حرب لبنان تهيمن على شبكات التواصل والعرب يحذرون من الحلقة المقبلة

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت الحرب الإسرائيلية ضد لبنان على اهتمام النشطاء والمدونين والمعلقين العرب على شبكات التواصل الاجتماعي، واستحوذت على اهتمامهم خلال الأيام الماضية، فيما ذهب الكثير من المعلقين إلى القول إن هذه الحرب تؤكد مقولة «أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض» وأن الاحتلال يريد الهيمنة على المنطقة برمتها وتطويعها، ويعمل وفقاً لذلك حلقة بعد أخرى.

وسرعان ما أصبحت كلمة «لبنان» و«حرب لبنان» على رأس قائمة الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكتي «إكس» و«فيسبوك» وغيرهما من وسائل التواصل، وأشعل العدوان الإسرائيلي على لبنان موجة واسعة من الغضب العربي والجدل.
ولم يغب الحدث اللبناني عن أغلب حسابات المعلقين والمؤثرين والمدونين على شبكات التواصل، بين من ذهب إلى التحليل والتنبؤ بخصوص مستقبل الحرب والمنطقة، وبين من ذهب إلى إدانة العدوان الإسرائيلي ونشر صور الضحايا من المدنيين والنساء والأطفال الذين استهدفهم القصف الإسرائيلي.
ونشر حساب الأزهر الشريف في مصر تغريدة على شبكة «إكس» يقول فيها: «إن الأزهر ليستصرخ المجتمع الدولي من أجل سرعة التحرك لإيقاف هذا العدوان الصهيوني، ووقف استباحة دماء الأبرياء والمدنيين في غزة ولبنان، معرباً عن كامل تضامنه مع الشعب اللبناني الشقيق، وخالص تعازيه لأسر الضحايا، ورفضه التام لأي انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه».
أما الشيخ حسن مرعب، المفتش العام المساعد لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، فكتب مغرداً: «بوحدتنا وتضامننا وتعالينا على الأحداث العابرة، وبعون الله تعالى ومعيّته، عصّيون على الفتنة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومهما حاول المتصهينون النافخون في النار على طريقة أبو بريص سيرتدون على أعقابهم بإذن الله خائبين خاسرين، فربُّنا واحد وعدونا واحد ووطننا لبنان والنصر لنا».

حروب دينية

وعلق الإعلامي الجزائري المعروف حفيظ دراجي: «الحرب على غزة لم تكن ضد حماس، والحرب على لبنان ليست ضد حزب الله، والحرب في اليمن لم تكن ضد إيران، أما الحروب الأخرى ضد مصر والأردن وسوريا والعراق، فليست على الإخوان المسلمين كما تم التسويق له، بل هي حروب دينية، وجودية، توسعية، واستعمارية ضد الإسلام والمسلمين لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى الذي يشمل أجزاء من مصر والأردن وسوريا والعراق والسعودية.. أما الأنظمة المطبعة فقد سلمت واستسلمت، وباعت دون مقابل لأن إسرائيل صارت تأخذ وتأخذ وتأخذ دون أن تعطي».
وكتب البروفيسور العُماني خالد الشموسي معلقاً على شبكة «إكس»: «اليوم يتضح أن من نصر السني في غزة من علماء الأمة هو الزيدي في اليمن، والشيعي في لبنان، والإباضي في عمان، ومن خذلهم هم مدعو الخصوصية من علماء السلطان المتمسحين بثوب السنة، وقد خذلوا الإسلام بإجماع المذاهب، إلا قليلاً منهم كمفتي ليبيا والشيخ محمد الحسن ولد الددو.. فهلا عرفتم من كان سبباً في تفريق الأمة؟ إنهم علماء الكروش والعروش والقروش، الذين إذا اشتهوا أفتوا، وإذا خافوا اختفوا».
وغرد الإعلامي في قناة «الجزيرة» جمال ريان بالقول: «تحذير من التضليل الإعلامي الإسرائيلي: إسرائيل فقدت 20 ألف جندي ونصف مدرعاتها في عدوانها على غزة، لكن الإعلام الإسرائيلي لم يعلن الأرقام الحقيقية للخسائر، كل أرقام الخسائر أرقام سياسية حفاظاً على معنويات جنوده وعلى ثقة الإسرائيليين في الجيش، ويفعل الشيء نفسه في عدوانه على لبنان».
أما الإعلامي والمذيع أحمد منصور فكتب يقول: «إسرائيل تستهدف عشرات القرى اللبنانية في الجنوب والبقاع، ومن يتابع الضربات بدقة يجد أن لديها خريطة أهداف كبيرة، تدل على أنها جمعت معلومات استخباراتية واسعة، علاوة على وجود خونة ومتعاونين يمدونها بمعلومات دقيقة عن كل شيء».

موت الصغار فاجعة

ونشرت الأديبة الجزائرية المعروفة أحلام مستغانمي صورة تجمع عدداً من الأطفال اللبنانيين الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي، وكتبت تقول: «عصافير كانت في عزّ فرحتها الأولى، تزقزق على أرزة لبنان، اصطاد بهجتها قنًاصٌ لا يعرف الرحمة. انتهت حياوات هؤلاء الصغار قبل أن تبدأ، ولا يمكن لأيّ كلام اليوم أن يواسي أهلهم.. موت الصغار فاجعة لا يتقبًلها العقل ولا والوجدان، لأنها معاكسة لمنطق الحياة. ما استطعتُ التدقيق في طفولة ملامحهم.. من كان يتوقّع هشاشة فرحتهم؟؟».
وعلق الفنان المغربي رشيد غلام قائلاً: «إذا انتصرت إسرائيل في معركة لبنان فإنها ستتربع على عرش المنطقة، كل المنطقة، بكل أريحية، ستأخذ من لبنان وسوريا والضفة وسيناء، وستُخضع ما تبقى من الدول العربية للتطبيع صاغرين وأولها السعودية. وستبدأ في مخطط إسرائيل الكبرى دون اي مقاومة. هذا أقل وأهون ما يمكن أن تفعله إذا انتصرت لا سمح الله.. فهل يتمنى حرٌّ مؤمن مِلّيٌّ عربي آدميّ ّهذا الخزي للامة كاملة؟».
وكتب صلاح صالح الراشد قائلاً: «من يفرح أو يشجع أو يدعم قتل أو قصف إنسان في لبنان أو غزة شخص خلع إنسانيته وكره نفسه وحقر أصله وبشر نفسه بمستقبل مظلم.. اللهم إني أبرأ إليك منهم جميعاً، اللهم صوبهم أو أخرجهم من مسارنا».
ونشر الأكاديمي الموريتاني الدكتور محمد المختار الشنقيطي تغريدة على شبكة «إكس» قال فيها: «حين تشمت بأخيك في لبنان وهو يتعرض لهذه الهمجية الصهيونية اليوم فإنك تفقد إنسانيتك، وتسيء إلى قضيتك العادلة. وإن كنتَ تفعل ذلك اقتداءً بنذلٍ شمت بمصيبتك، ورقص على جراحك، فقد أصبحتَ مثله في الحضيض، وبئس المقتدِي والمقتدَى به».
وأضاف الشنقيطي في تغريدة ثانية: «أمام همجية الصهاينة الأنذال في غزة ولبنان لا يوجد سني وشيعي، بل يوجد: مجاهد وقاعد.. كريم ولئيم.. أصيل ودخيل.. شهم ونذل.. شجاع وجبان.. شريف وعميل.. فاختر ما يُرضي ربك، ويريح ضميرك، ولا تستأسِرْ لمصطلحات تاريخية أُفرغتْ من مضمونها الشرعي، ولم يعُد لها بالواقع صلة».
وعلق الناشط المصري فاضل سليمان: «كل الشعوب التي تقف موقف المتفرج على القتل والإبادة الجماعية في غزة ولبنان سيأتي دورها واحداً تلو الآخر وهي تقول: ألا إني قد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
وعلق محمد عبد الله المسمري قائلاً: «من حقك أن تختلف مع الحزب في لبنان، لكن الشماته بشهداء العدوان الإسرائيلي وتأييده نفاق واضح وضوح الشمس ووصمة عار في جبينك في الدنيا والآخرة.. راجع إيمانك.. رحم الله شهداء لبنان وشهداء فلسطين وكل شهداء اعتداءات الاحتلال».

العدو واحد

وكتب الدكتور إبراهيم حمامي: «باعتقادي أن المواجهة الحالية عبر الحدود في لبنان ستستمر بين أيام إلى أسابيع لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.. سيفشل نتنياهو تماما في كل شيء، ثم يتدخل ماكرون وبلينكن لابرام وقف لإطلاق النار، ليس حباً في لبنان ولكن إنقاذا لنتنياهو».
وعلق إياد الحجار: «أمس في لبنان، ارتقى اللبناني والفلسطيني والسوري شهداء. اختلطت الدماء، وتدمرت الحدود الوهمية. العدو واحد، والقاتل واحد، والمصير واحد».
وكتب الإعلامي اليمني أنيس منصور: «استطاع حزب الله وكل محور المقاومة إحراق سمعة الجيش الإسرائيلي الذي كان يوصف بأنه الجيش الذي لا يهزم فقدمته وهو يقاد كما تقاد المواشي والدواب بكاء عواء وأكاذيب وهاهو يقصف جنوب لبنان ويقول إنه قضى على قدرات حزب الله فتوالت المفاجاة بأن الحزب يقصف اليوم عمق الكيان الإسرائيلي في يافا».
ونشر الصحافي والكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة تغريدة قال فيها: «غزة ما زالت تحت النار.. لا تنسوا ذلك.. استحوذت تطورات الساحة اللبنانية على الاهتمام، ما همّش نسبيا التغطية الإعلامية للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة. عشرات الشهداء وأضعافهم من الجرحى خلال الساعات الـ24 الماضية فقط، جميعهم بقصف الطيران الحربي أو المسيّرات».
وأضاف الزعاترة: «جنود الغزاة يتمركّزون بعيداً في مناطق محدّدة، ويكتفون بالقصف اليومي الذي يقتل بلا حساب، ويحصد عائلات بأكملها باحتمال أن يتوفّر كادر عسكري أو حكومي تابع لحماس.. يحدث ذلك في ظل تراجع الإدانات الدولية، مع تركيز على الساحة اللبنانية واحتمالات الغزو البرّي، وها إن قصة الوساطة الجديدة تدخل على خط الاهتمام أيضا.. كل ذلك لا ينفي مأزق الغزاة، وارتباك مخطّطاتهم، وما الحراك الأمريكي الجديد سوى لون من المساعدة الجديدة لهم، على أمل إخراجهم من المأزق بصورة تحفظ ماء الوجه، وتستعيد بعض معادلة الردع».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية