جنوب اليمن ينقسم على نفسه: “الانتقالي” الانفصالي يحشد أنصاره الجمعة في “يوم الأرض” كأول رد على إعلان مجلس حضرموت الوطني

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صنعاء – ” القدس العربي”: تواترت، الخميس، في مدن ساحل ووادي حضرموت/ شرقي اليمن أخبار اجتماعات القيادات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) في سياق تحضيرات الحشد لفعاليات جماهيرية ينظمها الجمعة في مدن الساحل والوادي ، ويريد من خلالها إثبات مدى حضوره هناك؛ وكأن (الحشد الجماهيري) هو ما استطاع الانتقالي الرد من خلاله على تأسيس مجلس حضرموت الوطني، الذي تم إشهاره هيئته التأسيسية في 20 يونيو/ حزيران الماضي في الرياض في ختام مشاورات بين مكونات حضرمية استمرت شهرا.
وارتفعت لهجة إعلام المجلس الانتقالي، الخميس، من خلال ما ينشره من أخبار عن الاجتماعات التحضيرية لما أسموه فعاليات (يوم الأرض الجنوبي) في سياق ما يسعى إليه المجلس؛ وهو إثبات أن حضرموت لا يمكن أن تخرج عما يسميه مشروع دولة الجنوب، التي يسعى إليها الانتقالي المدعوم إماراتيًا.
وانتهت مشاورات المكونات الحضرمية، التي انعقدت خلال الفترة 21 مايو/ أيار- 19 يونيو/ حزيران، في الرياض إلى إعلان هيئة تأسيسية لمجلس حضرموت الوطني كحامل سياسي يعبّر عن طموحات أبناء المحافظة الأكبر مساحة جغرافية في اليمن والأغنى نفطا.
وجاء انعقاد المشاورات الحضرمية في سياق الرد على دخول الانتقالي لحضرموت بمعية أرتال من عتاده العسكري خلال استضافة المكلا لاجتماعات الجمعية الوطنية (الجمعية العمومية) للانتقالي في 21-22 مايو الماضي.
فيما يأتي إشهار الهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني في سياق حرص السعودية على قطع الطريق على مساعي مليشيات الانتقالي للسيطرة على حضرموت ضمن مشروعه الانفصالي ، الذي يستهدف بالقوة فصل محافظات جنوب وشرق اليمن عن شماله وغربه.
وتمثل حضرموت بالنسبة للسعودية أهمية خاصة ليس للعدد الكبير من رجال الأعمال الحضارم العاملين في المملكة فحسب بل لأن معظم حدود اليمن مع المملكة تقع مع هذه المحافظة؛ وبالتالي فإن إقحامها في أي لعبة سياسية سينعكس على السعودية بلاشك.
والتزم الانتقالي منذ إعلان مجلس حضرموت الصمت باستثناء التلويح من بعيد من قبل بعض قياداته؛ لينطلق صوب التحضير لفعاليات جماهيرية داخل محافظة حضرموت يحاول من خلالها إيصال رسالته التي تقول إن حضرموت مازالت ضمن مشروعه الانفصالي ولن يتخلى عنها، ويبدو من خلال خطابه الإعلامي المتواتر أنه يعتبرها معركة مصير؛ ويؤكده هذا لجوءه إلى الحشد الجماهيري؛ الذي تلجأ إليه المكونات السياسية اليمنية كتقليد سائد لإثبات القوة والحضور؛ لكن التاريخ أثبت أنها ليست ذات جدوى.
وكانت حضرموت قد شهدت الأسبوع الماضي زيارة رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، ومعه وفد سعودي وصلوا إلى المكلا عاصمة المحافظة في أول زيارة للعليمي منذ تولى منصبه. وشهدت الزيارة افتتاح ووضع حجر أساس لعدد كبير من المشاريع بتمويل من الرياض يتجاوز مليار ريال سعودي.
وفي خبر نشره موقع المجلس الانتقالي، الخميس، أكد اجتماع القيادة المحلية للمجلس بالمكلا أهمية فعاليات “يوم الأرض الجنوبي في حضرموت في تأكيد هوية حضرموت الجنوبية وتمسك أبنائها بمشروع الدولة الفيدرالية الجنوبية، ورفض مشاريع الوهم التي تسعى لإبقاء حضرموت تحت سيطرة قوى الفيد المشاركة في اجتياح الجنوب في عام 1994” . ووفق الخبر فإن هذه الفعاليات تأتي “رفضا لمحاولات تزييف إرادة أبناء المحافظة المتمسكين بالمشروع الجنوبي”.
من خلال خطاب الانتقالي الانفصالي الذي يسبق فعاليات الغد يتبين مدى إصراره على الاستحواذ على حضرموت وفي ذات الوقت مدى خوفه من إشهار مجلس حضرموت الوطني؛ كونه يدرك جيدا أنه لا يمكن أن يستقيم مشروعه بدونها؛ إذ أن هذه المحافظة مع محافظة المهرة تمثلا جغرافيا أكثر من ثلثي جنوب اليمن علاوة على قيمتها المالية باعتبارها تضم أهم حقوق النفط في البلاد.
يأتي هذا في الوقت الذي أبدت معظم المكونات القبلية في المحافظة تأييدها لمجلس حضرموت الوطني؛ وهو ما يُفهم منه رفضها للمجلس الانتقالي؛ وهو رفض ينطلق من تاريخ سياسي دفعت حضرموت ثمنه غاليا خلال تبعيتها لعدن في عهد التشطير وفق رأي بعض أبنائها، وهو ما توصل معه عدد كبير من مكوناتها إلى ما سبق وتم إعلانه من موقف واضح خلال فيما عرف بـ” لقاء سيئون” في مايو الماضي؛ وهو “أن تتحول حضرموت إلى دولة مستقلة في حال انفصال جنوب اليمن عن شماله أو إلى إقليم مستقل في حال استمرار عُرى الوحدة اليمنية”.
بتنظيم فعاليات يوم الأرض الجنوبي تدخل المحافظة الأكثر هدوء واستقرار في اليمن مرحلة جديدة من الانقسام السياسي؛ وهو ما يهدد استقرارها خاصة في حال قرر الانتقالي استخدم القوة؛ وهنا يكون الصراع في اليمن قد دخل مرحلة جديدة لها ما بعدها.
ويطالب الانتقالي بإخراج معسكرات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت بمبرر أن منتسبيها شماليون وينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر الأحزاب الإسلامية في اليمن وفق زعمه في سياق محاولاته المستمرة لدغدغة مشاعر مناصريه تحت شعار استهلاكي كما يراه البعض، والمتمثل في استعادة سلطة أبناء الجنوب وثرواتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية