«جنس» ايمان زوبعة في فنجان!

حجم الخط
13

فجأة تحرك العالم «الحر» بكل قواه، مستنكرين حالة أرهقت أحساسيس شعوبهم المرهفة، وشنعت الروح الرياضية الزهية، ولطخت الصورة الوردية التي كانت عليها منافسات أنبل الألعاب وأقدمها.
الأمر لا يتعلق باعتراض الزعماء والرؤساء والمسؤولين على مشاركة أكبر وفد يمثل الكيان الصهيوني في دورة الألعاب الأولمبية في باريس في ظل استمرار آلة البطش الاسرائيلية تعمل على قتل الشعب الفلسطيني، بل ثار هذا العالم على الملاكمة الجزائرية إيمان خليف التي أثارت «جنسها» جدلاً دولياً بعد انسحاب منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني بعد 46 ثانية فقط إثر لكمتين قويتين على رأسها. وسارعت الانتقادات من كل حدب وصوب، ومن أعلى المستويات، حيث لاقت خليف انتقادات لاذعة من رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وحتى من ايلون ماسك مالك منصة «اكس» والذي صب الكثير من الزيت على النيران المشتعلة في موقع التواصل الشهير، حتى أن الروائية الاسكتلندية الشهيرة جاي كي رولينغ، صاحبة سلسلة «هاري بوتر» أدلت بدلوها بكلمات ناقدة.
وحاول المتهجمون على الملاكمة الجزائرية إيهام الرأي العام بأنها «متحولة جنسيا»، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية حسمت الجدل حين أكدت «أنه لا توجد قضية تحت اسم ملاكمات غير مؤهلات للمشاركة في منافسات أولمبياد باريس». وأضافت أن «جميع الرياضيين المشاركين في منافسات الملاكمة في هذه الدورة، اتبعوا قواعد الأهلية والتسجيل، بالإضافة إلى الامتثال الكامل للوائح الطبية المعمول بها والتي وضعتها وحدة الملاكمة في باريس».
اذا كان هناك تلاعب وغش، فاننا سنكون أول من يفضح ذلك، ولن نقبله، لكن في المقابل، اذا كانت السلطات الرياضية الرسمية أعطت الحق للاعبة بالمشاركة، فلها الحق أيضا بأن تلعب بحرية ومن دون ضغوط أو انتقادات لاذعة تؤثر على مسيرتها، وواجب علينا كاعلاميين ومتابعين أن نضمن لها ذلك، وهي مقابل الهجمة التي تعرضت لها، أطلق الجزائريون حملة تضامن واسعة مع بطلة الملاكمة، تقدمها مشاهير ونجوم المنتخب الوطني لكرة القدم.
والذي لا يعرف خلفية ما حدث، فان خليف كانت حُرمت من خوض نهائي بطولة العالم في نيودلهي بسبب عدم استيفاء معايير أهلية الجنس و«مستويات هرمون التستوستيرون»، وهو ما قاد الى انطباعات واستنتاجات من المفترض ان اللجنة الاولمبية الدولية حسمتها عبر اعطاء الضوء الاخضر لها بالمشاركة. ولم تكن الخصمة المقبلة لخليف المجرية أنا لوكا هاموري راضية، معتبرة أن مشاركة الجزائرية «غير عادلة»، علماً أنه سبق لهاموري نفسها أن دافعت عن مشاركة خليف، قائلة لوكالة الأنباء الرسمية المجرية «أم تي أي» إنه «إذا سمحوا لها بالمنافسة هنا، فمن المؤكد أنهم يعرفون أنها امرأة». وتسببت المباراة بين هاموري وخليف بموجة غضب في المجر، حيث وصف بعض وسائل الإعلام الملاكمة الجزائرية بأنها «ذكر بيولوجي». وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك أدامز إن معايير الأهلية التي حددتها الهيئة الأولمبية كانت تستند إلى الجنس المبيّن في جوازات السفر، لكنه أقر أن الأمر «ليس مسألة واضحة». وخليف، خسرت تسع مرات خلال مسيرتها التي خاضت خلالها 50 نزالاً،
لكن التضامن مع خليف شمل أيضا اللجنة الأولمبية الدولية التي أعربت عن حزنها لما سمته «الإساءات» التي تتعرض لها الملاكمة الجزائرية، مؤكدة أن إقصائها في وقت سابق من الاتحاد الدولي للملاكمة كان «قرارا تعسفيا». وجاء في بيان للجنة الأولمبية الدولية يوم الخميس: «رأينا معلومات مضللة في تقارير تتعلق برياضيتين (الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو تينغ) تتنافسان في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وفي مسابقات الملاكمة الدولية في فئة السيدات لسنوات عدة، بما في ذلك أولمبياد طوكيو 2020، وبطولات العالم المنظمة من الاتحاد الدولي للملاكمة. كانت الرياضيتان ضحيتين لقرار مفاجئ وتعسفي من الاتحاد الدولي للملاكمة. قرب نهاية بطولة العالم في 2023، وتم استبعادهما فجأة بدون أي إجراءات قانونية».
وباختصار، فان من حق اللاعبة الغضب من كل هذه الانتقادات، ومن حقنا ابراز أهليتها في المنافسة الشريفة، رغم ان العتب، ان وجد، لن يكون على ايمان خليف، وانما على مواطنها السباح جواد صيود الذي كان يعلم أنه ليس من المرشحين للتأهل الى نهائي سباق 200 متر متنوع، وشارك الى جانب لاعب اسرائيلي، رغم أن المدافعين عن الرياضي الجزائري سيعتبرون أن سباقات السباحة ليس فيها احتكاك مباشر بين المتنافسين على عكس مثلا ألعاب الجودو والملاكمة حيث قرر مواطنوه عدم مواجهة لاعبي الصهاينة بطرق ذكية.
لكن ننهي بخبر مفرح، أنه رغم خيبة العرب المتوجين بفضية تونسية وبرونزية مصرية فقط حتى الآن، ضمنوا ميدالية على الاقل هي تاريخية، لانها ستكون في كرة القدم مع تأهل مصر والمغرب الى نصف النهائي، وفي أسوأ الاحوال سيحصل أحدهما على الاقل على برونزية اللعبة للمرة الاولى في تاريخ المشاركات العربية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فؤاد:

    يعني هل اللجنة الأولمبية ستمنحها هدية مثلا، وحتى لو منحتها إياها الآن فقد تسحبها منها ولو بعد مائة سنة إذا تبين أن هناك خطأ،… هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لا أعرف إن كان يصح النظر إلى العرب كمجموعة واحدة متجانسة، أو هل العالم ينظر إلينا كذلك، لكن هذه المنطقة ربما هي الأقل حصدا للميداليات الأولمبية في العالم، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار إمكانياتها البشرية والمادية، لا بل الأدهى من ذلك، أن الأولمبياد ليس صيفيا فقط، بل بعد عامين من الآن سنشهد على الجزء الثاني من الأولمبياد في طابعه الشتوي، والذي يعرف غيابا شبه تام للعرب، رغم أن الظروف الطبيعية المحلية لم تعد سببا يمكن التذرع به لعدم المشاركة في الألعاب الشتوية، كما لم يعد مقبولا حصر المشاركات العربية في بعض التخصصات الرياضية دونا عن العشرات من باقي التخصصات الرياضية في الأولمبياد الصيفي، أو انتظار كرة القدم لتعطينا بعض نشوة المنافسة في الأولمبياد، رغم أن الأولمبياد في حد ذاته فرصة للاطلاع على الامكانيات والعمل المنجز في باقي الرياضات، والذي للأسف، لا يعكسه اكتساح بعض الدول للمنافسات الافريقية والعربية، التي تبقى فيها المنافسة ضعيفة.

  2. يقول Walid:

    كروموزوم xy

  3. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    بدون حساسية… المشهد يتحدث عن نفسه..
    .
    صورة ايمان قرب أقوى النساء توضح قوة عضلات
    ايمان.. فهي مفتولة.. وذكورية البنية.. ولو لم نعرف
    انها ايمان .. ورأينا لها صورة لوحدها… لما ظننا انها
    امرأة.. بنية.. وعضلات… وملامح الجسم…
    .
    هذا ما تراه النساء أمامها… ويراه العالم…
    .
    أول فكرة تأتي هي عدم تكافؤ الفرص… وهذا احساس
    مشروع… لا يمكن نعت من يأتيه أنه غير إنساني..
    بل هو احساس إنساني بامتياز… وبعدها يتحرى
    الأمر .. ويعرف أن ايمان امرأة.. فهناك من يقف هنا..
    وهناك من يسأل.. إلى أي معدل من هرمونات الذكورة
    عند النساء بجب الوقوف… ففي النهاية الهرمونات
    هي من تسبب بنية الجسم.. وقد حصل هذا ولولا
    خروج اتحاد الملاكمة العالمي من اللجنة الأولمبية
    لما لعبت ايمان… كأمرأة… فامرأة صينية كانت
    ممنوعة أيضا… لكنها تشارك في هذه الدورة…
    .
    لابد من تقنين الأمر.. وإلا قد يصبح تعاطي
    هرمونات الذكورة… كآفة المنشطات… عند من ليس
    لهن افرازات طبيعية غزيرة من هرمون الذكورة…
    .
    ليس كل من احتج عنصري أو صهيوني… بل هو في
    الأساس فعل بوازع شعور إنساني أصله الحرص على
    نكافؤ ألفرص.. وهذا كذلك ما يجعل العالم يقف ضد
    تعنيف الزوجات في المنزل من طرف الرجال.

    1. يقول ميمون بنعبد السلام:

      الغريب والعيب ليس في ان تكون المرأة قوية بل في الرجل اذا كان ناعما أملس شبيه بالنسا ء مثل ما يقره ويحث عليه الاوروبيون والغرب والاغرب ان بعض الجيران الذين نعزهم ونحبهم اقتنعوا بالعملية وهم الان يقتدون بالغرب في هذا المجال ولذا فان العجيب هو ان تنتقد امرأة لانها قوية ونسوا بان هناك في بلدها من هي اقوى واشد منها وكما نقول بالدارجة هي مرى ونص وهي بالف رجل في بعض البلدان التي ينعدم فيها الرجال

    2. يقول مواطن عربي:

      قال مارك أدامز المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، في مؤتمر صحفي أمس، أن إيمان خليف ” ولدت أنثى، وسُجّلت أنثى، وتعيش حياتها كأنثى، وتمارس الملاكمة كأنثى، ولديها جواز سفر أنثى.. هذه ليست حالة متحولة جنسياً.. هناك إجماع علمي على ذلك”.

  4. يقول يوسف الجزائري:

    ياليت كانت هذه الهرمونات الرجولة عند بعض الحكام العرب المطبعين المذلولين لا كرامة ولا رجولة

  5. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    تعقيبات غريبة … صراحة لم اقصد المساس بالشعور
    بالرجولة عند البعض… بل عبرت عن رأيي حول الأنوثة..
    الأنوثة كما أراها أنا… وربما اهل الأرض أيضا..

    1. يقول جيرار فوري:

      يحتاج العرب الى نساء مثل ايمان خليف لتحرير باقي الجيوب الارضية العربية المحتلة منذ قرون.

    2. يقول وليد:

      لا تكن لنفسك مداهن وعلى الناس طاعن. “حسبنا الله ونعم الوكيل”.

    3. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

      هناك من ساعدتهم في تحرير وطنهم..
      وخاض رجالنا معارك شديدة ضد فرنسا من أجلهم..
      فوقفوا مغ اسبانيا ضد نحرير جزيرة ليلى…
      .
      وان وزنا الأمر بميزان الرجولة… يا لهوي.. 😀

  6. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    وايضا يحتاج العرب الى رجال يعترفون بالجميل.. لجيرانهم
    في خوض حروب ضد المستعمر الفرنسي… من أجلهم..
    .
    وأن لا يقفوا مع المستعمر الاسباني ضد تحرير
    الجيوب… كزيرة ليلى ..
    .
    نساؤنا لا يرون في الأمر أي بطولة…
    .

  7. يقول طارق:

    مجرد مكر و تخابث.. حتى لو كانت كما يزعمون فأين اجرت عملية التحول؟ لابد ان تكون في عياداتهم المتخصصة اذ لا يوجد لها مثيل في الجزائر . و حتى اللجوء إلى عملية كهذه لا يحدث لأنها مكلفة و لأنها غير مقبولة اجتماعيا و دينيا في مجتمعنا. ثم لم يثبت ان اسمها تغير عن اسم مولدها و لو لجأت إلى إجراء عملية التحول للجأت اليها راغبة و ستلجأ بعدها الى تغيير اسمها راغبة أيضا.. فأين حدث هذا و كيف يظل سرا و هي نكرة لا يعرفها احد و لا تنافس على لقب في ملاكمة او في سواها؟…حرمانها من مشاركة سابقة هذا ظلم و اعتداء على حق لها مشروع و إيذاء لها و إساءة و يفترض ان تطالب بالاعتذار و بالتعويض و تقاضي من تولى الحملة الخسيسة هذه ضدها.د لأنها ليست بريئة.

  8. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    جيرار فوري
    .
    صحيح.. لقد رأيناهم في قضية جزيرة ليلى

اشترك في قائمتنا البريدية