القدس- «القدس العربي»: اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من داخل منزله في القدس الشرقية.
يأتي ذلك بعد ساعات من نعي الشيخ صبري (85 عاما)، خلال خطبة الجمعة في الأقصى، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، وهو ما أثار ضده حملة تحريض إسرائيلية.
وقال أحد أقارب الشيخ صبري، لمراسل الأناضول، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت منزل خطيب المسجد الأقصى في حي الصوانة في القدس الشرقية.
وأضاف أن القوات اعتقلت الشيخ صبري ونقلته إلى مركز شرطة المسكوبية في القدس الغربية.
وأظهر مقطع فيديو بثه ناشطون عبر مواقع التواصل لحظة اعتقال الشيخ حيث ظهر وهو يتحرك ببطء مستندا على عكاز؛ نظرا لكبر سنه.
وكان وزير الداخلية في حكومة الاحتلال موشي أربيل قد طالب بسحب الإقامة من الشيخ عكرمة صبري ومحاكمته على خلفية نعيه الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، من على منبر المسجد الأقصى خلال تأديته صلاة الجمعة.
وأدى الصلاة نحو 30 ألف مصل، فيما شددت سلطات الاحتلال عملية التضييق على وصول المصلين، وتلت صلاة الجمعة تأدية صلاة الغائب على روح الشهيد هنية وشهداء فلسطين، وهو الأمر نفسه الذي حدث في جميع مساجد القدس والضفة الغربية المحتلتين.
ونعى صبري هنية بمكبرات الصوت في المسجد الأقصى وهو الملاحق من سلطات الاحتلال على خلفية مواقفه الصلبة من إجراءات الاحتلال في القدس والأقصى.
وطالب وزير داخلية أربيل سلطات الاحتلال بفتح تحقيق بملف خطبة الجمعة.
وقال صبري في منتصف الخطبة «أيها المصلون.. أيها المقدسيون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.. ومن على منبر المسجد الأقصى نحتسب عند الله الشهيد إسماعيل هنية ونسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته»، ومن ثم أخذت التكبيرات تنهال من داخل المسجد القبلي احتفاء بالنعي المعلن عبر سماعات المسجد الأقصى.
وإلى جانب طلب وزير الداخلية ضجت وسائل الإعلام العبرية بالتحريض على الشيخ صبري لكونه قدم نعيا للشهيد هنية.
وعلق الإعلامي الإسرائيلي عميت سيجال «وفي كلمته قال صبري: «هنا في المسجد الأقصى نحن سكان القدس نشيد بالشهيد إسماعيل هنية وسنطلب له الرحمة والجنة». وبعد ذلك سمعت صرخات الإرهابيين على الجبل «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» .
أما توم نيساني، الرئيس التنفيذي لشركة بيدينو فقال: «هذا تحريض سيضر على الأرجح باليهود على المدى القريب. كيف يحدث شيء كهذا دون مراقبة عندما يتم إخراج اليهود من جبل الهيكل لأول مرة؟ الفوضى.»
وصدر بيان صحافي عن المتحدث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي جاء فيه: «بعد هتافات أحد الخطباء اليوم خلال صلاة الظهر في الحرم القدسي الشريف بدأت الشرطة بالفحص فيما إذا كان لها علاقة بالتحريض مع الجهات المختصة، وسوف تتصرف وفقاً للنتائج» .
وتابع البيان: «نشير أن شرطة إسرائيل تعمل باستمرار ضد المحرضين والتحريض من أي نوع كان، وفي أي مكان، في الساعة الأخيرة أيضًا ألقت الشرطة القبض على مشتبه في الحرم القدسي الشريف، حيث قام بهتافات تحريضية أثناء الصلاة».
وجاء في كتاب قرار سحب هوية الشيخ عكرمة صبري الصادر عن وزير الداخلية أن «عكرمة صبري يشغل حاليا منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس وخطيب في المسجد الأقصى. وفي الماضي، شغل صبري منصب مفتي القدس حتى عام 2006. ويحمل صبري رخصة إقامة دائمة في دولة إسرائيل، الأمر الذي لم يمنعه لسنوات طويلة من التحريض ضد الدولة، وتشجيع معاداة السامية والإرهاب، وارتكاب جرائم أمنية خطيرة» .
وجاء في البيان: «من بين أمور أخرى، نشر صبري الأدبيات المعادية للسامية على مر السنين؛ ويعمل كمسؤول كبير في منظمة تقوم بنقل التبرعات إلى «حماس»؛ لقد أيد العمليات الانتحارية ضد الإسرائيليين وأشاد بـ «الشهداء» والإرهابيين الذين قتلوا إسرائيليين وما شابه. وأصدرت الدولة عدة مرات أوامر بمنع صبري من مغادرة البلاد ومنع دخوله إلى دول مختلفة وفي العام الماضي قدمت الدولة لائحة اتهام ضد صبري بتهم التحريض على الإرهاب» . وأكمل البيان: «في وقت سابق اليوم، نعى صبري حاخام القتلة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، المنظمة الإرهابية المعلنة والقاتلة، والذي كان من بين المسؤولين الرئيسيين عن مجزرة 7 أكتوبر، وطلب «للشهيد» – «الرحمة والجنة» .
وتابع وزير الداخلية: «ومن أجل هذه الإجراءات، أنوي اتخاذ إجراءات لإلغاء الترخيص الدائم لصبري، الذي صرح في تصرفاته مرارا وتكرارا على مدى عقود عديدة أنه لا يتعاطف مع الدولة ومواطنيها، بل على العكس من ذلك يسعى إلى تدميرها. وكما هو معروف، فإن المادة 11 (أ) من قانون الدخول إلى إسرائيل تمنح وزير الداخلية صلاحية إلغاء تصريح الإقامة الدائمة لارتكاب فعل يشكل خيانة للأمانة، مثل عمل إرهابي أو مساعدة أو والتحريض عليها، وغيرها من الجرائم الأمنية، دون الحاجة إلى إدانة قانونية» .
وختم البيان: «لذلك أود أن أبلغكم بنيتي وأطلب تعاون المستشار القانوني للحكومة من أجل استكمال الإجراء» .
وأدى عشرات آلاف المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، فيما واصلت سلطات الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين إليه.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 30 ألف مصل تمكنوا من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم إجراءات الاحتلال.
ونشرت شرطة الاحتلال حواجزها في الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، كما تمركزت عناصرها عند أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وقامت بتوقيف الشبان وأخضعتهم للتفتيش، ومنعت عددا منهم من الدخول إلى المسجد الأقصى.
وأدى المبعدون عن المسجد الأقصى والممنوعون من الوصول إليه، صلاة الجمعة في طريق المجاهدين بين باب الأسباط وباب حطة، فيما احتجزت قوات الاحتلال عددا من الشبان في طرقات البلدة القديمة وحققت معهم ميدانيا.
ووجهة صبري في ختام خطبته ثلاث رسائل إلى أهالي مدينة القدس المحتلة، كانت من ضمنها رسالة لأهالي مدينة القدس حيث حثهم من خلالها على ضرورة تأدية صلوات المسلمين في الأقصى من أجل إعماره.
وفي ختام الخطبة التي كان محورها الإخلاص لله تعالى وشروط قبول الأعمال، رفض تصريحات وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الداعية التي تغيير الأمر القائم التي صدرت عنه قبل أيام.
احتلال صهيوني نازي فاشي مجرم دموي يبيد البشر والحجر في فلسطين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀