جدل في تونس بعد إيقاف الشرطة لعرض مسرحي انتقد الرئيس وعناصر الأمن

حجم الخط
1

تونس- “القدس العربي: أثار تدخل عناصر الشرطة التونسية لإيقاف عرض مسرحي، انتقد الرئيس قيس سعيد وعناصر الأمن، جدلا واسعا في تونس.

وشهد العرض المسرحي للفنان الكوميدي لطفي العبدلي، مساء الأحد، في مهرجان صفاقس الدولي، جدلا واسعا، بعد تدخل عناصر الأمن عدة مرات لإيقاف العرض قبل أن ينسحبوا كليا، رافضين تأمين حماية الجمهور الذي بلغ حوالي 10 آلاف شخص، وذلك احتجاجا على استخدام عبارات “غير لائقة” تسيء للرئيس قيس سعيد وللمؤسسة الأمنية.

وردا على تدخل عناصر الأمن، خاطب العبدلي الرئيس قيس سعيد خلال العرض، للتدخل لحماية حرية التعبير في تونس، مؤكدا أنه لا يحق للأمن التدخل في محتوى الأعمال الفنية.

فيما أصدرت النقابة الوطنية للأمن الداخلي بيانا اعتبرت فيه أن ما حدث خلال عرض العبدلي هو “تحقير واستهداف وترذيل للمؤسسة الأمنية وتجييش ممنهج لضرب الأمن وكل ما حدث هي نتيجة عمل فني منحط يمس من كرامة كل تونسي غيور”، مؤكدة أنها تحترم كل فنان مبدع في حال قدم محتوى لا يسيء لأحد.

فيما تحدث الفنان سامي اللجمي عن تعرض منتج العرض، محمد بوذينة، للاعتداء من قبل عناصر الأمن. وكتب على فيسبوك: “التوصيف القانوني لما تعرض له محمد بوذينة (منتج مسرحية لطفي العبدلّي) اسمه: الشروع في القتل! حالته استوجبت نقله لقسم الاستعجالي (في المستشفى). واقرأوا الفاتحة على هذه البلاد!”.

وكتب بسام الطريفي، نائب رئيس رابطة حقوق الإنسان: “البوليسية والنقابات الأمنية في صفاقس توقف عرض لطفي العبدلي! بغض النظر عن المحتوى المقدم على خشبة المسرح، ما صار هو سابقة خطيرة”.

وأوضح بقوله: “عندما تقرر مجموعة من الأمنيين الحاملين للسلاح ما يمكن عرضه وما هو مرفوض ويتم منعه فاعلم يا صديقي أنك ما زلت في دولة البوليس. فإيقاف عرض مسرحي لم يعجب البوليس لا يختلف عن قيام البوليس بالاعتداء على مواطن في الشارع بدون سبب”.

وأضاف: “ما قامت به الشرطة هو اعتداء على حرية التعبير وحريّة الرأي والفكر والإعلام والنشر المضمونة في دستور 2022”.

فيما اعتبر آخرون أن عرض العبدلي المستفز والذي يتضمن شتائم وعبارات “غير أخلاقية” هو السبب في ما حدث.

ونشر النائب السابق نبيل حجي مقطعا من العرض، وعلق بالقول: “هذا مقطع من العرض (لم أقل إنه مسرحية). هل هذا فن؟ هل هذا مسرح؟ هل هذه ثقافة؟”.

وتابع في تدوينة لاحقة: “أدين الاعتداء على لطفي العبدلي. ولكن الأمن الذي اعتدى عليه اليوم هو أمن قيس سعيد الذي اعتدى على الكثيرين، وهو أن قيس سعيد الذي سبق للعبدلي أن عمل حملة ترويج لدستوره الجديد”.

وعلقت نقابة الأمن الداخلي على الانتقادات في بيان على موقع فيسبوك، أكدت فيه احترامها لجميع التونسيين، مشيرة إلى أن وجود عناصر الأمن هو فقط لحماية جميع الحاضرين في العرض.

وحملت العبدلي مسؤولية استفزاز عناصر الأمن عبر التهجم عليه خلال العرض، ودعت إلى عدم التسويق لشائعات تتحدث عن استهدافه من قبل عناصر الشرطة.

وكان العبدلي أكدت العام الماضي أنه تلقى “تهديدات بالقتل” بعد أدائه لمشهد قلّد فيه طريقة حديث الرئيس قيس سعيد.

لكنه عبر في مناسبات عدة عن دعمه للرئيس قيس سعيد، ودعا للتصويت بنعم للاستفتاء على الدستور الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نور الدين م:

    الحمد لله لأن مرّت الأمسية بسلام ولم يؤدّ تدخل الشرطة بهذا الشكل الفاضح إلى كارثة وصدام مع الجمهور. إنه جانب من خطورة الديمقراطية القاعدية التي يروًّج لها قيس سعيّد : الشعب يريد… والشرطة تريد… فتتدخل بلا أوامر.

اشترك في قائمتنا البريدية