تونس- “القدس العربي”: أثار لقاء “غير معلن” بين المبعوث الخاص للرئيس الروسي والسفير التونسي في موسكو، جدلا على مواقع التواصل.
ونشرت وزارة الخارجية الروسية والسفارة الروسية في تونس خبرا عن لقاء جمع بين ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وطارق بن سالم سفير تونس في موسكو.
وأشارت إلى أن اللقاء تناول “زيادة التطوير التدريجي للعلاقات الودية التقليدية الروسية التونسية، بما في ذلك المجال التجاري والاقتصادي. وفي نفس الوقت تم التأكيد على أهمية سرعة استئناف التبادلات السياحية والثقافية المتوقفة بسبب جائحة كورونا. كما تم تبادل للآراء حول الوضع في شمال إفريقيا، وانصب التركيز على تعزيز تسوية الأزمة الليبية على أساس توافق آراء القوى السياسية والإقليمية الرائدة في ليبيا”.
ويأتي اللقاء بعد أيام من امتناع تونس عن التصويت لصالح قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهو ما اعتبره مراقبون “تغيرا” في موقف تونس التي سبق أن صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين “العدوان الروسي” على أوكرانيا.
وتساءل الخبير الأممي السابق عبد الوهاب الهاني “لماذا تكتمت الرِّئاسة والخارجية عن المقابلة بين الممثّل الخاص للرئيس بوتين للشرق الأوسط وإفريقيا وسفيرنا بموسكو “بناء على طلبه”؟”.
وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك “جميل أن يقوم سفيرنا بموسكو بمهامه الدِّبلوماسية للدِّفاع عن مصالح تونس ومقارباتنا وعقيدتنا الدبلوماسية. ولكن لماذا تتم المقابلة، وبطلب تونسي، في هذا الظرف بالذات الَّذي تشهد فيه روسيا عزلة دوليّة متصاعدة وإدانات متواترة من الأمم المتحدة والمجموعة الدولية بسبب حربها على أوكرانيا، وتتزامن مع اختتام زيارة بعثة البرلمان الأوروبي لتونس والبلاغ الختامي للبعثة الَّتي انتقدت مركزة السطات بيد رئيس الجمهوريّة وذكرت بتوازي وترابط الشرعية القانونية (الدستور) والمشروعية الشعبية (الشعب) لكل من رئيس الجمهورية والبرلمان؟”.
وتابع بقوله “وما هي علاقة هذه المقابلة، غير العاديَّة، وبطلب من تونس، بمساعي وزير خارجيَّة التَّدابير والمستشارين الهُواة في رئاسة الجمهوريَّة بدفع اندفاع رئيس الجمهوريَّة لفرض انقلاب روسي في السِّياسة الخارجيَّة التُّونسيَّة، منذ التَّصويت المُريب إلى جانب روسيا في مجلس الأمن بالامتناع عن التَّصويت على قرار التَّمديد لبعثة الأمم المُتَّحدة للاستفتاء في الصَّحراء الغربيَّة في خرق خطير للعقيدة الدِّيبلوماسيَّة التُّونسيَّة وللإجماع العربي والإفريقي والدُّولي والتَّلكُّؤ في إدانة الغزو الرًّوسي لأكرانيا قبل عودة الرُّشد الدبلوماسي والانضباط للعقيدة الدبلوماسيَّة التُّونسيَّة بفضل ضغوطات وأصوات الوطنيِّين داخل أجهزة الدَّولة خارجها؟”.
وكانت صفحات اجتماعية تداولت قبل أيام وثيقة مزعومة تتحدث عن رسالة من الرئيس سعيد (بخط يده) إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون يشكو فيها الضغط الأمريكي، ويوجه انتقادات لاذعة لواشنطن وصندوق النقد الدولي، كما يكشف عن تحالف جديد مع موسكو، التي تجمعها علاقات وثيقة بالجزائر.
صحيح ان لتونس ترابط اقتصادي محوري مع الغرب , خاصة السوق الأوربية التي نصدر لها تقريبا كل منتوجاتنا (80 بالمئة ) , لكن كانت دوما علاقتنا متوازنة مع كل دول العالم , بما في ذلك روسيا … ليس من المعقول ان تسرح الدولة بكل ما تقوم على الصعيد الدبلوماسي … الدبلوماسية مرادف للسرية..