جوزف عون في اليوم الأول من الولاية الرئاسية يستعجل استشارات تكليف رئيس الحكومة الاثنين

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي»: بدأ الرئيس اللبناني المنتخب العماد جوزف عون يومه الأول في قصر بعبدا مفتتحاً مرحلة جديدة لعهد رؤيوي رسم خطوطه العريضة في خطاب القسم الذي ألقاه في مجلس النواب، واستعجل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة يوم الاثنين وفق برنامج وزّعته المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ويبدأ برئيس مجلس النواب نبيه بري ثم النواب المستقلين فالكتل النيابية.
وأول الزوار الذين قصدوا القصر كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يستعد لزيارة دمشق السبت برفقة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب للقاء مدير الإدارة المركزية أحمد الشرع قبل أيام على انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية والتي تتباين المعلومات حول ما إذا كانت ستفضي إلى إعادة تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة علماً أن ميقاتي يحظى بدعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعاد ترتيب العلاقة مع المملكة العربية السعودية، كما أنه يحظى بثقة «الثنائي الشيعي» الذي يبدي ارتياحه للتعاون مجدداً مع ميقاتي بخلاف قوى المعارضة التي تتجه إلى ترشيح أحد أعضائها.
وقد سمّى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع نائبين من المعارضة هما فؤاد مخزومي وأشرف ريفي كمؤهلين لتأليف الحكومة، مستبعداً ميقاتي من خلال قوله «شئنا أم أبينا ميقاتي كان مع الطبقة الحاكمة، وفي المعارضة مرشحان هما أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، وكمعارضة لا يمكننا الا ان نكون منسجمين بالحد المقبول مع ذاتنا ولا يمكن ان نرشح أحداً آخر». كذلك، عبّر أحد نواب التغيير إبراهيم منيمنة عن التوجه لتسمية شخصية أخرى غير ميقاتي تواكب المرحلة الجديدة.

ميقاتي: التحديات والجنوب

وكان للرئيس ميقاتي تصريح مطوّل من القصر الجمهوري جاء فيه: «سعدت هذا الصباح بالمجيء إلى قصر بعبدا بخاصة بوجود فخامة الرئيس العماد جوزف عون، وجددت له بداية تهاني الحارة بانتخابه، متمنياً ان يكون عهده عهد نجاح وبحبوحة وازدهار للبنان». وقال «خلال اللقاء بحثنا في العمل الذي تحقق في الفترة الماضية، والتي قامت الحكومة خلالها بتصريف الاعمال. وخلال سنتين وشهرين منذ انتهاء عهد فخامة الرئيس ميشال عون، عقدت 60 جلسة لمجلس الوزراء وصدر خلالها اكثر من 1211 قراراً كما صدر اكثر من 3700 مرسوم» مضيفاً «كل الامور التي قمنا بها كانت بهدف الابقاء على عجلة الدولة وتسيير أمورها، وأعتقد ان الجميع شهدوا اننا استطعنا تمرير هذه المرحلة وحافظنا على استمرارية الدولة وبشكل خاص من خلال العمود الفقري للدولة وهو الجيش بقيادة العماد جوزف عون وبالتعاون الذي حصل بيننا وبينه».
وتابع ميقاتي: «تحدثنا عن التحديات الموجودة وعن خطاب القسم والذي حدد التوجهات لأي حكومة جديدة من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة. كما تحدثنا عن الوضع في الجنوب وضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي السريع والكامل وإعادة بسط الاستقرار في الجنوب ووقف الخروقات الإسرائيلية على لبنان» لافتاً إلى أنه «خلال اللقاء طلب فخامة الرئيس استمرار الحكومة في عملية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة وأن يكون تشكيلها بإذن الله في أسرع وقت».
ولدى سؤاله إن كان سيعود إلى رئاسة الحكومة مجدداً قال «هناك اجراءات دستورية يجب ان تقام، وعملاً بالقول عند كل آذان صلاة، فعندما تحصل الاستشارات والتكليف فلكل حادث حديث».

اسم ميقاتي مطروح مجدداً ويزور دمشق للقاء الشرع… وجعجع يقترح ريفي أو مخزومي

وأشار إلى «أن الحكومة المقبلة يجب ان تكون قادرة على ترجمة التوجه الذي تحدث عنه فخامة الرئيس. فنحن أمام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدي من أجل انقاذ الوطن».
وعن موقف جعجع من عدم تسميته، أجاب: «نحن نقدّر كل الآراء والمواقف السياسية، ولكل إنسان حرية قول ما يريد وفي النهاية فإن الاجراءات الدستورية ستأخذ مجراها».
وحول كلام الرئيس عون عن حصرية السلاح بيد الدولة والقرار 1701 قال: «هل ننتظر من رئيس البلاد ان يقول ان السلاح مشرّع للجميع؟ وهل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول ان السلاح مشرّع بيد جميع المواطنين؟
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات من اجل سحب السلاح وان تكون الدولة موجودة على كل الاراضي اللبنانية وان يكون الاستقرار بدءاً من الجنوب».
واللافت أن الموعد الثاني الذي لفت الأنظار هو موعد الرئيس السابق ميشال عون الذي كان أخذ على قائد الجيش عدم التدخل لفض التظاهرات في 17 تشرين/أكتوبر والذي لم يصوّت نواب تياره لصالحه. وبعد اللقاء الذي لم يدم أكثر من 15 دقيقة قال الرئيس السابق: «واجبٌ أن يزور الرئيس السابق الرئيسَ الجديد لتقديم التهنئة، وآمل في أن ينجح الرئيس جوزف عون في إدارة البلاد في هذه الفترة الصعبة».

جعجع: احتكار الدولة للسلاح

في المواقف من العهد الجديد، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن من»حق الدولة احتكار حمل السلاح» وأشاد بخطاب الرئيس جوزف عون وبالعبارات التي وردت فيه والتي «تشكل خطة عملنا كقوات لبنانية خلال ال 6 أشهر المقبلة» معتبراً «أن ثلاثية جيش وشعب ومقاومة انتهت وولّى زمنها».
وقال «منذ 30 سنة وللمرة الأولى يُنتخب رئيس، لا على يد النظام السوري ولا على يد الممانعة». واعتبر «أن جماعة الممانعة لم تستطع إلا التصويت للعماد جوزف عون، وهي انطلقت من سليمان فرنجية إلى اللواء الياس البيسري ثم إلى جوزف عون، ولا بد من الإشارة إلى أن 71 صوتاً ليس رقماً قليلاً وهو يبلغ اكثر من نصف المجلس النيابي».
وكشف جعجع عن لقاء جمعه بقائد الجيش قبل انتخابه وأنه «لمس لديه وعياً تجاه موضوع سلاح «حزب الله» كما حكمة بترجمة هذا الامر على الأرض» مشيراً إلى «أن الحزب بات يعلم ان الامور لم تعد في إطار المزح الا اذا وجد من يتواطأ معه. من هنا اهمية وصول العماد جوزف عون الذي لن يتواطأ، ولديه من الشخصية ما يكفي ليطبق القرارات الدولية، ولا ننسى ان من اهم المعايير في السلطة الهيبة، وأتوقع ان تطبع الهيبة العهد الجديد».

الجميّل: صفحة جديدة

ورأى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل «أن صفحة جديدة من تاريخ لبنان فتحت اليوم» آملاً «أن تكون مشرقة وأن تقف الدول كلها إلى جانب لبنان لإعادة النهوض» معتبراً «أن الرئيس عون هو أول رئيس يُنتخب بعد الحرب في بلد محرر من أي وصاية، ولهذا السبب خطابه غير مسبوق في آخر 30 سنة» مضيفاً: «كل الرؤساء إما أتوا في زمن الوصاية السورية أو في فترة كان فيها «حزب الله» قابضاً على القرار وكان ممنوعاً على أي رئيس التحدث عن مصلحة بلده وأن يكون خطابه واضحاً كخطاب الرئيس عون وهو الخطاب الطبيعي والمنطقي الذي ينتظره كل اللبنانيين». وشدد على أنه «يهمنا أن ينفذ اتفاق وقف إطلاق النار وتنسحب إسرائيل من لبنان وأن ينتشر الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية كما تعهد رئيس الجمهورية، وأقول إن شعوراً قوياً بالفخر انتابني أثناء إلقاء الرئيس خطاب القسم وكأن حلما تحقق بالنسبة لنا».
وعن العلاقة مع إيران، أكد «أننا لا نريد أن نعادي أي دولة ولكن نرفض بشكل قاطع أن تتدخل أي دولة بلبنان وتستخدم بلدنا منصة صواريخ كما حصل مع إيران في الـ 15 سنة الماضية، بحيث حوّلته إلى قاعدة عسكرية انطلق منها المقاتلون للدفاع عن بشار الأسد بوجه شعبه، من بعدها حرب الإسناد التي دفعنا ثمنها غالياً والدمار الذي حصل في الجنوب».
وعلى المقلب الشيعي، بارك المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «للبنان واللبنانيين ولفخامة الرئيس جوزف عون برئاسة الجمهورية» ورأى «أن اللحظة وطنية بامتياز، وبخاصة في ما يتعلق بالتضامن والميثاقية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية وحفظ البلد، وتأكيد الشراكة التاريخية، والدفع نحو عمل وطني شامل».

قبلان: خطأ التقديرات

وقال «ما سمعناه من الرئيس عون بخصوص القيمة الدستورية والسقف القانوني وتوفير الأمن وضرب أوكار الجريمة والمخدرات وتوثيق الشراكة الوطنية ومصلحة الكيان اللبناني هو كلام مهم للغاية، والعبرةُ بالتنفيذ، وهو عين حاجة لبنان الماسة، وأقول للقوى السياسية: البلد في طور الخلاص من الفراغ الدستوري والسياسي، والمرحلة مهمة لحماية لبنان من أي التزامات خارجية تتعارض مع المصلحة الوطنية وحماية البلد من الفتن والصراعات الداخلية، والهواجس مبررة، وتاريخ هذا البلد غارق بالضغوطات والمشاريع الخارجية».
وأكد قبلان «أن المطلوب شراكة سياسية تفي بحقيقة الصيغة الميثاقية للبنان، والميزان يمر بالمكوّنات الحكومية الجديدة، بما في ذلك شخصية رئيس الحكومة والبيان الوزاري والعمل الحكومي وأي خطأ بتقديرات التوازن الداخلي يضرب قدرة لبنان على النهوض، وكذلك إعمار لبنان وحضور الدولة بين شعبها وناسها بخاصة في الجنوب والضاحية والبقاع هو أكبر ضرورة وطنية، ولا خلاص لهذا البلد إلا بحماية مصالحه الوطنية عبر تكريس السيادة والشراكة الميثاقية بين المكوّنات اللبنانية، والحاجة ملحّة للإسراع بتشكيل حكومة تضامن وعمل وطني بعيداً عن إملاءات العالم».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد ايي انطون:

    ليأخذ الله تعالى بيد فخامة الرئيس ويساعده على تنفيذ كل ما ورد في خطاب القسم ليحيا لبنان !!!

اشترك في قائمتنا البريدية