بيروت – «القدس العربي» : لم تمض ساعات على إعلان فشل مفاوضات اطلاق النار بعد زيارة الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب ولقائه رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو حتى ارتفعت وتيرة القصف والغارات التي عادت لتستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد توقف لمدة 6 أيام.
فقد جدّد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فجر الجمعة» تهديداته لسكان مناطق الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة بضرورة إخلاء المباني التي حددها لهم على الخريطة. وفور انتشار التحذير سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف في أجواء الضاحية لحث الأهالي على الإخلاء الفوري خصوصًا أن التهديد الجديد شمل مناطق لم تُستهدف من قبل وهي مأهولة بالسكان.
وشهد محيط جسر المطار والرحاب في الغبيري حركة نزوح كثيفة بعد أوامر الإخلاء. وبعد أقل من نصف ساعة على الإنذار، بدأ الطيران الإسرائيلي غاراته بـ 3 غارات تحذيرية، تزامنت مع تحليق مكثف للطيران المسيّر على علو منخفض فوق أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. وبدأ الطيران الإسرائيلي هجماته بسلسلة غارات عنيفة سُمع صداها في الطريق الجديدة ومناطق الجبل مستهدفاً مناطق الغبيري، الكفاءات، أوتوستراد السيد هادي، محيط مجمع المجتبى، طريق المطار القديم، تحويطة الغدير، الرويس، حارة حريك والمريجة. وقد خلفت هذه الغارات دمارًا هائلًا في المناطق المستهدفة، حيث سويت عشرات المباني أرضًا، بالإضافة إلى اندلاع حرائق.
الغارات تعود إلى الضاحية… مجازر جديدة في الجنوب وبعلبك… واستهداف في القماطية
تزامناً، سُمع دوي انفجار في منطقة عاليه، ناجم عن استهداف شقة سكنية في محلة عين الرمانة لجهة بلدة القماطية وقد فُرض طوق امني في محيط المكان المستهدف. ولاحقاً، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة الإسرائيلية على بلدة القماطية ليلاً، أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح.
غارات على الجنوب
في الجنوب، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة المجادل والشهابية ومنزل في الطيري، وبنت جبيل والحنية وشقرا وبرعشيت وصفد البطيخ وبين كفررمان والجرمق وجبل الريحان ومجرى الليطاني بين المحمودية ومرجعيون وحي المسلخ مبنى آل الدقدوق في النبطية، ووادي جيلو وعيتيت في قضاء صور مما أدى إلى تدمير محال تجارية، وتزامن ذلك، مع قصف مدفعي لمدينة بنت جبيل وبلدة كونين وحانين والطيري.
كما استهدفت الغارات بلدات: دير عامص وياطر وكفرا وحداثا ورشاف ووادي العزية. وتم انتشال جثة عضو في بلدية النبطية محمد حسن عماد جابر سقط في غارة حي المسلخ. وكان الطيران الحربي أغار عند الثالثة فجراً على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، ودمّره، بعد غارات مماثلة على بلدات كونين، عيناتا، الجميجمة، برعشيت، حانين ومجدل سلم إضافة إلى غارة على منزل جواد نصرالله والد شهيدين في «حزب الله» في يحمر الشقيف حيث دمّرته.
بقاعاً، استهدفت غارتان بلدة طاريا حيث استشهد مواطنان وأصيب خمسة بجروح. وفي أمهز أدت غارة إلى سقوط 8 شهداء كحصيلة أولية. وطالت الغارات حي الزهراء في مدينة بعلبك وجرود بلدة قصرنبا حيث سقط شهيد، البزالية، بوداي، أطراف رسم الحدث لجهة حربتا، في البقاع الشمالي، رأس العين في بعلبك، وإيعات ونحلة.
وبعد المجزرة التي طالت عائلة ناصر الدين في بوداي وقعت مجزرة أخرى في بلدة مقنة حيث سقط 6 أفراد من عائلة واحدة وجُرح ستة آخرون. وحلّ الدمار في دورس إذ تضررت عشرات المباني والمحال التجارية والمؤسسات. أما حصيلة العدوان على محافظة بعلبك الهرمل والبقاع الأوسط فهي: 1035 غارة، نجم عنها 528 شهيداً و1069 جريحاً.
في المقابل، أعلن «حزب الله» استهداف تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في حي المسلخ جنوبي بلدة الخيام بِصلية صاروخية كبيرة، وقصف مستعمرة «كرمئيل» حيث تحدثت «القناة 13» الإسرائيلية عن وقوع 9 إصابات بينها إصابة خطيرة. ودوّت صفارات الإنذار في قرية الغجر خشية تسلل طائرات مسيّرة. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن المطلة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة، لافتة إلى أنه يتم منع دخول المدنيين بعد مقتل 5 أشخاص في القصف الأخير من لبنان.
وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحدثت عن تفعيل صفارات الإنذار في عدة بلدات في الجليل الأعلى وإصبع الجليل بينها «كريات شمونة» وذلك بعد إطلاق صواريخ. وفي هذا الاطار، أفاد الاعلام الإسرئيلي أنه رصد نحو 20 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل تم اعتراض بعضها والباقي سقط في مناطق مفتوحة.
وجاء في بيان مفصّل لغرفة عمليات «المقاومة الإسلامية» الآتي: «يُواصل مجاهدو المُقاومة الإسلامية تصديهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش العدو خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلة.
1- المُواجهات البرية:
شهدت قرى الحافة الأمامية من جنوب لبنان في الأيام الماضية محاولات تقدم لجيش العدو وقد تصدى مُجاهدو المُقاومة الإسلامية لهذه المُحاولات عند أكثر من محور وفقًا للآتي:
• المحور الأول: منطقة عمليات الفرقة 146 في جيش العدو، يمتد من الناقورة غربًا وصولًا إلى مروحين شرقًا.
تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف، حاولت قوة مشاة إسرائيلية التسلل باتجاه الأحياء الجنوبية لقرى شيحين والجبين، كما وحاولت قوة استطلاع أخرى التسلل باتجاه منطقة وادي حامول شمال شرق بلدة الناقورة، فتصدى لها المُجاهدون بالأسلحة المُناسبة وأجبروها على الإنسحاب إلى منطقة اللبونة. وكذلك استهدف مجاهدو المُقاومة بالأسلحة الصاروخية تحشدات ومسارات تقدم العدو داخل بلدة الضهيرة، ومواقع العدو في رأس الناقورة، وجل العلام.
• المحور الثاني: منطقة عمليات الفرقة 36 في جيش العدو، يمتد من راميا غربًا وصولًا إلى رميش شرقًا، (عيتا الشعب ضمنًا) ، ومن رميش وصولًا إلى عيترون شرقاً.
تواصل المُقاومة الإسلامية استهداف تحشدات جيش العدو الإسرائيلي وتجمعاته في هذا المحور، وسط محاولات مستمرة للعدو للتوغل داخل بلدتي عيتا الشعب وعيترون.
• المحور الثالث: منطقة عمليّات الفرقة 91 في جيش العدو، يمتد من بليدا جنوبًا وصولًا إلى حولا شمالًا.
تُحافظ قوات العدو السيطرة بالنار على الأطراف الشرقية لقرى بليدا وميس الجبل وحولا، وسط غياب أي مُحاولة تقدم جديدة على هذا المحور بعد المواجهات البطولية التي سطّرها مجاهدو المُقاومة خلال الأسبوع الفائت في بلدة حولا، والخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات المُتقدمة.
• المحور الرابع: منطقة عمليات الفرقة 98 في جيش العدو، يمتد من مركبا جنوبًا وصولًا إلى قرية الغجر اللبنانية المُحتلة في الشمال الشرقي.
تقدمت قوة مشاة معادية باتجاه اطراف بلدة كفركلا الشرقية وصولاً الى منطقة تل نحاس عند الأطراف الشمالية الشرقية للبلدة، فتصدى لها المُجاهدون بالأسلحة المناسبة بالتزامن مع استهداف مُكثف لتحشدات العدو في المناطق الخلفية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو الذي أُجبر على إدخال المروحيات العسكرية لإجلاء الإصابات وسط غطاء كثيف من الرمايات المدفعية وغطاء دخاني كثيف خوفا من استهدافات المُقاومة.
• المحور الخامس: منطقة عمليات الفرقة 210 في جيش العدو، يمتد من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانية المُحتلة.
استهدف مجاهدو المُقاومة بالأسلحة الصاروخية، وبشكلٍ مُكثف، العديد من محاولات التقدم في خَراج بلدات كفرشوبا وشبعا بهدف السيطرة على المرتفعات. وقد تعمد العدو حرق الأحراش في المنطقة خوفًا من أي عملية هجومية للمُقاومة. فيما يتعامل مجاهدو المُقاومة مع محاولات تقدم قوات العدو المُتكررة باتجاه الأحياء الجنوبية والجنوبية الشرقية لمدينة الخيام بمُختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والمدفعية مُحققين إصابات مؤكدة.
القوة الصاروخية والجوية
2- القوة الصاروخية: تُواصل القوة الصاروخية في المُقاومة الإسلامية استهداف تحشدات العدو في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، وصولًا إلى القواعد العسكرية والاستراتيجية والأمنية في عمق فلسطين المُحتلة، بمُختلف أنواع الصواريخ منها الدقيقة التي تُستَخدم للمرة الأولى. وقد بلغ مجموع عمليّاتها منذ 17-09-2024 وحتى تاريخه 655 عملية إطلاق متنوعة. منها 63 عملية خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط. وبعمق وصل إلى 105 كلم حتى الضواحي الشمالية لـتل أبيب.
3- القوة الجوية: تُواصل القوة الجوية استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولًا إلى عمق فلسطين المُحتلة. وقد بلغ مجموع عمليّاتها منذ 17-09-2024 وحتى تاريخه 76 عملية إطلاق لأكثر من 170 مُسيّرة من مختلف الأنواع والأحجام، 11 عملية منها خلال الأيام الثلاثة الماضية. وبعمق وصل إلى 145 كلم حتى الضواحي الجنوبية لتل أبيب.
4- وحدة الدفاع الجوي: نفّذ مجاهدو المُقاومة الإسلامية في وحدة الدفاع الجوي منذ 17-09-2024 وحتى تاريخه، 20 عمليّة إطلاق لصواريخ أرض جو ضد الطائرات الإسرائيلية في أجواء الجنوب اللبناني، 4 عمليات منها خلال الأيام الثلاثة الماضية.
• بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر العدو وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلامية منذ بدء ما أسماه العدو «المناورة البرية في جنوب لبنان»:
– أكثر من 95 قتيلًا و900 جريحًا من ضباط وجنود جيش العدو.
– تدمير 42 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية، وآليتي هامر، وآلية مُدرعة، وناقلة جند.
– إسقاط 3 مُسيّرات من طراز «هرمز 450» ومُسيرَتين من طراز «هرمز 900».
خسائر إسرائيلية
مع الإشارة الى أن هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المُحتلة».
وأضاف بيان غرفة العمليات: – تتجنب قوات العدو التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية مجاهدي المُقاومة خشية استهدافها. وهي تستحدث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلًا إلى داخل القرى الحدودية والإنسحاب منها بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتية.
– إن خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الإشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، ومازالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المُعدة مُسبقاً.
– بالرغم من الإطباق الإستعلامي الذي يُمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المُقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخية اتجاه نقاط تموضع جنود العدو حتى عمق الكيان بشكل يومي ومتواصل وعلى مدار الساعة. وهذا ما تؤكده المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي. ولم يتمكن العدو من إحباط أي عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية».
حيا الله أحرار حزب الله اللبناني يا إخواني وامينه الجديد بقلب من حديد السيد المجاهد نعيم قاسم خليفة الشهيد المغدور حسن نصر الله وإخوانه من المجاهدين في نخبة الرضوان الذين عبدوا بدمائهم الزكية الطاهرة الطريق لتحرير الأقصى المبارك يا مبارك ✌️🇱🇧☹️💪🚀🐒🚀🔥