بيروت – «القدس العربي» : بعد أيام على إعلان مدينة طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024، نجحت الضغوط في إلغاء عروض مهرجان «كابريوليه» في المدينة، بعد حملة ممنهجة وتحريض في المساجد على السينما، حسب ما كتبت الناشطة فاطمة شحادة، التي رأت أن «أئمة الجوامع تركوا المجازر يلي عم تصير في فلسطين والاضطهادات في العالم العربي والإسلامي وكل مشاكل البشرية وركضوا ليحرضوا ضد السينما. وكأن أحدا من الموجودين بيحضر أفلام أو بروح على مهرجان سينما»؟! وأضافت «والله كنت بتمنى إن شوف هالكم من الناس يلي شغلوا راسهم كيف يحرضوا ضد كابريوليه عم يجوا يحضروا أفلام ويعطوا رأيهم»!
وتفاعل العديد مع إلغاء العروض السينمائية في طرابلس من ضمن اقامتها في عشر مدن لبنانية، منتقدين ما وصفوه «تقييد الحريات» في طرابلس، التي أعلنت عاصمة ثقافية.
وأعلنت «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» التابعة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن قرارها إيقاف استضافة مهرجان الأفلام، حرصاً على خصوصية طرابلس وأهلها واحتراماً للقيم الدينية والأخلاقية».
وأصدرت بياناً أكدت فيه أنه «بعد الدراسة والوقوف على تقرير اللجنة التي أوصت بحذف عدد من الأفلام، وحرصاً من الجمعية على قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، اتخذت قراراً بإيقاف المهرجان في طرابلس». وأسفت الجمعية «لمحاولة البعض استغلال هذا الموضوع لاستهدافها والتشهير بمركز العزم الثقافي»، مشيرة إلى «أنها الأكثر حرصاً على القيم الدينية والأخلاقية من كل هؤلاء المتسلقين الذين يتسترون بالدين والأخلاق ويتحينون الفرص لتصفية حسابات سياسية لمصلحة هذا الفريق أو ذاك»، مشددة على «أن جمعية العزم والسعادة كانت وما تزال وستبقى تشكل خط الدفاع الأول عن طرابلس، وبما تمثل من مبادئ وقيم ومُثل وأخلاق، مهما تطاول الحاقدون».
وتسبب إلغاء مهرجان الأفلام بسجال بين نائب عاليه مارك ضو ونائب طرابلس إيهاب مطر. فقد كتب النائب ضو على منصة «اكس» منشوراً تحت عنوان «طرابلس… انتصار الأئمة على السينما»، جاء فيه «هناك إصرار من البعض على أن تبقى طرابلس خارج الكوكب، خارج المعادلة الثقافية، خارج قيمتها الحضارية والتعددية… وهناك مشكلة فعلية جزئية تتعلق بمصادرة الحياة الفردية في المدينة، لكن قلما يتطرق أحد إلى هذه المحنة، دائماً يكون الهروب من الواقع، نحو الماضي الغابر والنوستالجي».
ورد عليه النائب مطر قائلاً: «طرابلس لا تنتظر شهادة من أحد. ومعادلتها الثقافية ثابتة ومحصنة ومزينة بالفن والعلم والانجازات التي يصنعها ابناؤها، ونرفع رأسنا بها وبهم. المشكلة بمن يود تغيير ثقافتها وخرقها لزرع الأفكار المسمومة خدمة لايديولوجيات لا تشبهنا».
وأضاف «طرابلس مدينة علم وعلماء وحداثتها تشهد على مدى انفتاحها واعتدالها وتعددها. وسقطت كل محاولات عزلها عن لبنان.» وتوجّه إلى زميله بالقول «ليست الافلام الخارجة عن اخلاق الطرابلسيين ومبادئ أهلها هي المعيار لتحديد علاقتها بالكوكب، خصوصاً أن هناك من خرّب الكوكب بأفكاره وعزله عن المجرّة بأكملها».
وخــــــتم: «الحياة الفردية حاضرة في طرابلس ولا تمر فرصة أو مناسبة الا ونشهد فيها على مبادرات ثقافية تعبّر عن المدينة وتاريخها. ولكل مدينة طابعها ورونقها وثقافتها واحترام ذلك واجب على الجميع. ونرفض أي تطاول على أئمتنا ومشايخنا».