جنرال إسرائيلي بارز في الاحتياط: نتنياهو يبحث عن حرب «المئة عام» مع المقاومة الفلسطينية

وديع عواودة
حجم الخط
1

الناصرة ـ «القدس العربي»:  يرجح جنرال إسرائيلي بارز في الاحتياط أن إسرائيل لا تجيد قراءة حماس وأن نتنياهو يكرس ورطتها في الحرب الدموية الاستنزافية. في مقال منشور في موقع القناة 12 العبرية يقول الجنرال في الاحتياط آفي خالو المسؤول السابق عن ملف المفقودين والأسرى في الاستخبارات العسكرية، إن الصراع العنيف بين إنكلترا وفرنسا في فترة العصور الوسطى اكتسب اسمه الأسطوري بسبب طابعه المستمر، وتسلسل المعارك والهدن، والجمود القيادي، الذي أدى إلى الخراب وقلة الإنجازات التي يمكن التفاخر بها. ويعتبر أن «حرب المئة عام» أحد النزاعات التكوينية في تاريخ أوروبا، وشكّلت أساساً لمفاهيم حديثة تربط الحرب بالسلام، كتلك التي طرحها فون كلاوزفيتز، الذي يُعد أبرز المنظّرين العسكريين في التاريخ «الحرب ليست سوى امتداد للسياسة بوسائل أُخرى».

ويقول إن نتنياهو في خطابه المسجّل، وهو خطاب مفضل بصورة خاصة لمن يهرب من الإعلام كما لو كانت ناراً… قد سعى إلى إنكار المبادئ الأساسية التي شكّلت الفهم الحديث لقيود القوة العسكرية وأهمية «العمل السياسي»، وذلك في سعيه نحو حرب المئة عام ضد حركة «حماس». ويضيف: «كل ذلك، عبر تجاهل اعتبارات كانت حتى وقت قريب في صلب العقيدة الأمنية الإسرائيلية، كضرورة خوض حروب قصيرة تحقق حسماً سريعاً، وتسعى لإيجاد آلية إنهاء للحرب، وتحسن الواقع الأمني، مع الأخذ في الحسبان عبء قوات الاحتياط والآثار الثقيلة التي تتركها الحرب في الاقتصاد الإسرائيلي (اقتصاد الجزيرة)».
لكن إلى جانب الصعوبات المنهجية الناتجة عن استمرار الحرب في قطاع غزة، يقول خالو إن أقوال رئيس الحكومة لا تشير فقط إلى فقر فكري (اعتبار «حرب أبدية» المخرج الوحيد من «مجزرة» 7 تشرين الأول/أكتوبر)، بل أيضاً إلى تفكير دوغماتي لا يتماشى مع التطورات الميدانية (تحوُّل «حماس» من منظمة «إرهابية» شبه عسكرية إلى تنظيم حرب عصابات، ومحدودية القوة العسكرية في استعادة الأسرى)، والواقع الجيو – استراتيجي المتغير (تحوُّل الانتباه الأمريكي إلى ساحات أُخرى، وازدياد النقد الدولي تجاه إسرائيل)، بالإضافة إلى قيود خارجية (كتآكل منظومة الاحتياط). طبقا لخالو فإن كل ذلك يدلّ على مدى تآكل الحكمة السياسية التي ميّزت في الماضي البعيد رئيس الحكومة نتنياهو، ومدى وقوعه في كماشة القيود العائلية، والجنائية، والائتلافية (بهذا الترتيب)، بينما يُدفع الأسرى إلى أدنى سلّم الأولويات في مقر رئيس الحكومة في بلفور. يتابع: «علاوة على ذلك، فإن ادعاء إمكان القضاء على تنظيم حماس الإرهابي يدل، في الحد الأدنى، على عدم فهم لعمق النسيج الاجتماعي الفلسطيني؛ فحماس تمثّل فكرة إسلاموية، وجهادية، ودموية، ومسيانية غيبية، تستند إلى أيديولوجيا الإخوان المسلمين. وحتى في حال تجريد حماس من قدراتها العسكرية، فإن فكرة المقاومة ستظل متجذرة في قلب الوعي الجمعي الفلسطيني، وستشكّل حجر عثرة أمام أي محاولة للتوصل إلى تسوية مستقبلية، سواء في القطاع أو في الضفة الغربية».

صعود وهبوط

ويقول خالو إنه بالعودة إلى المسار، فإن المفاوضات لاستعادة أسرانا قد شهدت صعوداً وهبوطاً، وهي في الواقع عملية ديناميكية ومتغيرة، خاضعة لتطورات داخل العملية نفسها، وفي الإقليم، وكذلك داخل قيادة «حماس» في ظل التغيرات في صفوف كبار قادتها.
وطبقا لخالو أيضا فإنه مع أن قطاع غزة سُحق بشدة على يد الجيش الإسرائيلي، فإن «حماس» لا تزال متمسكة بمواقفها التي أشرنا إليها بين الأسطر في الأشهر الأخيرة، والتي فحواها أن استعادة جميع الأسرى لن يتم إلاّ بشرط إنهاء الحرب. ويتابع: «أمام هذا الواقع الثابت، يتضح أن مقترح ويتكوف بنسَخه المتعددة لا يُتوقع منه أن يفضي إلى إنجاز المهمة المتمثّلة في استعادة جميع الأسرى. وفي هذا السياق، يبدو أن الفقر الفكري الذي يواجهه رئيس الحكومة نتنياهو على المستوى المنهجي في إدارة المعركة، وكذلك نهجه المناهض للديمقراطية، ينعكسان أيضاً في عالم المفاوضات. على الرغم من أن المفاتيح الأساسية لتقدّم العملية واضحة ومتاحة للطرفين (كالإفراج عن الأسرى الأمنيين)، فإن الجمود الذهني الناتج من حاجة وجودية – سياسية إلى البقاء يعطّل أي إمكان لإدارة نقاش نقدي ومهني بشأن البدائل المتاحة أمام المنظومة.
وعلاوة على ذلك، فإن تهميش رجال التفاوض وإقصاءهم من العملية لمصلحة الوزير ديرمر، المبعوث التوأم السرّي لنتنياهو، يُعد بدوره تجلّياً للركود الذي يخيّم على المسار، بينما أسرانا يذبلون، وللأسف الشديد، في الأسر».
ويخلص للقول إنه في ظل هذا الوضع القاتم، تقع علينا مسؤولية ضمان بقاء قضية الأسرى في صميم الأجندة المحلية والدولية، ليعود الأبناء إلى ديارهم، وكل ساعة تمرّ تُعد أثمن من سابقتها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ههه بل حرب داحس والغبراء ،. فاللهم عجل بتدمير أمريكا وتل أبيب بجاه النبي محمد الحبيب مثلما دمروا غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا هذي عقود وعقود وهم ينشرون الحروب و الدمار في الشرق الأوسط التعيس يا بئيس منذ 1948 وهم يقتلون ويشردون أبناء فلسطين الشرعيين لحساب الشرذمة الصهيو نازية الفاشية التي زرعوها في قلب فلسطين ظلما وعدوانا بقوة الحديد والنار معشر الفجار الأشرار الصهاينة الملاعين ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية