الرباط- “القدس العربي”:
اشتعلت حرب يمكن تصنيفها في خانة “السريالية” بين حلفاء الأمس، وهم الدكتور محمد الفايد “الخبير في التغذية”، وبين علماء دين من دعاة وغيرهم.
القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت عبارة عن تصريحات أدلى بها الفايد، وقال فيها قوله بكل جرأة وتحدى علماء الدين، الذين وصفهم بأصحاب “القفاطين”، كما أكد أن مخترع الكهرباء لا يمكنه أن يدخل النار، وأضاف إلى ذلك نفيه الكامل لوجود علماء دين، بل هم مجرد فقهاء، وفق تعبيره.
الجبهة الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي كانت كفيلة باحتضان رحى هذه الحرب العجيبة التي يجهل لحد الساعة أسباب نشوبها، ولماذا صرّح الفايد بكل ذلك الكلام الذي أغضب العلماء.
ومن جملة ما تداولته مواقع إخبارية وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي كتصريحات للخبير في التغذية، بالدارجة المغربية ما معناه “لا يجوز أنني درست العلم طيلة حياتي ليأتي شخص في الأخير يلبس القفطان ويعلمني ما أقول”، وتلك كانت إحدى الطلقات التي زادت “الوضع سوءا” كما وصفها مدون ساخرا.
على أرض الواقع لا شيء من حرب الفايد والعلماء يظهر، لكن في الرقمي بمجرد نقرة واحدة تتوالى التدوينات والفيديوهات، وهنا نجد ما نشرته صفحة تسمى “تطوان توب” على الفيسبوك، التي سألت متابعيها: “ماذا ظهر لكم في تصريحات الفايد؟” ووضعت اسم “الخبير في التغذية بين قوسين على اعتبار أن العديد من المنتقدين ينفون عنه هذه الصفة.
الصفحة نفسها، أضافت في تدوينتها، أن “الدكتور (الفايد) خلق البلبلة خلال هذه الأيام، بعد خروجه بفيديوهات يقول فيها، بأننا لا نتوفر على علماء نهائيا، بل عندنا فقط فقهاء درسوا علوم الشريعة ولا علاقة لهم بالعلم والعلوم”.
وأضافت الصفحة في سرد أسباب اشتعال الحرب، أن “الدكتور الفايد انتقد الشيخ الألباني ووصفه بالشيعي المتعجرف وكلام غير لائق، كما انتقد الحديث وسنده والرواة ووصفه بالعنعنة عن عن عن عن …”.
إلى جانب التدوينات المحايدة التي جلست في كرسي الجمهور تتابع أطوار المعركة، نجد بعض الصفحات على فيسبوك، هاجمت بشراسة الفايد، ومنها صفحة “مسلم في الغربة” التي لا يريد ربما صاحبها أو أصحابها الظهور إلى العلن ويختفون خلف هذا الاسم المستعار.
الصفحة المذكورة وجهت كلامها إلى الدكتور الفايد بقولها: “لا تتقيأ علينا بكلامك، واستمع لأهل العلم ولازم حرفتك ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه”.
وبعد أن استشهدت الصفحة في تدوينتها بالآية الكريمة عن أنكر الأصوات، وكلام من هذا القبيل الذي فيه تهجم شخصي على الرجل، قالت: “فسبحان الله، شتان بين الثرى والثريا، بين صوت الشيخ سعيد الكملي الهادئ الذي يبعث الراحة في النفس، وبين صوت الآخر وهو يتعالى ويتعصب”.
🇲🇦| نايضة بين د. محمد فائد وشيوخ السلفية بالمغرب على وسائل التواصل ..
🛑 رايي: الإختلاف شيء طبيعي وموجود منذ أن خلق الله الإنسان .. أتمنى فقط أن يبقى في حدود الإحترام وفي دائرة "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
— H A S S A N 🇲🇦 (@HMeghribi) February 15, 2023
صفحة أخرى على المنصة ذاتها، لكنها يبدو أنها متخصصة في الرد على الفايد، حتى سمّت نفسها “الرد على ضلالات محمد الفايد”، عدّدت “10 مصائب قالها الفايد وهي التي تجعلنا نتبرأ منه ونحذر منه”، وفق تعبير التدوينة.
وسردت الصفحة في تدوينتها تلك المصائب، ونذكر منها على سبيل المثال: “وصف الإسلام بالفقه الأصلع”، كما ذكرت سخرية الفايد “من أحكام الحيض والنفاس واحتقر ذلك بينما يوجد ذلك في أحاديث الرسول والقرآن الكريم نفسه”.
أما المصيبة الأخرى حسب الصفحة، فهي قول الفايد إن “علماء الإسلام هو من خربوا الأمة وسبب تخلفها، كما خاض تضيف التدوينة، في أمور مثل كون كل مسلم على الأرض يأكل الحرام، وسخريته من تفسير السلف للقرآن، الذي يجب أن يكون “تفسيرا علميا حتى يؤثر على الأرض”، و”مصائب” أخرى كما رأتها الصفحة المذكورة.
أنصار الفايد لم يلزموا الصمت، بل واصلوا دفاعهم عنه، من خلال صفحة على فيسبوك تسمى “محبي الدكتور الفايد خبير التغذية”، ودائما يتم التركيز على صفة خبير التغذية التي ينفيها عنه عدد من الأطباء والخبراء من الحداثيين.
صفحة المحبين، قالت إن “كلام الدكتور محمد الفايد منطقي وصحيح لسبب إذا رجعنا إلى تاريخ المسلمين ونظرنا إلى تخصص علماء الدين فسوف نجد أنه لم يكن هنالك فقهاء ومشايخ فقط، بل أغلبهم كانوا علماء بمعنى الكلمة، فالواحد منهم كان الطبيب والفقيه العالم في الرياضيات وعلم الفلك وغيرها من العلوم”.
المدافعون عن الفايد، تابعوا تدوينتهم بالشرح والتحليل والتفسير، عن الفرق بين العالم والفقيه، وموجبات إطلاق هذه الصفة وغيرها من العبارات التي حاولت جاهدة إنصاف “الخبير في التغذية”.
الحداثيون من مثقفين ونساء ورجال الإعلام وقادة المجتمع، يراقبون فقط ويشاهدون تفاصيل هذه الحرب السريالية التي اشتعلت، فقط بعض التعليقات العابرة والتي تلبس حلة السخرية مثل تلك التدوينة التي كتبها الصحافي المغربي يونس دافقير وأرفقها بصورة للفايد وأخرى لبعض العلماء ممن دخلوا في خلاف معه، حين قال باللهجة المغربية ما معناه: “مشتعلة بينهم علميا بسبب خلافات عجيبة”.
وأضاف بعد أن زاد جرعة السخرية، أن المعنيين بالأمر “عندما اكتشفوا التركيبة العلمية للغطاء الذي سيسد ثقب الأوزون، اختلفوا حول المقادير”.
وتظل الحرب مرشحة للمزيد من الاشتعال في الجبهة الرقمية دائما، فكل طرف يتشبث بموقفه ورأيه وينفي عن الآخر أي صفة من تلك الصفات التي كانت تقال مدحا في ملتقيات ومنتديات تجمعهم.
رجل الدين يجب أن يثابر في مواكبة التطور المعرفي العلمي التقني و
أوافق رأي د/ فايد. ما مكانة الفقه من العلم؟ و كيف أن هؤلاء المطبلين للحكام وخاصة للملوك، علماء؟
أحسنت أحسنت أحسنت ?
فقهاء وليسوا بعلماء
لقد تكررت كلمة علماء بالقرآن الكريم عدة مرات !
فكيف لشخص غير متخصص الخوض بهكذا فهم ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
وهل العلماء الغير متدينين ليسوا علماء؟ .
يقول المثل الشعبي : كل طير يغني بغناه
أنا مع الخبير المحترم الدكتور الفايد وأؤيده في جميع مقالاته وخطبه لأنني أعلم معدنه النقي وقوته العلمية التي اكتسبها عن جدارة واستحقاق وليس كبعض نصف العلماء . وأتمنى له التوفيق في مسيرته التي يستفيد منها الكثير من الناس جزاه الله عنا كل خير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين)) ، بمعنى “الفقيه” هو أعلى مرتبة يصل إليها الباحث في علوم الدين من حفظ للقرآن والأحاديث النبوية والسيرة وعلوم القرآن والتفسيرات وأسباب النزول وعلم الناسخ والمنسوخ ومعرفة المحكم والمتشابه و علم أصول الفقه لاستنباط الأحكام الشرعية للحوادث …وكذلك علوم الحديث وعلم الرجال (التعديل والتجريح..) والسيرة النبوية وكذلك الإلمام بالتاريخ الإسلامي والغزوات والفتوحات والحروب وسير الرجال …
الناس تموت بالبرد والجوع ونحن في واد الوقواق
أتمنى أن يبقى النقاش حضاريا هادئا،رزينا وأن تقارع الحجة بالحجة ويحترم الخلاف والاختلاف.
دكتور محمد فائد على حق اليقين لا يزول بالشك ادا استنبط قانون جديد استنباط طريقة للتخلص منه هدا من جهة ومن جهة أخرى غالبا كلام الناس يكون فيه عيب او نقص وهو قابل بالصح والخطأ والحق والباطل الرجل يتكلم بمفردات كلامه واضح في قصده