مقاتلون من البوليساريو. أرشيف
باريس- “القدس العربي”:
قالت مجلة جون أفريك الفرنسية، إنه منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نهاية عام 2024، بدأت تُكشف الوثائق السرية وتُفك القيود عن الألسنة، ليتَبيَّن أن بعض الصحراويين المعتقلين في السجون السورية هم مقاتلون سابقون في جبهة البوليساريو، أُرسلوا لدعم قوات الديكتاتور المخلوع.
واعتبرت الأسبوعية الفرنسية أنه على الرغم من نفي جبهة البوليساريو لهذه المعلومات، إلا أنها تسيء إلى صورتها وتدعم اتهامات المغرب.
أشارت مجلة جون أفريك إلى ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست في 12 أبريل/ نيسان الجاري، متحدثة عن قضية حساسة: مقاتلون صحراويون تلقوا تدريبات على يد إيران، تم إرسالهم إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد عسكريا.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن المئات منهم محتجزون اليوم لدى قوات الأمن السورية الجديدة. وأكد مصدران أوروبيان ورد ذكرهما في المقال، أن هؤلاء المقاتلين كانوا جزءا من شبكة منظمة أنشأتها إيران لتعزيز النظام السوري عسكريا عبر وكلاء، تماما مثل حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية.
وتضيف تحقيقات واشنطن بوست، أنه منذ سقوط نظام الأسد، بدأت السلطات السورية الجديدة بتفكيك الجهاز اللوجستي الذي أنشأته طهران، والذي شمل شبكات لتهريب الأسلحة، ومعسكرات تدريب، وتغلغلا مباشرا للنفوذ من خلال وكلاء، كان من ضمنهم المقاتلون الصحراويون.
لكنّ مصدرا مقربا من جبهة البوليساريو، نفى للصحيفة الأمريكية أي تورط، ووصف الاتهامات بأنها “مهينة” للحركة الصحراوية، كما تُشير مجلة جون أفريك.
مع ذلك، تتابع المجلة الفرنسية، فإن هذه المعلومات تؤكد ما ورد في سلسلة من الوثائق السرية الصادرة عن الأجهزة السورية، والتي أصبحت اليوم بحوزة الحكومة الانتقالية. وتشير هذه الوثائق إلى تعاون منظم بين البوليساريو وحزب الله اللبناني والنظام السوري، بدعم خفي من الجزائر.
وترى الرباط التي قطعت علاقاتها مع طهران منذ 2018، في هذه التطورات تأكيدا رسميا على تحذيراتها السابقة، تقول جون أفريك.
كل شيء بدأ بوثيقة تحمل صفة “سري للغاية” مؤرخة في 2012، عُثر عليها في أرشيف المخابرات السورية، تؤكد جون أفريك أنها حصلت على نسخة منها. وُجهت الوثيقة إلى رئيس الفرع 279 (مديرية الاستخبارات العامة الخارجية السورية)، وتفصّل اتفاقا بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، والجزائر، ونظام دمشق. الهدف هو تنظيم تدريب 120 مقاتلا صحراويا مقسمين إلى أربع مجموعات، تم إدماجهم في وحدات سورية اعتبارا من يناير/ كانون الثاني عام 2012.
وتروي الوثيقة اجتماعا عُقد في تندوف، جمع ممثلين جزائريين وسوريين، والأمين العام لجبهة البوليساريو آنذاك محمد عبد العزيز، وخليفته المستقبلي إبراهيم غالي، وعبد القادر طالب عمر (سفير الجمهورية الصحراوية في الجزائر) لتنفيذ الاتفاق، وفق جون أفريك دائماً.
كما تشير الوثيقة أيضا إلى زيارة قام بها مسؤولون صحراويون إلى بيروت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2011، للقاء قيادي عسكري في حزب الله. وعلى الرغم من أنهم لم يلتقوا حسن نصر الله، فإن التنسيق سمح بوضع الخطوط العريضة لتدخل ميداني. ولم يقتصر دور المقاتلين الصحراويين على التمثيل الرمزي، بل شاركوا في مهام خاصة إلى جانب القوات السورية للدفاع عن نظام الأسد.
مضت مجلة جون أفريك مذكِّرةً بإعلان وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة في عام 2018 عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، واتّهامه حينها طهران بتزويد جبهة البوليساريو بالسلاح عبر حزب الله، وتدريب عناصرها عسكريا.
وفي مقابلة له مع جون أفريك آنذاك، تحدث الوزير المغربي عن تنسيق منظم يشمل نقلا لوجستيا وتأطيرا وتدريبات. ونددت الرباط حينها بمحور طهران- حزب الله- الجزائر- البوليساريو، واعتبرته تهديدا لأمنها القومي، تُشير المجلة الفرنسية.
وتُعد الوثائق السورية التي ظهرت مؤخرا، امتدادا لهذا التحذير. وهي تؤكد أن هذا التعاون تجاوز حدود الدعم غير المباشر. في ذلك الوقت، لم يكن المغرب يعلم -على الأقل رسميا- أن بعض هؤلاء المقاتلين الصحراويين قد أُرسلوا إلى سوريا للدفاع عن نظام الأسد عسكريا. ولم تظهر هذه التفاصيل إلا الآن، في ضوء الأرشيفات التي رُفعت عنها السرية في دمشق، تتابع مجلة جون أفريك.
لم تكن العلاقات بين المملكة المغربية وسوريا دائما متوترة، توضح الأسبوعية الفرنسية، مُشيرة إلى أنه في أوائل الألفينات، بدأ تقارب بدفع من عبد الرحمن اليوسفي، رئيس الحكومة السابق. وفي 2001، سمحت زيارة إلى دمشق بإغلاق مكتب البوليساريو هناك وسحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية. لكن في 2012، استعادت سوريا علاقاتها مع الجبهة الانفصالية. وفي يوليو/ تموز من العام نفسه، تحدث سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي حينها، أمام مجلس الأمن الدولي لإدانة انتهاكات النظام السوري، داعيا إلى تعبئة دولية وتحقيقات مستقلة حول العنف ضد المدنيين.
الرد السوري لم يتأخر، حيث هدّد بشار الجعفري، الممثل السوري في الأمم المتحدة، حينها، علنا بكشف “ملفات حساسة” عن المغرب، لا سيما حول قضية الصحراء. وفي على 2023، استقبلت السفارة السورية في جنيف مسؤولا من البوليساريو. وفي يونيو/ حزيران عام 2024، شاركت الجبهة في مؤتمر مؤيد لفلسطين في بيروت برعاية سورية. وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، أُسر نحو ثلاثين مقاتلا صحراويا في حلب من قبل المعارضة السورية، تُذَكِّر مجلة جون أفريك دائما.
رغم أن جبهة البوليساريو تنفي بشدة في الوقت الحالي اتهامات واشنطن بوست، فإن الدعوات لإعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية تتزايد. ففي الولايات المتحدة، يدافع النائب الجمهوري جو ويلسون عن هذا التوجه منذ أبريل/ نيسان الجاري. وفي المملكة المتحدة، وصف النائب المحافظ ووزير الدفاع السابق ليام فوكس، الجبهة بأنها “وكيل لإيران”، تُشير مجلة جون أفريك.
بالنسبة للمغرب، فإن هذه التسريبات تؤكد تحذيراته الدبلوماسية القديمة. أما بالنسبة للجزائر، الداعم التقليدي للبوليساريو، فهي نكسة سياسية قد تتجاوز تبعاتها حدود ملف الصحراء، وفق مجلة جون أفريك.
هذه المشكلة أصبحت تأخذ وقتا كثيرا وتشغل العالم العربي وغربه بالذات وتصرف الأنظار عن قضايا مصيرية اكثر الحاحا وينفذ من خلالها اعداء الامة
لا شيئ اكثر مصيرية لأي شخص من وطنه..
.
الديار اولا .. ثم ديار ذوي القربى…
.
.
وحينها.. لكل مقام حديث.. سنخرج حينها كل الملفات.. 😀
جمعة مباركة يا مسلمين .
ماتحدثت عنه جون أفريك بتجنيد مئات المقاتلين من جبهة البوليساريو يناقض الرواية التي روج له الإعلام المغربي وتحدث عنه عدد من المحللين المغاربة بأن البوليساريو منذ وقف إطلاق النار وباتت عاجزة عن تجنيد عناصر جدد وان عدد مقاتليها لم يعد يتجاوز العشرات.
و ماذا عن امريكا الراعي الرسمي لاكبر دولة نازية و دعمها لها في ابادتها لشعب فلسطين الاعزل و تعاون بعض الدول ”الاسلامية” معها في كل المجالات
1)- جون أفريك الفرنسية تجارية ، وكأي مجلة تجارية تميل إلى من يدفع ، أو يدفع أكثر ، مقابل الإشهار الإيجابي .
مجلس التعاون الخليجي قام بتوجيه الدعوة للمملكة المغربية في منتصف 2011 ، للانضمام إليه. بعد ذلك شاركت المملكة المغربية في اليمن في “عملية عاصفة الحزم”
هل يقبل العقل ان الجيش الصحراوي الذي يحارب على اراضيه ان يرسل مقاتليه الى سوريا وهو بحاجة ماسة اليه ؟
الدي يقرأ رأيك يضن أن هناك حرب طاحنة في الصحراء الغربية المغربية.و الواقع أن السكان هناك يعيشون في طمأنينة و راحة البال
سمعنا نفس الرواية في ليبيا ولم سيطر الثوار على كامل ليبيا لم يجد عنصر واحد من البوليساريو وفشل من روج للإفتراء في إعطاء إسم صحرواي واحد تم تجنيده .
يقول الاسرى المغاربة انه الى جانب ما عانوه من جميع انواع العذاب الجسدي فقد ذاقوا ايضا انواع اخرى من العذاب النفسي و خصوصا المخابرات السورية.
الذي يعيش على الاوهام لن يحصد الا الاوهام . انتهى الاقتباس.