حزب الله يتصدّى للتوغل البري في العديسة ومارون الراس مكبداً جيش الاحتلال خسائر بشرية

سعد الياس
حجم الخط
2

بيروت- “القدس العربي”: استعاد “حزب الله”، الأربعاء، زمام المعركة بعد الهزة الكبيرة التي ألمت به إثر استشهاد أمينه العام السيد حسن نصرالله وقادة في قوة “الرضوان”، وقد شكّلت الصواريخ الإيرانية التي تساقطت على إسرائيل وصواريخ “فادي 4” التي أطلقها الحزب على تل أبيب جزءاً من توازن الردع وترجمة للتعافي والخروج من الصدمة. كما دشّن تصدّي “حزب الله” لمحاولات التوغل الإسرائيلي مرحلة جديدة من المواجهة على الجبهة البرية. وكانت لافتة الجولة التي قام بها مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف في الضاحية الجنوبية رغم خطر الغارات الإسرائيلية والتي واكبها نحو 200 صحافي ومصوّر للتأكيد “أن الأبنية التي استهدفها العدو الإسرائيلي هي مدنية وأن هدف إسرائيل هو التدمير وتغيير معالم الضاحية ومحاولة تحريض بيئة الحزب عليه”.

وشكّلت هذه الجولة التي أعقبت إطلالة لكل من نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم وعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله فرصة لرفع المعنويات من جديد. واستعرض عفيف التطورات على الحدود، قائلاً “اشتبكت قواتنا مع قوات العدو في العديسة ومارون الراس، وما حصل في مسكاف عام ليس إلا البداية”، مذكّراً “أن الشهيد حسن نصرالله قال لهم في آخر خطاب نحن ننتظر دباباتكم كي نحرقها أمام النقل المباشر”. وختم “قواتنا على أتم الاستعداد والمقاومة بخير، ومنظومة القيادة أيضًا بخير، والحرب جولات وصولات”.

العملية البرية

وبدأت العملية الإسرائيلية البرية في لبنان، صباح الأربعاء،  حيث أعلن جيش الاحتلال ضم قوات مدرعة إضافية إلى التشكيلات المشاركة في “العملية البرية المحدودة في لبنان” التي بدأها الإثنين. وقال في بيان “تنضم الفرقة 36 بما في ذلك جنود لواء جولاني واللواء 188 مدرع، ولواء المشاة السادس، وقوات إضافية إلى العملية المحدودة والمحلية والمستهدفة لأهداف حزب الله والبنية التحتية للحزب في جنوب لبنان والتي بدأت يوم الإثنين”، مؤكداً “أن سلاح الجو يرافق الجنود ولواء المدفعية 282”.

في المقابل، أعلن “حزب الله” أن عناصره تصدوا “لِقوة من مشاة العدو الإسرائيلي حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع، كما استهدفوا قوة مشاة كبيرة في مستعمرة مسكاف عام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققوا فيها إصابة ‏مباشرة ودقيقة”.

وتحدث إعلام إسرائيلي عن “حدث غير عادي في الشمال”، قائلاً “يجري إخلاء الإصابات عند الحدود بمروحيات وهناك هجمات تشنّها مروحيات ودبابات في المنطقة كتغطية لقواتنا”. كما لفت إعلام عبري إلى “وقوع 20 جنديًا إسرائيليًا بين قتيل وجريح جراء الحدث الأمني عند الحدود مع لبنان، وأن عملية إنقاذهم كانت صعبة جدًا بسبب القصف المدفعي الكثيف الذي نفذه حزب الله”. غير أن مصادر أخرى تحدثت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين واصابة 20 باشتباكات العديسة جنوب لبنان، قبل الكشف عن جرح 35 جندياً في اشتباكات مارون الراس. أما القناة “12” الإسرائيلية فاعترفت بمقتل عسكري ثالث من وحدة الكوماندوز “إيغوز” في معارك جنوب لبنان.

وفي وقت لاحق، انتشرت صور عن اختراق قوات إسرائيلية الجدار الحدودي عبر بوابة العديسة على الحدود اللبنانية، وأظهرت الصور دبابات تعبر طريقاً فرعياً وقوة مشاة على جانبي الطريق. وأفاد مراسلون ميدانيون بأن هذه الخطوة بمثابة استعراض ولا تُعد نجاحاً في التوغل البري، مشيرين إلى أن جيش الاحتلال لم يتمكن من أي اختراق في منطقة عيترون ويارون ومارون الراس. ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال مشاهد مزعومة لعمليات لواء الكوماندوز والمظليين في جنوب لبنان، مدعياً “تدمير مجمع قتالي لحزب الله احتوى على منصة صاروخية ومخزون من العبوات الناسفة والعتاد العسكري الآخر”.

وصدر عن قياد الجيش اللبناني البيان الآتي: “خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريبًا داخل الأراضي اللبنانية في منطقتَي خربة يارون وبوابة العديسة ثم انسحبت بعد مدة قصيرة”. وأفاد الجيش ان “أحد العسكريين أصيب نتيجة اعتداء طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي أثناء عمل وحدة من الجيش على فتح طريق مرجعيون- حاصبيا عند مدخل بلدة كوكبا لتأمين عبور المواطنين”.

إنذار قرى جنوبية

ترافقت هذه الاشتباكات مع توجيه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي انذاراً إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان باخلاء بيوتهم فوراً والتوجه إلى شمال نهر الأولي. وكتب ادرعي على موقع “إكس”: “إنذار إلى سكان القرى في جنوب لبنان: البياضة، بيوت السياد، الراشيدية، معشوق، البص، شبريحا، طيردبا، البرغلية، مخيم القاسمية، نبي قاسم، برج رحال، العباسية، معركة، عين بعال، محرونة، بافلية، ديركيفا، صريفا، ارزون، دردغيا، ضهر برية جابر، جبل العدس، شحور، برج الشمالي.

وأضاف أدرعي “نشاطات حزب الله تجبر الجيش الاسرائيلي على العمل ضده بقوة. الجيش لا ينوي المساس بكم ولذلك من أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورًا والتوجه إلى شمال نهر الأولي. أنقذوا حياتكم. كل من يتواجد بالقرب من عناصر “حزب الله” ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر. أي بيت يستخدمه “حزب الله” لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه. قوموا باخلاء بيوتكم فوراً. انتبهوا يحظر عليكم التوجه جنوباً. أي توجه جنوباً قد يعرّضكم للخطر. سنعلمكم بالوقت الآمن للعودة إلى بيوتكم”.

توازياً، نفذ الطيران الحربي المعادي سلسلة غارات على قرى الجنوب ومجرى نهر الليطاني وطريق الخردلي، وأطلقت المدفعية الثقيلة قذائف على أطراف مدينة بنت جبيل والخيام وكفركلا وسهل مرجعيون. وطالت غارات إسرائيلية بلدات مسيحية حدودية، وأدت غارة على منزل في بلدة دبل إلى تدميره واستشهاد ثلاثة أشخاص. واستهدفت غارة منزلاً غير مأهول منذ بداية الحرب في بلدة عين ابل. وشنّ الطيران غارتين على علما الشعب، مستهدفاً مبنى، ما أدى إلى إصابة عائلة سورية من 7 إشخاص. وأدت غارة على برج قلاويه إلى سقوط شهيدين وجريح. وأوضح كاهن رميش نجيب العميل أنه دعا رعيته “لرفع الرايات البيضاء على شرفاتهم تعبيراً عن عدم رغبتهم في الحرب”.

وجاءت هذه الغارات بعد عدوان جوي ليلي طال الخيام، كفركلا، الطيبة، المنطقة بين بلاط ودبين لجهة النهر، يارون، مارون الراس، النبطية، جبل صافي، جباع، كفرجوز، زبدين، أرنون، مدخل صور، دبين، مركبا، فرون، وزوطر الغربية.

بقاعاً، سُجلت غارة على بلدة جنتا في بعلبك سقط خلالها خمسة شهداء وجريح، وطال العدوان بلدات بوداي، الكرك ومحيطها، منطقة بين النبي شيت والخضر، السعيدة، رياق، بدنايل، تمنين، النبي عثمان، اللبوة، والهرمل.

أما في بيروت، عاشت الضاحية الجنوبية ليلة صعبة، إذ استهدفت فجراً بـ 17 غارة توزعت بين الشياح، السانت تريز، مبنيين عند مفترق الجاموس صفير مقابل أفران الأمراء، محيط الشويفات، محيط منطقة الحدت حي الاميركان، مجمع المجتبى، كاليري سمعان قرب القاروط، مجمع الأجنحة الخمسة في الشويفات – العمروسية. وتجددت هذه الغارات قبل الظهر اليوم لجهة مدينة الشويفات.

رد “حزب الله”

في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات “ان مجاهدي المقاومة الإسلامية قصفوا تجمعاً لقوات إسرائيلية في ثكنة “شوميرا” برشقة صاروخية وحققوا إصابة مباشرة. كما استهدفوا تجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة “أفيفيم” ومجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بِصلية صاروخية كبيرة. كما استهدفوا تجمعاً للقوات الاسرائيلية في مستعمرة “أدميت” وقاعدة “عميعاد”. وأضاف “هاجمنا بسرب من المسيرات الانقضاضية مربض المدفعية في “نافيه زيف” وأصبنا الأهداف بدقة. وبينما كانت قوة للعدو الإسرائيلي تُحاول الإلتفاف على بلدة يارون من جهة الحرش، باغتها مجاهدو المقاومة الإسلامية بِتفجير عبوة خاصة وأوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيلٍ وجريح”. وشمل الرد ثكنة “زرعيت” بصلية صاروخية من الكاتيوشا.
من ناحيتها، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بإطلاق نحو 30 صاروخاً في اتجاه المطلة، فيما أطلقت صواريخ على خليج حيفا وضواحي المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد الترهوني ليبيا:

    حياهم الله رجال الامة الابطال. اصبحت امنيتنا ان نشاهد نصف رصاصة من اي قوة سنية تصيب العدو، لكن للاسف لا نرى الا التطبيع ثم التطبيع ثم التطبيع، واصبحت امنيتنا ليس الهجوم على العدو بل توقف العربان عن طعن المقاومة وعدم التباهي بعار التطبيع.

  2. يقول محمد حسونه:

    المرحله القادمه والمهمه في تاريخ حزب الله هو اختيار شخصيه قياديه تتمتع بالكاريزما والاجماع والطاقه التي كان يتمتع بها حسن نصر الله فالحزب تعرض لانتكاسه وهو بحاجه لرفع المعنويات وكل ذلك لايتحقق بدون قياده سياسيه فذه وذات حضور في الداخل هذا لايمنع ان يكون القائد من الجيل الثاني وعليه اجماع ..اليوم شعبيه نتانياهو في ارتفاع ومن الضروري رفع معنويات الحزب باختيار قياده فذه

اشترك في قائمتنا البريدية