى عربية ويهودية، من ارتفاع جرائم القتل في الشارع العربي مقابل انخفاضها لدى اليهود:80 % من مجمل حالات القتل في إسرائيل في الفترة 2020- 2021 وقعت داخل المجتمع العربي الذي يشكل ديمغرافيا 21% من السكان (المعطيات الإسرائيلية هذه تشمل أيضا مدينة القدس المحتلة بشطريها).
ويستذكر تقرير “طاوب” أنه في الفترة 2016-2021 تضاعف عدد جرائم القتل داخل المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، ويرى أن جزءا من تفسير الظاهرة مرتبط بازدياد عدد الشباب العرب (الفئة العمرية 18-22) ممن لا يتعلمون تعلما جامعيا ولا يعملون.
ويتوقع المركز فقدان التوازن داخل ما يسميه “سوق الزواج” في المجتمع العربي في أراضي 48 ، وعن ذلك يقول: حسب الخريطة الديمغرافية للعام 2026 وطيلة عقد ونصف العقد بعد ذلك من المتوقع أن تتسع فجوة كبيرة بين عدد الرجال وعدد النساء في عمر الزواج لدى العرب. ويرجح أن صعوبة إيجاد شريكة حياة داخل المجتمع العربي من شأنها تشكيل مصدر جديد لعدم الاستقرار الاجتماعي- السياسي، موضحا أن مرد ذلك هو ارتفاع كبير جدا بنسب النساء العربيات اللواتي ينهين التعليم الجامعي مقابل الرجال العرب. وعلى سبيل المثال يشير للعام 2021: شكلّت النساء العربيات نسبة 67 % من مجمل الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية الذين تعلموا اللقبين الأول والثالث وترتفع النسبة لتصل 74 % في الماجستير.
وينبه المركز الإسرائيلي أنه علاوة على النتائج الاجتماعية المشتهاة فإن الإقبال الهائل للنساء العربيات على الدراسة الجامعية من شأنه أن يؤدي لزيادة صعوبة إيجاد عروس ملائمة من قبل الشباب بسبب الهوة في الثقافة.
ويتطرق “طاوب” لنتائج سبق وكشف عنها تقرير للمحاكم الشرعية داخل أراضي 48 ويشير لارتفاع سريع في نسب الطلاق لدى الأزواج العرب:الزواج بات رويدا رويدا أقل استقرارا لدى العرب في إسرائيل إزاء ارتفاع حاد في نسب الطلاق.
وطبقا للمعطيات المتوفرة يتوقع مركز “طاوب” أن تكون نسبة طلاق لدى الأزواج العرب من المسلمين (80% من فلسطينيي الداخل مسلمون والبقية تتوزع مناصفة بين المسيحيين والدروز) في عام 2023 أكبر من نسبة الطلاق لدى الأزواج اليهود في البلاد.
ويشير التقرير إلى أن المنطقة الجنوبية من البلاد شهدت ارتفاعا في الزيادة الطبيعية أكثر من بقية المناطق، منوها أن الجنوب حافظ على سكانه ولم يختبر هجرة سلبية حيث الكثير من المهاجرين اليهود الجدد في هذه المنطقة هم معظمهم بالأصل من دول الاتحاد السوفيتي سابقا، وأغلبية القدامى منهم أكاديميون وهم راضون عن مستوى معيشتهم. وحسب تقرير “طاوب” فإن عدد سكان الجنوب ارتفع مقارنة مع بقية المناطق، فمنذ عام 2015 زاد بـ 25 -29 ألف نسمة، وهذا أكثر من معدل الزيادة الطبيعية في كل البلاد. ولدى المواطنين العرب في الجنوب بلغت نسبة الزيادة الطبيعية نحو 3.8% في السنة مقابل 1.8% لدى اليهود وذلك بسبب ظاهرة تعدد الزوجات والإنجاب الكثير لدى البدو في النقب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية