جريمة الزرقاء والمجتمع الأردني‎

لا شك أن الشعار الذي طرحه الراحل الملك الحسين الإنسان أغلى ما نملك، شعار سارت عليه القيادة الأردنية التي استثمرت عبر الأزمان في الإنسان الأردني كثروة إنسانية ذات كرامة عزة فلن ولم تحن الهامات إلا لله عز وجل تبذل الأرواح في سبيل أهداف سامية.
جريمة الزرقاء التي صدمت الشارع الأردني لا تعبر عن الإنسان الأردني ولا عن ضابط الجيش والأمن والدرك والطبيب والممرض، كل له إسهامات جليلة لدرء الأخطار المحدقة بالمواطن خلال قبل جائحة الكورونا والعديد من المصاعب التي مرت بها الديار.
لكن الجريمة المروعة ، مرتكبوها من أصحاب السوابق الإجرامية الخطيرة، وأحد مخططيها ومرتكبيها له سجل 176 سابقة إجرامية، فلماذا أطلق سراحه ليعيث في الأرض فساداً.
هذه ليست الجريمة المروعة الأولى، هناك من ذبح أمه بالسكين، هناك من قطعت زوجها، هناك من دهس أطفال قتل شقيقاته وقتل إخوانه وقتل والديه. هناك من اغتصب الأطفال والنساء في حرم الجامعات الأردنية، هناك من تاجر بأعضاء اللاجئين، هناك العنف الجامعي والعنف المجتمعي حتى العنف العشائري، هناك حوادث لا تقل إجرامية وخطورة عن حادثة الزرقاء.
صحيح أن رجال الأمن العام تمكنوا من القبض على مرتكبي ومخططي هذه الجريمة النكراء المدانة في زمن قياسي سويعات معدودة، لكن السؤال ما هي الإجراءات الوقائية التي كان من المفترض إتباعها لمنع حدوث مثل هذه الجرائم؟
هناك أناس يعتاشون على التجارة بالمخدرات، هناك مناهج دراسية عدلت لحذف مقاطع من الأدب الإسلامي الذي نحن في أشد الحاجة له الذي حض على مفاهيم الأخوة والعدالة الاجتماعية.
الحادثة وقعت لن ينفع الفتى الأردني شيئا يعيد له يديه، لن تعيد له كبرى العمليات عينيه إلى السابق،
جرائم سابقة لا أحد يستطيع إنكار عدم إمكانية حدوثها في المستقبل مع إرتفاع حاد في نسب البطالة والطلاق وإرتفاع خطير لحالات الكورونا.
القبض بزمن قياسي على المجرمين لا يكفي
التغني بمقولة الحسين الإنسان أغلى ما نملك لا تكفي
يجب أن تنتهي كل مظاهر الفساد والمحاصصة والتقسيم البغيض ويجب أن تتخذ إجراءات للوقاية من الجرائم قبل حدوثها.

كاتب من الأردن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية