بيروت- “القدس العربي”: أثار مشهد لمجموعة من الأطفال السوريين وهم يسبحون في البركة المنشأة في ساحة سمير قصير، في وسط بيروت، الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين معترض على تشويه رمزية المكان، وبين مَن رأى في الاعتراض عنصرية تطال النازحين السوريين.
ساحة سمير قصير لكل الناس ، لكل الأطفال …
— Giselle Khoury (@gizou10) April 20, 2023
ونشأ هذا الجدل بعد تداول فيديو للأطفال وهم يلهون ويسبحون في البركة التي تقع على مقربة من بلدية بيروت، ما جعل البعض يسأل عن دور البلدية في حماية هذا المكان وغيره من الاستخدام العشوائي.
ولوحظ أن بلدية بيروت، وفي محاولة لاحتواء ما جرى، عمدتْ إلى إفراغ البركة من المياه بدل اتخاذ إجراءات رادعة، ما عرّضَها لمزيد من الانتقادات بسبب عدم فرض هيبتها، وعدم رغبتها في الدخول بمتاهات مع نازحين سوريين، ودفع بناشطين إلى التمنّي أن تتحوّل البركة مكاناً للعب كرة القدم.
بعد فيديو سباحة الأطفال السوريين في بركة ساحة #سمير_قصير .. #جيزيل_خوري تحسم الجدل !@gizou10 https://t.co/GqVsOf5btt
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) April 20, 2023
وما زاد في هذا الجدل دخول أرملة سمير قصير، الإعلامية جيزيل خوري، على الخط، مغرّدة: «ساحة سمير قصير لكل الناس، لكل الأطفال».
فردّ عليها متابعون بطريقة ساخرة، ومما رصدته «القدس العربي» قول ريتا شبيب: «هيدي الساحة محل عام اعملي لهن بركة ببيت سمير، وخديهن لعندك يا حنونة»، وسألت ميرنا عطية: «ست جيزال، يعني بالصيفية فينا نقضّي العطلة عم نتسبح فيّا؟ قَوْلك في محل للبرونزاج بتسمحلنا البلدية نتشمس؟».
“ ساحة سمير قصير تتحوّل لبحيرة فوضى! التقطت كاميرا "هنا لبنان" مشهداً لمجموعة من الأطفال من التابعية السورية وهم يقفزون ويسبحون في البركة وسط ساحة سمير قصير”
و مش بس هيك وعم بشِّك 😂 pic.twitter.com/7X5d9QZijV— Rabih haddad (@rabkamhaddad) April 19, 2023
وعلّقت مرمورة: «بالإذن من حضرتك، هيدي ساحة شهيد مش ساحة ترفيه».
في المقابل، أيّد أديب فياض تغريدة خوري، وكتب: «هذا كلام مسؤول وبهذا المستوى نرتقي».
ورأت نوال مدللي أنه «بالنسبة للأطفال اللي عم يسبحوا، أكيد سمير قصير بيكون فرحان فيهم بعكس البعض»، ليأتيها الرد عليها من ابنة بيروت رولا عجوز: «بالله عليك أولادنا سافروا ونحن نمشي في مدينتنا كالغرباء. هذه المزايدات تقضي علينا وعلى بيروت».
كذلك، دعت عفيفة السيّد إلى عدم خلط الأمور ببعضها، وقالت: «هيدا مَعْلَم تذكاري مش بركة سباحة. شوية احترام للأماكن، هيدي بيروت عاصمة لبنان مش بحيرة القرعون».
بعد رصد "#هنا_لبنان" أطفال يسبحون في حديقة #سمير_قصير.. "البلدية" تجد الحل وتفرغ البركة من المياه!
أفاد مراسل "هنا لبنان" بأنّ بلدية #بيروت قد أفرغت البركة المتواجدة في ساحة سمير قصير من المياه، وذلك بعد انتشار الفيديو الذي نشره موقعنا عن إقدام عدد من الأطفال من التابعية السورية… pic.twitter.com/KR65URvF17
— هنا لبنان (@thisislebnews) April 20, 2023
وردّ الإعلامي فيليب أبو زيد على مَن يتهم المعترضين بالعنصرية، فكتب: «لكل من يقول إن هذا الكلام عنصري: كلامكم مردود عليكم. لأن هذا المكان حيث يلعب الأطفال ليس مخصصاً للعب الأطفال، كائناً من كانوا، ومهما كانت هويتهم! ولو كانوا لبنانيين لقلنا نفس الشيء. حاج تلعبوا ورقة العنصرية. يلي عنصري ما بيستقبل مليونين نازح وشعبو 4 مليون. عيب استحوا». وأضاف: «احترام التاريخ والشعب هو احترام المعلم والذكرى وبغض النظر عن هوية الأطفال، مكانهم ليس هنا، وهذا المشهد غير مقبول».
أما فهد عكروش فاستهجن دفاع المجتمع المدني عن مشهد السباحة، وقال: «منطق جماعة المجتمع المدني بالتعاطي مع المساحات العامة منطق غزو واستباحة ووقاحة».
وليست هذه هي المرة الأولى التي يُثار فيها النقاش والاختلاف في وجهات النظر في مقاربة القضايا المتعلقة بالنازحين السوريين، بل بات الجدل حول وضع النازحين يتزايد يوماً بعد آخر، ويستحضر إشكالات ودعوات إلى ضبط الوجود السوري، وصولاً إلى المطالبة بإعادتهم الفورية إلى بلادهم، في ظل تخوّف من حجم الولادات الكبير، ما يعتبره البعض تهديداً يجعل اللبنانيين أقلية في بلدهم.
#خاص 🇱🇧 – برسم بلدية بيروت.. ساحة سمير قصير تتحوّل لبحيرة فوضى!
التقطت كاميرا "هنا لبنان" مشهداً لمجموعة من الأطفال من التابعية السورية وهم يقفزون ويسبحون في البركة وسط ساحة سمير قصير.
هذا المشهد يطرح تساؤلات حول دور #بلدية_بيروت في حماية هذه الأماكن من العشوائية.
يذكر أنّ ساحة… pic.twitter.com/SfI0py5DNm— هنا لبنان (@thisislebnews) April 19, 2023
كرهنا لبعضنا سبب وصولنا إلى هذه المرحلة من الدمار و الفقر.
عنصرية بغيضه تخرج من أفواه بغيضة ومن قلوب بغيضه. وما المانع من لعب الأطفال في البركه؟ لا تنقص لكم مالا ولا جاها .
السباحه واللعب في البركه غير مقبول بتاتا لأنها ليست مخصصه للترفيه ولعب الأطفال كما هو في كل مكان بالعالم . أما التعليقات في معظمها فهي عنصريه فعلا لكنها مغلفه بغلاف منطقي قانوني .