سنظل نوسم يوم الإثنين الثالث من يونيو/حزيران 2019، باليوم الشؤم لأنه في جنح ظلام ذلك اليوم، غزت جحافل تتار السودان ميدان القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية لتمزّق وتشوي أجساد الشباب المعتصمين سلميا، وهم نيام، أمام بوابات القيادة يحدوهم الأمل والعشم أن يحميهم جيشهم من بطش كتائب الموت، ولكنه لم يفعل. لم يكن الهدف الرئيس للغزو هو فض الاعتصام، فهذا كان يمكن أن يتحقق بدون إطلاق رصاصة واحدة، والمعتصمون كانوا عزّلا إلا من سلاح تصميمهم على إنتصار الثورة، وكان يمكن إعتقالهم جميعا فردا فرد، ما داموا نياما وعددهم قليل مقارنة بحجم وعدد وتسليح القوات الغازية. وبالنظر إلى عمليات القتل وإلقاء الجثث، والأحياء أيضا، في النيل وإطلاق الرصاص حتى على المحتمين بالمستشفيات القريبة من موقع الإعتصام، وبالنظر إلى أن هجمات فض وقمع الإعتصام تمت بالتزامن في كل مدن السودان التي إعتصم فيها الثوار، وليس في الخرطوم وحدها، وبالنظر إلى ما تبع المذبحة من عمليات إختطاف وقتل للقيادات من شباب لجان المقاومة في الأحياء، ومن فرض للأحكام العرفية وتحويل العاصمة إلى ثكنة عسكرية ترهب وتقمع، ومن قطع للإنترنت ومنع التجمعات والندوات والمؤتمرات الصحافية، حتى ولو كانت محصورة داخل الأندية والمقار، بالنظر إلى كل هذه الوقائع، فإن الهدف الرئيس من الغزوة، حسب إعتقادنا، لم يكن فض الإعتصام وحسب، وإنما كان محاولة لقتل أي أمل في التغيير عبر سفك دماء أكبر عدد من الشباب المنهمك بهمة وجدية وحيوية في التخطيط لبناء الغد الواعد في بلادنا. كانت المجزرة إنتقاما وتمهيدا لإنقلاب آخر مضاد على الثورة المجيدة، إستهان مخططوه ومنفذوه بشعب السودان العظيم الذي هزم الإنقلاب بعد ثلاثة أسابيع في 30 يونيو/حزيران 2019. يومها كتبنا: لا توصيف لمذبحة فض الإعتصام سوى أنها جريمة قتل عمد مكتملة الأركان، يجب ألا نسمح بإفلات من خطط لها أو نفذها من العقاب وفق أحكام القانون والعدالة. ومن هنا كان دعمنا للجنة التحقيق المُكَلفة من قبل رئيس الوزراء، المعروفة بلجنة نبيل أديب، لكشف أسرار تلك الجريمة النكراء. وفي مواجهة من وصفوا تحرك اللجنة بالسلحفائية، طالبنا بالصبر عليها وعدم التشويش على عملها، وأن ينتظروا تقريرها النهائي، تمسكا بالقانون.
ونعني بالإفلات من العقاب تلك الحالات التي لا يتم فيها محاسبة الأفراد أو الجماعات على أفعالهم غير القانونية أو غير الأخلاقية، وهي تحدث لعدة أسباب منها: ضعف أو فساد النظام القضائي وأجهزة إنفاذ القانون، امتلاك الأفراد أو الجماعات نفوذاً سياسياً أو مالياً يحميهم من المحاسبة… وغير ذلك من الأسباب
أحد الأضلع الثلاثة لشعار ثورة السودان العظيمة هو العدالة، وفي جوهرها القاعدة القانونية الذهبية المتمثلة في مبدأ عدم الإفلات من العقاب. ونعني بالإفلات من العقاب تلك الحالات التي لا يتم فيها محاسبة الأفراد أو الجماعات على أفعالهم غير القانونية أو غير الأخلاقية، وهي تحدث لعدة أسباب منها: ضعف أو فساد النظام القضائي وأجهزة إنفاذ القانون، امتلاك الأفراد أو الجماعات نفوذاً سياسياً أو مالياً يحميهم من المحاسبة، التحيز في تطبيق القانون لصالح فئة معينة على حساب أخرى، الافتقار إلى الإرادة السياسية وعدم رغبة السلطات في ملاحقة بعض الجرائم لأسباب سياسية أو اجتماعية…، وغير ذلك من الأسباب. وكان ثوار حراك ديسمبر/كانون الأول 2018 في السودان، يشددون على تمسكهم بهذا المبدأ ويحذرون من التحايل والإلتفاف عليه، قياسا على تجاربنا السياسية السابقة، إذ كثيرا ما كان يتم خرقه أو تجاهله، فلا يقدم إلى العدالة سوى حفنة من الذين إرتكبوا جرائم وهم في سدة الحكم، أو يتم التراجع عن المبدأ من خلال التفاوض وغض النظر عن المسؤولية الجنائية والعدالة في مقابل الوصول إلى حل سياسي للأوضاع المتأزمة غداة التغيرات الكبرى، ووفق شعارات تدعي الحكمة والعقلانية كشعار «عفا الله عما سلف» الخادع لظاهرة الإفلات من العقاب، وشعار المصالحة الوطنية الذي يتغاضى عن المساءلة والمحاسبة، في حين أن أي مصالحة وطنية حقيقية تبدأ بتقديم كل من إرتكب جرما في حق الوطن والمواطن إلى العدالة. فالقانون «مثل الموت…، لا يستثني أحدا» كما قال صاحب نظرية الفصل بين السلطات، القاضي والفيلسوف الفرنسي شارل لوي دي سيكوند المعروف باسم مونتيسكيو (1689 ـ 1755).
الكثير يمكن أن يقال نقدا ورفضا لما أسمته حكومة بورتسودان التعديلات على الوثيقة الدستورية، من عدم شرعية هذه التعديلات إلى أنها تكريس لنظام ديكتاتوري جديد في البلاد. ولكني أراها إرتكبت جريمة لا تغتفر بإلغاءها للبند 16 من المادة 8 والخاص باللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في جريمة مذبحة فض إعتصام ميدان القيادة العامة. فهذا الإلغاء في نظري يعني السماح لمرتكبي المجزرة بالإفلات من المحاسبة، مما يزيد الشكوك حول من إرتكب تلك المجزرة ويعمق من عدم الثقة التي هي أصلا مفقودة. وكنا في مقالنا السابق، في معرض مناقشتنا لخطوة تكوين الحكومة الموازية، قد أشرنا إلى أن وجود حكومتين في البلد سيضعف من فرص تحقيق العدالة في البلد، خاصة بالنسبة إلى الجرائم والإنتهاكات الفظيعة التي ارتكبت اثناء الحرب ضد البشر وضد الأعيان المدنية، ويمكّن الإفلات من العقاب على هذه الجرائم، وكل ذلك يصب في إستمرار الحلقة الشريرة في البلد.
أعتقد أن لأرواح شهداء مجزرة فض الإعتصام وأسرهم حقاً على لجنة التحقيق، لجنة الأستاذ نبيل أديب، لتوضيح موقف اللجنة ومصيرها على ضوء هذه التعديلات، خاصة وأن اللجنة قطعت شوطا طويلا في إنجاز مهامها. وفي هذا السياق، فليسمح لنا الأستاذ نبيل بأن نقترح عليه إصدار بيان مفصل حول ما قامت به اللجنة وأثر تعديلات الوثيقة الدستورية على وجودها ونشاطها، لأن الصمت سيعطي فرصة لدمغ اللجنة ورئيسها بتهمة التَّوَاطُؤ.ِ
أخيرا، إذا كانت روح الشهيد لا تعبأ بمتى تنجح الثورة، لأنها تحررت من حساب الزمن، فالباقون معنيون بالحفاظ على الأرواح والعيش الكريم وتحقيق أحلام الشهداء، وهذا يستوجب عملا ملموسا لإنجاز مهام الثورة، يبدأ بمعاقبة من إرتكبوا تلك المجزرة بحق أنضر الشباب في بلادي، والذين كان حبهم الأول ضمان الحياة الكريمة للآخرين.
كاتب سوداني
أو بمعنى آخر، على الأقل من وجهة نظري، هل يمكن أن تكون (لغة وثقافة) إدارة وحوكمة (قرارات وتعاملات) أي دولة أو نظام في أي سياق (حلال) أي بلا (ظلم) على الأقل، أم لا؟!
وفي هذا المجال، أحسنت التلخيص يا ا.د. علي المشهداني
حفظكم الله….
النظام العالمي الذي تهيمن عليه أمريكا منذ عقود يُهدّد نفسه بنفسه أو بغيره، وقد قيل السحر ينقلب على الساحر….
أمريكا ترامب اليوم على وشك الإنسحاب من هيئة الامم المتحدة.. لأنها هاجمت وحاصرت المحكمة الجنائية الدولية
ومنظمة حقوق الإنسان، الأونروا … إلخ…
وأظن كل ذلك بسبب الأزمة الحقيقية للنظام النقدي العالمي الذي بسبب تصرفات أمريكا وإلغاء معادلة الدولار بالذهب، بعد أن كتبته على عملتها ثم ربط الدولار بالبترول(البترو دولار ) على حساب نفط العرب وإجبار مباشرة أو غير مباشرة الدول الصناعية جميعا شراء البترول بالدولار، غير مباشر،
لأنه حينما كتب على الدولار معادل بالذهب أشترت الدول الصناعية كميات هائلة من الدولار وخصوصا أوربا وكذالك الصين وغيرها،
وحينما أصبح ألغيت معادلته بالذهب أصبح من اشترى في مصيدة وافق على شراء النفط ومشتقاته بالدولار لوجود كميات كبيرة جدا في بنوكهم….
حتى أصبح التضخم العالمي أن أمريكا وحلفائها مديونين ضعف أو أكثر من دخلهم القومي وأكثر بلد مديون هو أمريكا…..
إذن النظام النقدي العالمي في خطر مستطير…وما تبدل سياسة أمريكا التي يمثلها ترامب إلا مخرجات هذه الورطة العالمية،
التي في الحقيقة سببها أمريكا وأوروبا…وكل الحلول المقترحة ومنها منظمة التجارة العالمية التي بقت عقود حتى وافقت عليها أمريكا…. وأن الاقتصاد المرتبط بالكونغرس الأمريكي يتصرف أو يتلاعب به الرئيس الأمريكي (وهو خارج صلاحياته…وهذه مشكلة أخرى داخلية أمريكية قد تهدد الهيكلية الإدارية الأمريكية…..
هل التصرف الأمريكي بقيادة الرئيس هي لخلط الأوراق وإجبار الدول الصناعية لحلول جزئية أو كلية ؟
أم أن الأمر سيؤدي إلى إنهيار النظام النقدي أو تغيير في النظام الدولي ككل…وخصوصا أصحاب الفيتو (حكام العالم الخمسة أعضاء مجلس الامن؟)، المستقبل ملئ بالمفاجئات….
=====
بمعنى آخر يا ا.د علي المشهداني ، نحن في حاجة إلى تطوير ثقافة ولغة نظام الإدارة والحوكمة داخل الدولة من جهة،
وبين دولة ودولة من جهة أخرى في (نظام الأمم المتحدة)،
نحن نقترح من أجل الوصول إلى ذلك دورة أسبوع في (تايوان)، خمس أيام عمل،
لغسل مخ كل موظف/مسؤول، وإثبات له، من أن Made in Taiwan أفضل من Made in China من (أهل يأجوج ومأجوج) أو العرق الأصفر في (الإنتاج) من خلال خمس بنود:
– الشفافية.
– اللا مركزية.
– أتمتة تطوير التقنية من خلال مفهوم الحاضنة.
– الحوكمة الرشيدة.
– حق تعليم لغات الأقليات نفس حق تعليم اللغة الأم، من أجل تجاوز عقلية مفهوم ألسنا على الحق، أو لغتي/ثقافتي أفضل من لغتك/ثقافتك.
أعيد من وجهة نظري على الأقل، رائع ما جمعه (د فيصل القاسم) تحت عنوان (تعالوا نتقاسم السلطات والثروات والمسؤوليات بدل تقاسم الأوطان) https://www.alquds.co.uk/?p=3460857
وأضيف لكن السؤال، كيف نصل إلى ذلك، من خلال Business Model إلى عملية الإصلاح في مفهوم (الدولة)، داخل (نظام الأمم المتحدة)؟!
يجب أن نعترف أولاً أن (الصين)، بالذات، (الدولة) التي تمنع مفهوم (البحث عن الإيمان Seeking FAITH) إلّا بالرئيس والحزب (الحاكم) منذ عام 2008،
بعد ثبوت فشل النظام المالي/التجاري/السياسي طرحت عدة مبادرات منها:
– مفهوم المقايضة أولاً
– مفهوم e أو ربط إدارة وحوكمة أي وظيفة في الدولة بداية من عمود الكهرباء مع نظام بورصة أسهم سوق العولمة الإنترنت الشّابِكة أو التعامل (عن بُعد OnLine) من خلال الآلة/ الروبوت التي في يد أي إنسان ة أو أسرة أو شركة (مُنتِجة) وليست (عالة) على ميزانية الدولة.
هذه e أو AI أو الاستعانة بالآلة لأداء (الوظيفة/المهنة) أو عملية إنتاج أي (مُنتَج) يمكن أن ينافس في أي سوق لتكوين الإيرادات بمعنى آخر خلق (إقتصاد النظام)، بطريقة تختلف عن أسلوب التعامل ما قبل عام 2008 على الأقل، أليس كذلك، أم لا؟!
سر نجاح (تايوان) في أن تنافس (الصين)، من وجهة نظري، هو أن النظام يسمح لك في الإيمان Seeking FAITH بلا أي قيود،
أي تماماً مثل ما ذُكر من مفاهيم دقيقة في سورة الكافرون في لغة القرآن وإسلام الشهادتين، سبحان الله،
ولذلك أنا أخترت هذه الدولة، من أجل الإستثمار في تكوين الأسرة (جيل المستقبل) من خلال (مُنتَج لغوي) يعمل على إلغاء حاجز اللغة، بين (ثقافة الأنا) و(ثقافة الآخر) من أجل الوصول إلى توقيع إتفاق، وتنفيذه للمنافسة (مشروع صالح (التايواني))، في أي سوق، في أنحاء المعمورة، أي خلق AI محلّي/وطني، من أجل الوصول إلى أفضل AI بمعنى آخر نسخة وطنية/محلية من Saleh Halal AI، لتكبير سوق (الحلال) في أي دولة،
تحت غطاء تسويق ثقافة ولغة GamalCo Franchise Business الحلال في منافسة مع ثقافة ولغة MacDonald Franchise Business غير الحلال.🤨😉
🤑🙉🙈🙊🧠✒️📓🇺🇳📟🤖🪃