جيش الاحتلال يصعد الهجمات الدامية على قطاع غزة.. والأوضاع الإنسانية في تدهور مستمر

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: صعدت قوات الاحتلال من هجماتها ضد قطاع غزة، ونالت مناطق وسط القطاع ومدينة خان يونس، التي تتعرض لعملية عسكرية عنيفة، النصيب الأكبر من الاستهدافات.

صواريخ ثقيلة

وفي وسط القطاع، حيث بدأ جيش الاحتلال، منذ مطلع الأسبوع، بتوسيع هجومه البري على العديد من المخيمات والأحياء، قصفت قوات الاحتلال عدة مناطق، وقامت طائرات حربية إسرائيلية نفاذة باختراق حاجز الصوت في سماء وسط القطاع.

واستشهد أربعة مواطنين وسقط عدد من المصابين باستهداف منزل يقع جنوب مخيم النصيرات، حيث جرى نقلهم إلى مشفى العودة.

كما استشهد ثلاثة مواطنين جراء استهداف منزل يقع شرق مدينة دير البلح .

وفي مخيم النصيرات شن الطيران الحربي عدة غارات، إلى جانب القصف المدفعي، وتركز على شمال المدينة.

وقصفت المدفعية منطقة أرض أبو ستة وأرض المفتي، وطالت غارات أخرى المناطق المجاورة القريبة من وادي غزة، وكذلك بلدتي المغراقة والزهراء.

وأكد شهود من المخيم لـ “القدس العربي” أن أصوات الانفجارات الأخيرة كانت مرتفعة جداً، وأن حجم التدمير الناجم عن الهجمات التي شنّت منذ بداية الأسبوع الجاري، وطال البنايات السكنية، كان كبيراً، ويدلل على استخدام جيش الاحتلال صواريخ من النوع الثقيل.

وحسب رواية أحد المواطنين، فإن شظايا الصواريخ، والكتل الإسمنتية التي تطايرت من البنايات المستهدفة وصلت إلى مناطق تبعد مئات الأمتار عن مكان القصف.

وقد تعمدت طائرات الاحتلال تدمير بنايات مرتفعة الأدوار، كما دمرت في غارة واحدة واجهة برج سكني مكون من ثمانية أدوار، حيث أتى الصاروخ على واجهات الأدوار من الأعلى إلى الأسفل، وترك خراباً كبيراً في المبنى الذي بات لا يصلح للسكن.

والجدير ذكره أن الصواريخ الإسرائيلية المستخدمة في الحرب على غزة هي من صناعة أمريكية، ومؤخراً أعلن عن موافقة أمريكا على تزويد إسرائيل بشحنة جديدة منها.

وطال القصف الإسرائيلي كذلك العديد من مناطق مخيم البريج، وخاصة المناطق الشرقية، وسقط الكثير من القذائف المدفعية على مخيم المغازي، الذي هدّد سكانه بالنزوح القسري.

وحسب المعلومات التي ترد من المخيم فإن القذائف تساقطت في مناطق السكن في الوسط، وقد كان السكان شرعوا بعمليات الإخلاء القسري، منذ يوم السبت الماضي.

وشنت كذلك قوات الاحتلال هجمات على حدود مدينة دير البلح الجنوبية والشرقية، وهي المناطق التي طلب جيش الاحتلال من سكانها النزوح القسري.

وجاء ذلك في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع الإنسانية في المدينة وباقي مناطق وسط القطاع تدهوراً، بسبب تزايد أعداد النازحين، وعدم توفر أماكن لإقامتهم.

استشهاد صحفي

وفي مدينة خان يونس، عثرت الطواقم الطبية على جثمان الشهيد الصحفي إبراهيم محارب، قرب مدينة حمد السكنية شمال غرب خان يونس، والذي فقدت آثاره جراء استهداف الاحتلال لمجموعة من الصحفيين بالمكان، مساء الأحد، خلال قيامهم بتغطية الأحداث في منطقة غرب خان يونس، حيث أسفر ذلك عن إصابة الصحفية سلمى القدومي، بجروح، وفقدان الصحفي محارب.

وسقط أربعة شهداء، بينهم سيدة وطفل، جراء قصف استهدف منزلاً لعائلة أبو عودة في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس.

كما أصيب طفلان بجراح متوسطة في قصف إسرائيلي استهدف خزاناً للمياه في منطقة التعليم وسط مدينة خان يونس.

كذلك أصيب مواطن بجراح في قصف منزل يقع شرقي المدينة.

وشنت طائرات الاحتلال غارات جوية على محيط الجامعة الإسلامية شرقي المدينة، وعلى منطقة أبراج حمد شمالاً.

ونشب حريق جراء قنبلة إنارة في منزل في بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس، وجاء ذلك فيما استمرت العملية البرية ضد المناطق الشرقية من المدينة، كما دفع جيش الاحتلال بقواته إلى الأحياء الشمالية، ودخلت الدبابات الإسرائيلية في أحياء جديدة في بلدة القرارة، ومناطق أخرى في بلدتي بني سهيلا وعبسان.

وترافق ذلك مع تصعيد عمليات القصف الجوي لتلك المناطق، كما شوهدت أعمدة دخان سوداء تتصاعد من عدة أحياء هناك، ناجمة عن قيام جيش الاحتلال بنسف مباني سكنية.

كما قامت طائرات مروحية بإطلاق النار بشكل كثيف تجاه الكثير من أحياء البلدات الشرقية.

وطال القصف أيضاً مناطق أخرى تقع على مقربة من غرب خان يونس، وهي إحدى المناطق التي دخلت ضمن مناطق العمليات العسكرية، واستهدف القصف محيط منطقة أصداء، التي تجاور مناطق إقامة النازحين.

وحسب شهود من المدينة، فإن قوات الاحتلال تتمركز بالقرب من منطقة الحاووز ومنطقة جميل وادي في الشمال الغربي لمدينة حمد وتطلق قذائفها ونيرانها على المناطق المجاورة.

وكان سكان مناطق شرق وشمال وجنوب خان يونس، قد أخلوها قسراً تباعاً، منذ الأسبوع الماضي، بناء على أوامر أصدرها جيش الاحتلال.

نسف المباني

في الموازاة، استمر هجوم جيش الاحتلال البري على مدينة رفح، وتعرضت المناطق الشرقية، وكذلك الجنوبية القريبة من الحدود مع مصر، ومناطق أخرى غرب المدينة، لقصف مدفعي وجوي عنيف.

وواصل جيش الاحتلال عمليات نسف المباني في حيي تل السلطان والسعودي غرباً، وحلّقت طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق تلك الأحياء بكثافة.

وفي مدينة غزة، تعرضت حدود حي الزيتون الشرقية لقصف مدفعي عنيف، كما تعرضت لقصف مماثل مناطق تقع على أطراف حي الصبرة جنوباً، وتحديداً المناطق القريبة من توغل آليات جيش الاحتلال، حيث سقطت قذائف مدفعية على محيط شارع 8 جنوب حي الصبرة.

وأطلق جيش الاحتلال ثلاث قذائف مدفعية في محيط مسجد الأبرار شرقي حي الزيتون.

وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة نصار في حي الصبرة.

وذكرت مصادر محلية أن عمليات استهداف بالنيران الرشاشة ونيران القناصة، وقعت جنوب مدينة غزة، وطالت حي تل الهوا.

كما سجل قيام جيش الاحتلال بقصف مناطق عديدة في بلدة بيت حانون، ومحيط أبراج الشيخ زايد بالقذائف، وذلك بهدف إجبار سكانها على النزوح القسري لمناطق في مدينة غزة.

وتعرضت مناطق تقع على حدود بلدة جباليا الشرقية لقصف مدفعي عنيف أيضًا.

واستهدفت طائرات الاحتلال أرضًا زراعية في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا.

وكان مواطن من مخيم جباليا استشهد ليل السبت، في قصف نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية استهدف تجمعاً للسكان.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات، وصل منها للمستشفيات 40 شهيداً و 134 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وذكرت أنه بذلك ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40139 شهيداً و92743 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

المجاعة والأمراض

وكان موقع “واللا” العبري كشف أن مجلس الوزراء الإسرائيلي أصدر تعليماته للجيش بزيادة حدة القتال في غزة لتحسين موقف إسرائيل في المحادثات.

وبسبب تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مع استمرار الهجمات الدامية التي تنفذها قوات الاحتلال، وبسبب استمرار عمليات النزوح القسري، حذرت منظمات إغاثة دولية من تفشي المجاعة والأمراض في صفوف السكان، الذين باتوا محشورين في مناطق تمثل 11% من إجمالي مساحة قطاع غزة.

وكان مدير المستشفيات الميدانية في غزة الدكتور مروان الهمص حذر من أن كل المستشفيات في القطاع آيلة للسقوط بفعل استهدافات الاحتلال الإسرائيلي، وقد أشار إلى أن الترجيحات تشير إلى وجود 200 إصابة بشلل الأطفال في القطاع، متهماً الاحتلال بأنه يهيئ الظروف لانتشار الفيروس.

جدير ذكره أن مشفيي كمال عدوان والعودة، حذّرا من توقف خدماتهما الطبية، بسبب نقص الوقود المخصص لتشغيل مولدات الطاقة، وكذلك شح الأدوية.

وقالت إدارة مشفى العودة إنها لا تملك حالياً سوى 60 لتراً من الوقود فقط، لافتة إلى أنها تعاني بسبب منع الاحتلال إدخال الأجهزة الطبية.

وكان جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة حذّر من خطورة تراجع دور المنظمات الدولية والأممية في دعم الخدمات الإنسانية التي يقدمها في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية.

يشار إلى أن كميات المساعدات الإغاثية، سواء الغذائية أو الطبية، تراجعت منذ قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال مدينة رفح، وإغلاق معبر رفح البري، وإبقائه فقط لدخول السلع والمساعدات من معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرته بالكامل.

وكان معبر رفح هو المنفذ الوحيد أيضاً الذي يسلكه المصابون والمرضى الذين لا يتوفر علاج لهم في قطاع غزة للسفر إلى الخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية