حركة تحرير السودان تحذر الدعم السريع من التقدم نحو الفاشر

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

مع احتدام المعارك في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تتصاعد المخاوف من أن تعيد معركة الفاشر الكبيرة إقليم دارفور الواقع غرب السودان إلى مربع الحرب الأهلية.

الخرطوم ـ «القدس العربي»: في وقت تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور- المحاصرة منذ أشهر- اشتباكات متتالية بين الجيش السوداني وعدد من الحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع والمجموعات الموالية لها من الجهة الأخرى، حذرت حركة جيش تحرير السودان الجمعة من مغبة ما اعتبرته عبثا بأمن المواطنين المحاصرين في المدينة.

وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن قوات الدعم السريع تتبع سياسة الأرض المحروقة في الفاشر منددا بقصف مناطق المواطنين وإحراق مؤسسات الدولة.
وفي أعقاب مواجهات عنيفة شهدتها المدينة الجمعة، ذكر مناوي الذي يقود حركة جيش تحرير السودان، أن قواته ضمن القوة المشتركة للحركات المسلحة والأجهزة النظامية تغلبت على قوات الدعم السريع وأحرقت عددا من عرباتهم القتالية كما أجبرتهم على التراجع بعيداً عن الفاشر.
وأكد استرداد كل المواقع الحيوية التي كانت تسيطر عليها الدعم السريع شرق المدينة أبرزها مباني مؤسسة الكهرباء مشيرا إلى تعرضها إلى تخريب جزئي.
وقالت حركة جيش تحرير السودان أنها التزمت الحياد منذ بداية الحرب واستمرت على ذات الموقف لأكثر من تسعة أشهر في محاولة جادة منها للعب دور الوسيط لإيقاف نزيف الدم ومنع تمدد الحرب إلى إقليم دارفور وبقية مناطق السودان.
لكن مجريات الحرب فرضت معطيات جديدة حسب الحركة، التي اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال قتل ونهب وتشريد للمواطنين، مشيرة إلى أن البلاد تواجه حرب تدمير، تهدد سيادة البلاد بـ«العمالة والإرتزاق لدول الشر والعدوان» على السودان وشعبه.
وذكرت أنها اتخذت قرار الخروج عن الحياد بعد تمادي قوات الدعم السريع بتهديد أمن المواطنين واستفزاز الحركات المسلحة وتحديها بدخول الفاشر مثل بقية مدن دارفور الأخرى.
وقالت إن القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو ارتكبت انتهاكات واسعة وصلت إلى دفن الأهالي أحياء في ولايات دارفور التي سيطرت عليها.
ولفتت إلى أن مدينة الفاشر تأوي عددا كبيرا من المدنيين النازحين والفارين من الولايات التي اجتاحتها قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى عدد كبير من معسكرات النازحين حول المدينة.
وقالت إن قوات الدعم السريع ظلت تحشد قواتها منذ ثلاثة أشهر للهجوم على مدينة الفاشر، مشيرة إلى أنها نفذت نهار الجمعة هجوما مكثفا في أكثر من محور على مدينة الفاشر مستخدمة إطلاق الدانات بشكل عشوائي على الأحياء السكنية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
بالمقابل قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي إن قواتهم صدت هجوما نفذه الجيش وقوات الحركات على ارتكازاتها في الفاشر.
وأشار إلى أن الهجوم كان عبر ثلاثة محاور، ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين وفرار الآلاف إلى خارج المدينة.
وذكر أن قواتهم صدت 22 هجوما خلال الأيام الماضية، وإنها تمسكت منذ بدء الحرب باتفاق وقف إطلاق النار مع الحركات المسلحة قبل انحياز بعضها إلى الجيش.
وأضاف: ننبه المجتمع الدولي والعالم أجمع إلى أننا التزمنا منذ شهر اذار/مارس الماضي بعدم التقدم نحو الفاشر، لكننا تفاجئنا بالهجوم من الطرف الآخر.
وتجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم الجمعة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. فيما أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بسقوط إصابات بين المدنيين، نقلت إلى المستشفى الجنوبي.
ومع احتدام المعارك في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تتصاعد المخاوف من أن تعيد معركة الفاشر الكبيرة إقليم دارفور الواقع غرب السودان إلى مربع الحرب الأهلية.
في الأثناء تتواصل دعوات القوى المدنية السودانية والمجتمع الدولي لأطراف القتال بعدم استهداف مناطق تجمع المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي أو زراعة الألغام وغيرها من الأنشطة العسكرية وسط تحذيرات من أن الأوضاع تمضي نحو نقطة اللا عودة.
وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش في دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أربع من أصل خمس ولايات في الإقليم.
وتحتشد في المدينة عدد من الحركات الدارفورية الموالية للجيش وأخرى تؤكد رفضها للحرب، الأمر الذي أدى إلى تعدد جبهات القتال، بين الجيش والدعم السريع من جانب والحركات والدعم من جانب آخر فضلا عن الاشتباكات بين قوات الحركات نفسها التي تشهد انشقاقات متتالية.
وفي 14 نيسان/ابريل الماضي استطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة مليط التي تقع على بعد 65 كيلومترا شمال الفاشر، بعد معارك عنيفة مع الحركات المسلحة استمرت لأيام.
واعتبر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي تمدد قوات الدعم إلى مليط محاولة لإحكام الخناق على الفاشر وقطع جميع خطوط الإمداد ومسارات وصول المساعدات الإنسانية عن سكان المدينة وآلاف النازحين العالقين هناك.
وتحاول قوات الدعم إحكام سيطرتها على إقليم دارفور، الأمر الذي قد يمكنها من تشكيل سلطة غرب البلاد، موازية للحكومة التي يقودها الجيش من مدينة بورتسودان شرق السودان.
وفي خضم تصاعد العمليات العسكرية، حثت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على التوقف عن استهداف المدنيين ومناطق تواجدهم، داعية الجانبين إلى العودة إلى طاولة التفاوض ووقف العدائيات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية