بغداد ـ «القدس العربي»: قالت كتائب «حزب الله» في العراق، الخميس، أنه لم يُطلب منها المساعدة في الرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران، وذلك بعد ساعات على دعوة ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم للنأي بالبلاد عن الحرب الدائرة في المنطقة.
وذكرت في بيان أن «الأصل الواضح في هذه الحرب الدائرة بين محوري الخير والشر، هو إن الرد فيها على أي اعتداء صهيوني ضد أي جبهة من جبهات المواجهة يكون مباشرا منها، لا عبر الأطراف الأخرى من قوى المحور».
وأضافت، أن «ما يشاع من أخبار عن نقل سلاح، أو تحضير لعملية الرد الإيرانية على الكيان، أنها ستكون من العراق لا تتعدى السعي للاختباء من الضربة قبل حدوثها باعتماد معلومات صهيونية مُضللة يتم تمريرها على الأمريكان والغرب، لاستجداء المزيد من الإسناد والدعم، ليكونوا مصدا لنتائج سياسات (نتنياهو) وهذا ما دأبوا عليه».
وتابعت: «لم يُطلب منا المساعدة في الرد على العدوان الصهيوني الأخير، أما في حال فكر الاحتلال بتنفيذ أي اعتداء على العراق، فالرد سيكون بحزم، وقد حددنا معايير لذلك».
فيما جدد قادة الأحزاب والقوى السياسية العراقية المنضوية في ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم، موقف العراق الثابت في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد العدوان الصهيوني، فيما شددوا على أهمية النأي بالبلاد عن الحرب الدائرة في المنطقة، وسعي سلطات الاحتلال إلى زعزعة أمنها واستقرارها.
وفي ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء/ الخميس، أصدر الائتلاف الذي يضم جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة، باستثناء التيار الصدري، بياناً صحافياً عقب اختتام اجتماعه الدوري بحضور رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان الجديد، محمود المشهداني.
ورحّب المجتمعون بحسم ملف رئاسة مجلس النواب بوصفه «استحقاقاً دستورياً يعزز العمل الوطني المشترك».
كما استعرض رئيس الوزراء «التقدم الحاصل في تنفيذ البرنامج الحكومي في ظل مرور عامين على الحكومة التي تمكنت من إنجاز ملفات وطنية مهمة تندرج ضمن أولويات ومستهدفات برنامجها التنفيذي».
ولفت البيان إلى أن «اجتماع ائتلاف إدارة الدولة يؤكد على أهمية تمديد الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب ودعم خطوة تعديل إحدى مواد الموازنة العامة الاتحادية الخاصة بالنفط» كما يؤكد على «التزام المبادئ التي شددت عليها المرجعية الدينية العليا في بيانها الأخير التي تصب في بناء دولة المؤسسات وتعبّد الطريق لتحقيق مستقبل أفضل للبلد».
وأكد الاجتماع أيضا على «الموقف المبدئي للعراق في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد العدوان الصهيوني الآثم» وفند «ما يشاع باتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات باعتبارها مبررات واهية لتسويغ الاعتداء على أرض العراق وسيادته».
وتابع البيان أن «اجتماع ائتلاف إدارة الدولة يؤكد على العمل المشترك وتقديم المصلحة العليا للبلاد وإبعاد أراضي العراق عن أجواء الحرب التي يسعى الكيان المحتل إلى توسعتها وجرّ المنطقة إليها بهدف زعزعة الأمن والاستقرار».
ائتلاف «إدارة الدولة» يدعو للنأي بالبلاد عن الحرب الدائرة في المنطقة
وكان المجلس الوزراء للأمن الوطني، قد شدد على ضرورة إبعاد العراق عن الحرب الإقليمية.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبد الله في بيان، مساء أول أمس، إن السوداني، «ترأس الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرى خلاله بحث مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد، والنظر في الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، واتخاذ القرارات والتوصيات اللازمة بشأنها».
وأضاف أن «الاجتماع شهد مناقشة البرنامج الحكومي، في ما يتعلق بالملف الأمني، ومراجعة إنجازات الوزارات والدوائر الأمنية كافة، بعد مرور عامين على عمر الحكومة، وسبل تعزيز نقاط القوة والمعالجة الفورية للتحديات، مع استمرار عملية المتابعة للعمل الأمني والاستخباري ضمن توحيد الجهود في هذا الإطار، بما يحقق الأهداف المرسومة».
وجدد المجلس «موقف العراق الثابت بدعم نضال الشعبين الفلسطيني واللبناني، واستنكار جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحقّهما» لافتا إلى أن «ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هي إلّا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه».
وشدد على أن «مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن آلة الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها، انطلاقاً من سياساته العدوانية ضد بلدان وشعوب المنطقة».
يتزامن ذلك مع إعلان الفصائل العراقية المنضوية في ائتلاف «المقاومة الإسلامية» مهاجمة «هدف عسكري» في الأراضي المحتلّة بالطيران المسيّر.
بيان للفصائل أفاد أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق اليوم الخميس (أمس) هدفاً عسكرياً في الأراضي المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر» فيما أكدت «استمرار عملياتها في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة».
وفي الطرف الآخر، تواصل العتبات الدينية العراقية رفّد المؤسسات الصحية اللبنانية بالمواد الإغاثية، تلبية لتوجيهات رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني.
فقد زار وفد بعثة الإغاثة الطبية في لبنان التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية، برئاسة حسين قبيسي، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية هكتور حجار في مكتبه، وأطلعه على نشاط البعثة المستمر، وتقديم المساعدات والخدمات الطبية والإغاثية لمستشفيات ومراكز إيواء.
الوزير اللبناني ذكر في تصريحات نقلها إعلام العتبة، إن «نشاط بعثة الإغاثة الطبية في لبنان التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة ودورها، تخطى حدود الطائفية والمناطقية» مشيداً بـ«تعاون البعثة مع الجهات الحكومية اللبنانية».
وأوضح أن «هناك رعاية أبوية خالصة من قبل المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، في ظل الظروف الصعبة التي تحتاج الى مرجعية روحية تكون عوناً وبلسماً للجراح».
وتابع: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل يحتاج إلى هذه النظرة المليئة بالاحترام، ونتمنى على البعثة التعاون مع وزارتنا لتخطي هذه المحنة» لافتاً إلى إن «هناك مكانة للمرجعية الدينية العليا في نفوس اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، والتي تعمقت بعد زيارة بابا الفاتيكان الى المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني» داعياً، الزعماء الروحيين من مختلف الطوائف إلى «الوقوف الى جانب اللبنانيين في هذه المحنة».
كما دعا حجار، العتبة الحسينية متمثلة بممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكربلائي الى «استمرار عمل البعثة وتوسيعه ليكون بلسماً لجراح العوائل اللبنانية».
وبين أن «الناس في حاجة لعمل البعثة وأن غيابها يعني الموت، واليوم في رحلة التهجير هذه كان العراق مرجعا وحكومة وشعبا عونا للبنانيين وسندا لهم».
وتوجه حجار برسالة شكر وامتنان الى العتبة الحسينية، مشدداً على أهمية «بقائها الى جانب اللبنانيين».
فيما شرح رئيس البعثة حسين القبيسي طبيعة عملها ونشاطها، مشيراً إلى فتح المجال أمام «التعاون مع الوزارة في مختلف الشؤون الصحية والوقائية وغيرها» كما نقل للوزير تحيات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية وممثل المرجعية الدينية العليا، ورئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور حيدر العابدي، مشدداً على «الرسالة الإنسانية للبعثة التي تعمل باسم الإمام الحسين (عليه السلام) وتقف إلى جانب اللبنانيين في محنتهم».
في هذا العصر شهدنا مفردات وعبارات وبلاغة الالتفاف على المواقف والواجب بالتهرب والتبرير والنكوص. كان في الماضي فعل. فأصبح رد على جرائم بحنكة وسياسة ولغويات التملص من المواجهة، كما كثرت عبارات الجزع والفزع والتحذير من مستنقع الحرب وإغراق المنطقة وما شابه وتشكيلة واسعة في هذا الشأن والمضمار.