طرابلس – «القدس العربي» : وسط الجمود السياسي الشديد الذي تمر به ليبيا، تحاول اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا رأب الصدع الليبي وإتمام عملية المصالحة الوطنية في ليبيا وإنهاء الانقسام لإعادة السلام والاستقرار إلى الأراضي الإفريقية.
وفي هذا السياق، يسعى الرئيس الكونغولي، دينيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا إلى عقد قمة إفريقية بخصوص الملف الليبي أوائل فبراير المقبل، وذلك في إطار التمهيد لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي ستحتضنه مدينة سرت في نيسان/ أبريل المقبل.
ومن المقرر عقد القمة في العاصمة برازافيل بحضور قادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم ووفود عدد من الدول المؤثرة في الأوضاع داخل ليبيا، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الليبيين ومن بينهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وأرسل رئيس الكونغو عدة رسائل خلال الأيام القليلة الماضية إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، سلمها وزير الخارجية والفرنكوفونية الكونغولي، جان كلود جاكوسو، وإلى رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد دبيبة، تسلمها نيابة عنه المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور.
كما خاطب رئيس جمهورية الكونغو رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، برسالة سلمها له عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية بوبكر عيسى، بشأن المصالحة الوطنية والمؤتمر المزمع عقده بالخصوص خلال الفترة القريبة المقبلة.
وأرسل أيضاً رسالة خطية للرئيس التونسي قيس سعيد، تتضمن دعوته لزيارة برازافيل في الخامس من شهر فبراير/ شباط القادم للتشاور حول الملف الليبي، حيث قام بتسليم الرسالة وزير الخارجية والفرنكوفونية الكونغولي جان كلود جاكوسو.
ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي ينظر باهتمام كبير لما سينتج عن جهود الاتحاد الإفريقي عبر لجنته الخاصة لتحقيق المصالحة في ليبيا والتي أصبحت شرطاً لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد، والاتجاه نحو استكمال جهود توحيد مؤسسات الدولة وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية تعيد لليبيين شرعية اختيار من سيتولى مقاليد السلطة خلال الفترة القادمة بعد 13 عاماً من الصراع السياسي والإيديولوجي والانقسام الحكومي والتدخل الخارجي.
وفي السياق، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي أنه من أجل تحقيق سلام واستقرار دائمين في ليبيا ينبغي إجراء عملية مصالحة وطنية قائمة على الحقوق بالتوازي مع التوصل إلى اتفاق سياسي من خلال الالتزام الحقيقي للقادة السياسيين وجميع الأطراف الليبية، فيما أعرب سفير بريطانيا لدى ليبيا مارتن لونغدن، عن استعداد بلاده لتقديم كل الدعم لصالح ليبيا واستقرارها، في حين أعلنت سفارة اليابان لدى ليبيا إعادة فتح مكتبها في طرابلس ومباشرة عملها من الأراضي الليبية.
وجاء موقف باتيلي خلال مشاركته بمعية فريق من البعثة الأممية في الاجتماع التحضيري الرابع لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد بمدينة زوارة والذي دعا إليه المجلس الرئاسي.
واختتمت، الإثنين، أعمال الاجتماع العادي الرابع للجنة التحضيرية، للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية، برئاسة النائب في المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، مسؤول ملف المصالحة في المجلس، وبحضور المبعوث الأممي إلى ليبيا ووزير الخارجية الكونغولي، جان كلود جاكوسو، الذي تترأس بلاده اللجنة الرفيعة المستوى حول الشأن الليبي، المكلفة من قبل الاتحاد الإفريقي، ومستشار الاتحاد الإفريقي للمصالحة، محمد حسن ولد لبات، وأعضاء اللجنة التحضيرية الممثلين عن جميع الأطراف الرئيسية المشاركة في العملية السياسية.
وبحث أعضاء اللجنة عدداً من القضايا التنظيمية المتعلقة بآلية عمل اللجنة استعداداً لانعقاد المؤتمر الجامع، المزمع عقده نهاية نيسان/ إبريل المقبل، في سرت.
وفي السياق، قال عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي إن الهدف الأساسي لكل الليبيين هو الإسراع في نجاح ملف المصالحة الوطنية والوصول للمؤتمر الجامع لأنه في حال نجح الليبيون في ذلك واتفقوا على إصدار وثيقة ستصدر منها توصيات تشريعية ودستورية وتنفيذية.
اللافي أشار خلال تصريح صحافي إلى أن التوصيات التشريعية تعالج المسائل القانونية العالقة والدستورية تتعلق بمسائل في الدستور والتوصيات التنفيذية تتعلق بملفات ذات أهمية كالعدالة الانتقالية وجبر الضرر. وأكد على ضرورة التركيز على الهدف وهو الوصول للمؤتمر الجامع، فاللجنة التحضيرية مهمتها الإعداد والتنسيق للوصول للمؤتمر من خلال دراسة مخرجات نتائج الملتقى التحضيري المنعقد في شهر يناير في كورنتيا وفتح مسارات أخرى لمناقشة الشواغل الخمسة.
ولفت إلى أن هناك مساراً خاصاً بملف الأمن الوطني سيتم تشكيل لجنة من الخبراء الأمنيين لوضع تصور لهم وهناك شاغل اللامركزية وهذا الهدف والمضمون حسب قوله.