جدل في ليبيا حول “تدخل” وزارة الخارجية في جلسات الحوار بين المجلسين الأعلى للدولة والنواب- (تدوينة)

حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

شهدت الساحة السياسية في ليبيا تطورًا مثيرًا للجدل حول موضوع تنسيق جلسات الحوار بين المجلسين الأعلى للدولة ومجلس النواب، حيث اختلفت المواقف بين الجانبين. ففي بيان صادر عن المجلس الأعلى للدولة، عبر عن استغرابه من البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، الذي أعرب عن استغرابها من استضافة المملكة المغربية لجلسات حوار بين أعضاء المجلسين الليبيين دون التنسيق المسبق معها، حسب بيان اطلعت عليه “القدس العربي”.

ووفقًا للمجلس الأعلى للدولة، فإن مطالبة وزارة الخارجية المغربية بالتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية قبل عقد أي جلسات حوار تعتبر تدخلاً سافرًا في شؤون المجلسين، مؤكداً أن هذا المطلب يعكس “قصورًا معرفيًا بحدود السلطة التنفيذية” ويشير إلى “جهل مركب بمبدأ الفصل بين السلطات”.

كما أوضح المجلس أن دوره باعتباره جهة تشريعية مستقلة يجعله غير ملزم بأي تنسيق مع الحكومة في مثل هذه الاجتماعات، وأن دور وزارة الخارجية يقتصر على تسهيل الظروف وتقديم الخدمات لأعضاء المجلسين حسب قراراتهم الخاصة، وليس لها الحق في اعتراض أعمالهم.

وفي ختام البيان، وجه المجلس شكره للمملكة المغربية ملكًا وحكومة وشعبًا على جهودها في تسهيل الحوار الليبي.

في المقابل، صرحت وزارة الخارجية الليبية بأنها تشعر بالاستغراب من استضافة المغرب لهذه الجلسات دون التنسيق معها، حيث أشارت إلى أن وزارة الخارجية المغربية لم تخطرها مسبقًا بعقد هذه اللقاءات.

وحذرت الخارجية الليبية في بيان اطلعت عليه “القدس العربي”، من أن مثل هذه الاجتماعات دون تنسيق قد تساهم في إرباك الجهود الليبية لتحقيق الحل المستدام لأزمة البلاد، مشددة على ضرورة اتباع الطرق الدبلوماسية المعترف بها لضمان التنسيق مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك البعثة الأممية في ليبيا.

وأضافت الخارجية الليبية أنه من خلال التنسيق المسبق، يمكن ضمان تحقيق توافق بين الأطراف الليبية من دون التدخل في مسارات موازية قد تشوش على الجهود المبذولة.

في بيان آخر صادر عن اللجنة التنسيقية للقاءات المشتركة بين أعضاء مجلسي النواب والدولة، جرى التأكيد على أن المجلسين ليسا في حاجة إلى إذن من أحد لعقد اجتماعاتهما في أي مكان يرونه مناسبًا لنجاح الحوار.

وأضاف البيان أن اللقاء القادم بين المجلسين سيعقد في مدينة درنة بعد أن تم توفير الظروف الأمنية المناسبة لذلك داخل البلاد. كما شددت اللجنة على أن أعضاء المجلسين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في توحيد مؤسسات الدولة الليبية والعمل على إجراء الانتخابات، معربة عن تقديرها للمملكة المغربية لاستضافتها اللقاءات السابقة ودعمها المستمر لتقارب الآراء بين الأطراف الليبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كريم المغربي:

    بيان وزارة الخارجية الليبية جاء بضغط من الجزائر التي لا تريد أن يكون للمغرب دور في التوافق الليبي ، وقد جاءهم الجواب من المجلسين : المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب اللذين ثمنا موقف المغرب وتقدما بالشكر الجزيل لما قام به من أجل المصالحة الليبية .

اشترك في قائمتنا البريدية