نواكشوط ـ «القدس العربي»: يتصاعد منذ يوم أمس الأحد دخان الحرب في منطقة الساحل، وبالتحديد في محيط قرية تينزاواتين على مقربة من الحدود المالية الجزائرية، التي شهدت مؤخرا معركة دامية بين الجيش الأزوادي والجيش المالي المدعوم بعناصر “فاغنر” الروسية.
ولا يزال ميدان معركة تينزاواتين حتى ظهر أمس الأحد شاهدا، وفقا للصور الواردة من هناك، على ضراوة الاقتتال يومي الجمعة والسبت، بما هو منتشر فيه من آثار الدماء، ومنتثر فيه من سيارات محترقة بجانبها طائرة مسيرة مضروبة.
وأكد محمد المولود رمضان الناطق الرسمي باسم الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، في تصريحات لـ”القدس العربي” أمس الأحد، أنه بعد يومين من المعارك العنيفة في محيط قرية تينزاواتين، تمكنت وحدة من الجيش الأزوادي في مهمة للدفاع عن المدنيين العزل من دحر كامل لكتيبة من الجيش المالي مدعومة بالمرتزقة الروس من مجموعة “فاغنر”، الذين ظلوا ينطلقون، حسب قوله “من كيدال ويجوبون المنطقة وينشرون الرعب كالعادة، مخلفين العديد من القتلى الأبرياء والمآسي”.
وقال “مع أن إحصاء خسائر العدو لا يزال متواصلا، يمكننا القول بأن العدو تكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بينها عشرات القتلى والجرحى، وتدمير العديد من العربات المدرعة الموجودة في حالة جيدة؛ إضافة لاستيلاء جيشنا على شاحنات وصهاريج ومعدات حربية أخرى، مع تحطم مروحية خلال المعارك في كيدال”.
وأعرب الناطق الرسمي الأزوادي عن “استيائه من صمت دول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره حيال المجازر والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها المرتزقة الروس من مجموعة “فاغنر” والجيش المالي ضد سكان أزواد”، حسب تعبيره.
وتحدث الجيش المالي “عن مقتل 2 من جنوده، وإصابة 10 آخرين بجروح، وعن خروج مدرعتين، وشاحنتين صغيرتين عن الخدمة”، مقابل مقتل “20” مسلحا أزواديا، و”تدمير العديد من السيارات، والاستيلاء على كمية معتبرة من العتاد الحربي”.
وأعلن الأحد عن “تعرض مروحية تابعة له من طراز “M-24″ لخلل فني يوم الجمعة، اضطرها للهبوط في ساحة خالية من السكان في كيدال، وقد تضررت المروحية، دون حدوث خسائر بشرية”.