جورجيسكو يدعو إلى التعبئة في رومانيا بعد إلغاء الانتخابات الرئاسية

حجم الخط
0

بوخارست: دعا المرشّح القومي للرئاسة في رومانيا كالين جورجيسكو إلى تعبئة الأحد ضد قرار المحكمة الدستورية إلغاء الانتخابات على خلفية شكوك بتدخل روسيا لمصلحته.
في حدث نادر جدا في أوروبا، ألغت المحكمة الدستورية الجمعة الانتخابات الرئاسية، قبل يومين من دورتها الثانية، مشيرة إلى أن العملية الانتخابية “شابتها طوال مدّتها وفي كل مراحلها مخالفات وانتهاكات متعددة للتشريعات الانتخابية شوّهت الطابع الحر وصحة تصويت المواطنين”.
وقالت المحكمة إنها بناء على الوثائق، خلُصت بالإجماع إلى قرار إلغاء العملية الانتخابية برمّتها حرصا على “صحّة” التصويت و”قانونيته”.
والسبت، دهمت السلطات الرومانية منازل في وسط البلاد “في قضية مرتبطة بجرائم فساد ناخبين وغسل أموال وتزييف معلوماتي”، وفق بيان للنيابة العامة.
وتشتبه النيابة العامة بحدوث انتهاكات للقانون المتعلق بحظر المنظمات والرموز ذات الطبيعة الفاشية والعنصرية والمعادية للأجانب.
وتستهدف العملية على وجه الخصوص شخصا “يُحتمل أن يكون متورطا في تمويل غير قانوني للحملة الانتخابية لمرشح رئاسي”، بحسب النيابة التي لم تُسمِّ المرشح القومي جورجيسكو ولا رجل الأعمال الثري بوغدان.
وفُتح التحقيق هذا الأسبوع بعد رفع السلطات السرية عن وثائق استخبارية تدعم اتهامات بشأن “دور” كبير لمنصة تيك توك في الحملة لمصلحة جورجيسكو.
ولم تشأ حملة جورجيسكو التعليق على عمليات الدهم، لكن المرشح قال في تصريح لشبكة سكاي نيوز إنه “لا توجد صلة” بينه وبين روسيا.
وهو يعتزم الطعن قضائيا بقرار الإلغاء الذي وصفه بأنه “انقلاب”، وهو ما يعتزم فعله أيضا زعيم حزب “التحالف من أجل وحدة الرومانيين” اليميني المتطرف جورج سيميون الداعم له.
وجدت أجهزة الاستخبارات أوجه تشابه مع جهود تدخل روسية سابقة في الانتخابات في أوروبا وأحصت “25 ألف حساب تيك توك” على صلة مباشرة بحملة جورجيسكو، أصبحت “نشطة جدا قبل أسبوعين” من الانتخابات.
وأشارت الأجهزة إلى حساب يخص بوغدان بيشير سدد دفعات بـ381 ألف دولار (361 ألف يورو) بين 24 تشرين الأول/أكتوبر و24 تشرين الثاني/نوفمبر لمستخدمين لشبكة الإنترنت للمساعدة في الترويج للمرشح.
ومصدر ثروة الرجل الذي عمل في شركات ذات صلة بالعملات المشفرة، ليس جليا.
وفقا للسلطات، فإن “أسلوب حياته لا يتطابق” مع أنشطته الحالية.
وعثر المحققون على سبعة ملايين يورو من العملات المشفرة في منزله، وفقا لوسائل إعلام رومانية.
في الدورة الانتخابية الأولى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أثار التصدّر المفاجئ لجورجيسكو مخاوف في الغرب حيال المكانة الاستراتيجية لهذه الدولة المجاورة لأوكرانيا والمنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ولطالما أعلن هذا المسؤول الكبير السابق تأييده الوقف التام للمساعدات العسكرية لأوكرانيا المجاورة. وينتقد جورجيسكو (62 عاما) الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشكل منتظم. وندد بشكل من أشكال “الانقلاب” بعد إعلان إلغاء الانتخابات.
وكان مقررا أن يواجه في الدورة الثانية إيلينا لاسكوني زعيمة حزب الوسط الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي.
ويُفترض أن تحدد الحكومة المقبلة المنبثقة من الانتخابات التشريعية الأخيرة موعد الانتخابات الجديدة.
ووقعت أربعة أحزاب مؤيدة لأوروبا تتمتع بغالبية في البرلمان اتفاقا هذا الأسبوع لتشكيل ائتلاف “وحدة وطنية”، لكن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
وحتى ذلك الحين، يبقى الاشتراكي الديمقراطي مارسيل سيولاكو رئيسا للوزراء يتولى تصريف الأعمال.
(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية