عواصم -«القدس العربي» ووكالات: انتخب البرلمان اللبناني، أمس الخميس، بأغلبية 99 صوتاً، قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيسا للبلاد، حيث أكد الأخير في خطاب القسم في مجلس النواب، التزامه “ببسط الدولة سيطرتها وحقها في احتكار حمل السلاح، ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية”.
وقد غابت المفاجآت عن الجلسة الـ 13 لانتخاب رئيس الجمهورية وأثمر التوافق الواسع الذي تخلله بعض التشويق قبل وخلال الدورة الأولى في انتخاب عون بأغلبية 99 صوتاً في الدورة الثانية مع تسجيل 9 أوراق بيضاء و5 أوراق ملغاة و13 ورقة للتيار الوطني الحر حملت عبارة “سيادة ودستور” وصوتين لشبلي الملاط في حضور رُعاة هذا الانتخاب الذين حملوا “كلمة السر” وهم الموفد السعودي يزيد بن فرحان والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وأعضاء اللجنة الخماسية وسفراء الدول العاملة في لبنان من عرب وأجانب، إضافة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء.
وفشل عون في الدورة الأولى في الحصول على 86 صوتاً تؤهله للفوز، فنال 71 صوتاً في مقابل 37 ورقة بيضاء للثنائي الشيعي وحلفائه و14 ورقة حملت عبارة “السيادة والدستور” للتيار الوطني الحر وصوتين لشبلي الملاط وعدد من الأوراق الملغاة. وبعد إعلان النتيجة رفع الرئيس نبيه بري الجلسة ساعتين لمزيد من التشاور، ليعقد البرلمان جلسته الثانية وينتخب عون.
وأفيد أن خلال الجلستين، اجتمع وفد من “الثنائي الشيعي” ضم المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مع قائد الجيش بعيداً عن الأضواء للبحث في مستقبل المرحلة المقبلة والاستحصال على تطمينات حول الحكومة والتمثيل الشيعي فيها.
وألقى الرئيس المنتخب خطاب القسم تحت قبة البرلمان بعدما أدى اليمين الدستورية، وحدّد فيه عناوين المرحلة بما تستوجبه من تحولات، ملتزماً أمام الشعب اللبناني “ببسط الدولة سيطرتها وحقها في احتكار حمل السلاح، وبالاستثمار في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية”.
وأكد على “التزام لبنان الحياد الإيجابي”. وزاد: “يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان”، قائلاً: “عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني”.
وقال: “آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض”، رافضاً “توطين الفلسطينيين”، داعياً “إلى بدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لاسيما ملف المفقودين والنازحين السوريين”.
وتوالت ردود الفعل المرحبة بانتخاب عون، وأول المهنئين بانتخابه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي رأى أن انتخابه “يفتح باب الإصلاحات في لبنان”، فالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأكد الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين أن انتخاب عون “خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان”. فيما رحّبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت أن الانتخاب “خطوة أولى طال انتظارها لتجاوز الفراغ السياسي والمؤسساتي في لبنان”.
شتائم وتصفيق ووجوم على وجوه نواب «حزب الله»… وطلب على الليرة
• شهدت الجولة الأولى من جلسة انتخاب الرئيس جوزف عون شتائم بين النائبة عن كتلة التغييريين، بولا يعقوبيان، والنائب عن “التيار الوطني الحر” سليم عون.
وانتقد البعض سلوك عون في الهجوم على يعقوبيان ووصفوه بأنه ذكوري ويمس حياتها الشخصية.
• صفّق الكثير من نواب المعارضة لدى كلام عون في خطاب القسم عن “احتكار الدولة لحمل السلاح” فيما نواب “حزب الله” لم يصفقوا وبدا الوجوم على وجوه بعضهم.
• علا التصفيق مراراً في القاعة لدى حديث الرئيس المنتخب عن منع تجارة المخدرات واستقلالية القضاء وسياسة الحياد الإيجابي مع الدول العربية.
• عائلة العماد جوزف عون (زوجته نعمت وابنه خليل وابنته نور وحفيداه) انتقلت صباح أمس إلى القصر الجمهوري في بعبدا قبل انتخابه في الدورة الثانية للاقتراع في البرلمان.
• بعد انتشار حالة من الارتياح والتفاؤل بانتخاب رئيس تعزز الطلب على الليرة اللبنانية ما دفع مصرف لبنان إلى ضخ السيولة اللازمة وتأمين حاجة السوق من العملة الوطنية.