بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن الأمين العام لحركة «النجباء» المنضوية في «الحشد الشعبي» و«المقاومة الإسلامية» في العراق، أكرم الكعبي، إن فصائل المقاومة مستمرة في عملياتها لحين تحرير العراق من القوات الأجنبية ـ الأمريكية على وجه الخصوص، واستهداف المواقع الصهيونية في فلسطين المحتلة، وفيما أشار إلى أن الهدوء الحالي هو «تكتيك مؤقت» لإعادة التموضع والانتشار، عقب وشاية ما وصفهم بـ«العملاء والخونة» بمواقع الفصائل، أكد أن المعركة مع العدّو مفتوحة.
«لا نخاف الموت»
وذكر في بيان صحافي أمس الأحد، إن «المقاومة الإسلامية في العراق تؤكد أن قرارها إسلامي عراقي جهادي، ونحن وحدنا نتحمل تبعات قرارنا وهيأنا أنفسنا لها، ولنا أسوة بإمامنا الحسين عليه السلام فلا نخاف الموت ولا نبالي أوقع علينا أم وقعنا عليه، وثباتنا وإصرارنا نستوحيه من كربلاء فإما النصر أو الشهادة. ومن هذا المنطلق نعتقد بوحدة الساحات وأننا جزء أساسي في معركة التصدي للعدوان الصهيوني على غزة وداعمته وراعيته أمريكا الشر، وأن المقاومة العراقية مستمرة في تحرير العراق واستهداف المواقع الصهيونية المحتلة للأراضي الفلسطينية، ولن نتخلى عن فلسطين».
وأضاف أن «المقاومة الإسلامية في العراق لها دور محوري وأساسي منذ بداية المعركة على غزة، وتصدت وقدمت الشهداء والتضحيات حتى صارت دماء شهدائنا الأبرار تعبد طريق التحرير وتفعم قلوبنا بالحماس والثبات، وصار لدينا ثارات وثارات مع الأمريكي الغادر، ومعركتنا معه مفتوحة ولن نهدأ بالثأر القليل بل حتى بالمتكافئ، وسيندم المحتل على كل قطرة دم زاكية أريقت على أرض العراق المقدسة».
ولفت إلى أن «المقاومة الإسلامية، وإن كانت لم ترفض مفاوضات الحكومة لإعلان جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق، إلا أننا نؤكد أن المحتل الأمريكي كاذب ومخادع ومتغطرس، وواهم من يتصور أنه سيرضخ وينسحب من العراق بالتفاوض، فما هو إلا شيطان تجسد في حكومة الشر العالمي، فلا ينفع معه غير منطق القوة والسلاح، والمقاومة لا ولن تهادن الشيطان الأكبر».
وأوضح أن «الهدوء الحالي ما هو إلا تكتيك مؤقت لإعادة التموضع والانتشار، بل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، فإن بعض الخونة والعملاء الذين باعوا وطنيتهم ودينهم وضميرهم للمحتل قد أعطوه معلومات عن المقاومة ومواقعها، لذلك صار واجبا إعادة التموضع وحماية إخوتنا وتغيير أسلوب وتكتيكات المعركة واستكمال الجهوزية، والمفاجآت مقبلة، وكل من لديه خبرة أو ثقافة عسكرية يفهم ما نقول وما نفعل، وكذلك أننا نحرص على حماية وإبعاد الحشد الشعبي عن الاستهدافات الأمريكية التي تدل على غباء المحتل وتخبطه».
وأكد أن «التنسيق عال بين جبهات المحور، وأي تهدئة في جبهة واشتعالها في أخرى إنما هي استراتيجية مدروسة وهادفة ومنسقة، وقرارنا ثابت وواضح وصريح، لن نتوقف أو نهادن أو ننكسر أو نتراجع، وسنستمر بنصرة غزة وإخراج المحتل من أرضنا وتحريرها».
صدورنا مثقلة بالألم
وأفاد الكعبي أن «صدورنا مثقلة بالألم والحسرة من بعض شركائنا في الدين والوطن، ففي الوقت الذي نواجه المحتل ونقدم الدماء، فإن الطعنات تتوالى في ظهورنا، ولا نبتغي من مواقفنا وجهادنا إلا رضا الله سبحانه وتعالى وتأدية الواجب والتكليف الشرعي، وليس لدينا أي منصب في الحكومات المتعاقبة أو مشاركة بالعملية السياسية منذ عام 2003 وإلى اليوم».
وزاد: «إن وقوفنا بشكل علني في وجه شر خلق الله في زماننا لن يجلب لنا أي منافع دنيوية، بل إن هذه التضحيات تقربنا من معبودنا ومبتغانا الأوحد، لذلك لا نكترث للهجمات الإعلامية سواء كانت من ماكينة الحرب النفسية الأمريكية او من العملاء المشككين والمأزومين، لكن ما يؤلمنا أنها كانت من أبناء جلدتنا او من البسطاء الذين استدرجتهم هذه الحملات المسعورة فغرقوا في وحلها بغير علم وقصد، والله وحده ناصرنا وهو المستعان».
يأتي ذلك في وقتٍ يرى فيه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني إن القوات الأمنية الاتحادية قادرة على تحقيق الاستقرار في العراق، وهو ما يعزّز القناعة بانتفاء الحاجة لقوات التحالف الدولي.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة حوارية أقامها «معهد بغداد للحوار» أمس، تحت شعار (التواصل الإقليمي. محورية العراق) جرت خلالها مناقشة المواضيع الراهنة ومسار العلاقات العراقية مع دول الجوار والعالم، وأبرز المواقف بهذا الشأن.
أكدت أن الهدوء الحالي تكتيك مؤقت لإعادة التموضع والانتشار
وأشار رئيس الوزراء، خلال الندوة، إلى أهمية «هذه المؤسسات البحثية في صناعة القرار، وتركيزها على الحقائق بعيداً عن حالة التشويش والأحكام المسبقة» مبيناً أن «الحكومة وضعت هدفاً أساسياً لعملها يتمثل في بناء الثقة مع الشارع العراقي، وهو ذاته معيار لتحديد الأولويات في العمل».
وفي المحور الأمني، أكد السوداني أن «داعش اليوم يمثل تنظيماً مدحوراً، أثبتت عمليات قواتنا المسلحة الأخيرة، عدم قدرته على التواجد حتى في المناطق النائية، وإنّ تحقق الاستقرار وتطوّر قدرات قواتنا، عززا القناعة بإمكانية إنهاء وجود التحالف الدولي، والتوجه نحو علاقات ثنائية».
وفي محور العلاقات الخارجية، بيّن أن «العراق يتبع منهج التوازن، والابتعاد عن الأحلاف والمحاور، وانفتاحه على علاقات متطوّرة مع الجميع، ولديه القدرة على التواصل معهم، كما يمتلك علاقات متميزة مع الولايات المتحدة وإيران».
واستعرض رئيس مجلس الوزراء، حسب البيان «العدوان في غزّة» مذكراً أن «الأحداث لم تبدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بقدر ما هي نتاج تراكمات وسنوات من الاحتلال والقهر والتشريد، تعرض لها شعبنا الفلسطيني، وأن جذر المشكلة يكمن اليوم في وقف القتل، وإنهاء هذا العدوان الظالم، كطريق لاحتواء الصراع ومنعه من التمدد».
وجدد «موقف العراق الرافض لأن تكون أراضيه ساحة لصراع الآخرين» مشيراً إلى أهمية «تشابك المصالح في المنطقة، والتحوّل من التركيز السياسي إلى التركيز الاقتصادي».
وأوضح أنّ «المشاريع الاستراتيجية الكبرى، مثل مشروع طريق التنمية، ستعمل على جذب الشراكة والتكامل الاقتصادي، وهي معززة لفكرة العراق بطرح تكتل اقتصادي، كما سبق طرحه في القمة العربية، بوصفها مشروعات تغذي التنمية وتعزز التكامل بين الدول العربية».
ويخوض العراق منذ أشهر حواراً مع قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» بهدف تقييم أدائه وجدولة انسحابه من الأراضي العراقية وتحوّل العلاقة مع الدول المنضوية فيه من «عسكرية» إلى المجالات الأخرى.
وحسب خالد اليعقوبي، المستشار الأمني للسوداني، فإن أمريكا «أخّرت الحوار للأسف 5 أشهر، حيث تحججوا أنهم لا يتفاوضون تحت النار».
وأضاف خلال استضافته في ندوة حوارية على هامش مؤتمر بغداد الدولي بنسخته السادسة تحت عنوان (التواصل الإقليمي. محورية العراق) قائلاً: «كنا ننصحهم دائما أن فرصة الجلوس على طاولة الحوار سيعطي مرونة ومساحة أوسع للحكومة العراقية والقوى السياسية بأن تمارس ضغطاً أكبر على الفصائل، ويكون هناك تخفيض للتصعيد لإثبات المصداقية» مؤكدا أن السوداني «استطاع إقناع الجانب الأمريكي بخوض الحوار، والآن قد انتهت الجولة الثانية منه».
أما مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، فأفاد أنه «في العام 2014 كان يتطلب منا أن نأتي بقوات صديقة تساعدنا في مواجهة داعش، ومن العام 2014 إلى 2024 قواتنا تطورت كثيرا، ولديها خبرة في مواجهة التنظيمات، وبالتالي ارتأت الحكومة المشكلة من كل الأطياف أن تعيد تقييم هذا الوجود لتلك القوات».
ولفت إلى إنه «سيكون هناك رد للجميل يتمثل في عقد اتفاقيات أمنية ثنائية مع دول التحالف الدولي، وهذه الدول ترحب بهذا الأمر وليست هناك اعتراض منها».
كما أكد أن «تحالف الناتو موجود في العراق للاستشارة، وهي ليست قوات قتالية، والغطاء الدولي موجود، ونحن لم نقطع العلاقات مع التحالف الدولي، وهناك مفاوضات معها، وإن الحكومة العراقية تنتظر نتائج اللجان».