جدل حول وكالات باريسية تعمل على تحسين صورة السعودية والإمارات

حجم الخط
2

باريس- “القدس العربي’’- آدم جابر:

كشفت مجلة “شالانج’’ الفرنسية أن عدداً من الوكالات الفرنسية تعمل منذ ثلاثة أعوام على تلميع وتحسين صورة الممكلة العربية السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان في فرنسا، وهي خدمات تثير الكثير من الجدل في فرنسا رغم أنها مربحة للغاية.

و أكدت المجلة الفرنسية أن وكالة “ Publicis’’ الباريسية تلقت مبلغ 800 ألف يورو من المملكة العربية السعودية، مقابل عقد بخصوص العلاقات مع الصحافة الفرنسية في عامي 2016 و 2017. خلال هذين العامين، نظمت “ Publicis’’ لقاءات في قاعات باريسية مرموقة بين صحافيّين ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أو أحمد العسيري، نائب رئيس الاستخبارات العامة المقال حديثاً على خلفية جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، وكان يشغل سابقاً منصب المتحدث الأسبق باسم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

كما قامت “ Publicis’’ بالإضافة إلى ذلك بنقل بيانات الدبلوماسية السعودية بشأن حصار دولة قطر و الحرب على اليمن أو مبيعات السلاح إلى الرياض، التي تتهمها منظمات حقوق الإنسان باستخدامها ضد المدنيين في اليمن، متسببة في مقتل الآلاف منهم، وإحداث أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

وقالت المجلة الفرنسية إنه رغم عدم تجديد العقد الرسمي مع السعودية الذي انتهت صلاحيته عام 2017، إلا أن وكالة “ Publicis’’ لا زالت مستمرةً في القيام بمحاولة تلميع صورة الرجل القوي في السعودية ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تشير إليه أصابع الاتهام في جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي الدنيئة.

وأعلن رئيس مجلس الرقابة للمجموعة، موريس ليفي، في الـ30 من أكتوبر/ تشرين الأول، أنه حتى وإن كان “يراقب الوضع’’، فإن الفرع الأمريكي لـ “Publicis’’ وهو “Qorvis Communications“، الذي لا يزال متعاقداً مع الرياض، سيُواصل العمل مع المملكة العربية السعودية.

وفي سياق متصل، كشفت تقارير في وقت سابق أن حصار السعودية وحليفتها الإمارات العربية المتحدة، لدولة قطر، شكل فرصة ثمينة للعديد من الشركات الاستشارية الباريسية، حيث أصبح هناك العديد من المؤتمرات والندوات التي تعقدها اللوبيات والعملاء التابعون للسعودية والإمارات في العاصمة الفرنسية، بهدف تحسين صورة الرياض وأبوظبي ومهاجمة خصومهما، كما هو الحال مع مؤتمر نظمه، الخميس المنصرم، مركز “تريندز” للأبحاث والاستشارات، بمشاركة عدد من المتحدثين المثيرين للجدل، بينهم محمد سيفاوي المتهم بالعمالة، وبالعنصرية في كتاباته وتصريحاته المثيرة للجدل، إذ سبق وأن تمت مساءلته من مجلس الرقابة الأعلى “سي أس إي” لتعليقاته العنصرية.

هذا المؤتمر، أكد الكاتب الفرنسي هنري فوركاديس في مدونة نشرها على موقع “ميديا -بارت” الإخباري الفرنسي، أنه يندرج ضمن مساعي الإمارات العربية في تعبئة الرأي العام ضد دولة قطر، والتغطية على جريمة اغتيال جمال خاشقجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الجاحظ:

    لو اجتمع الجن والانس على تحسين صورة المجرمين……… لن يفلحوا………هناك عصر ما قبل خاشقجى و عصر ما بعد خاشقجى…..
    هاته المرة لن تسلم الجرة…….

  2. يقول ممدوح حقي:

    هؤلاء الفاسدين من محمد بن سلمان إلى محمد بن زايد مستعدين أن ينفقوا عشرات الملايين من الدولارات لتلميع وجههم القبيح، ولكنهم ليسوا مستعدين أن ينفقوا دولار واحد لتغيير الصورة النمطية عن شعبهم في عقول هذه الدول الغربية الذي تصوره بالقبيح والإرهابي والمتخلف وغير ذلك من الصور النمطية المقززة. ولكن أين هو شعب الجزيرة العربية لمحاسبة حكامه الفاسدين المجرمين وإيقافهم عند حدهم؟

اشترك في قائمتنا البريدية